كتب :  د. علي صالح الربيزي 

 ستشرق علينا الذكرى الحادية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، تلك الثورة التي سجلت بأحرف من نور في تاريخ جنوب اليمن، ذكرى طرد الاستعمار البريطاني واستعادة الأرض والعزة. إنها ذكرى ملهمة تفيض بالفخر، تذكرنا بتضحيات الأبطال الذين واجهوا أعتى إمبراطورية في العالم آنذاك، وصمدوا بكل شجاعة وإصرار حتى انتزعوا حريتهم.

ثورة 14 أكتوبر لم تكن مجرد حركة تمرد، بل كانت صرخة الحرية التي ارتفعت من جبال ردفان ووصلت إلى كل شبر من جنوب اليمن. إنها ثورة شعبية تحركت بدافع الوطنية والكرامة، هدفها الأساسي كان إنهاء أكثر من 129 عامًا من الاحتلال البريطاني واستعادة السيادة على أرض الجنوب.

في هذا اليوم التاريخي، نجعل من ذكرى الثورة احتفالاً يليق بتضحيات الأبطال، حيث ترتفع فيه أعلامنا خفاقة في سماء الجنوب وفي كل بقاع المهجر، معلنة أن إرادة الشعوب لا تُهزم. إنه يوم تحيا فيه الحرية بكل قدسيتها، يوم تتعطر فيه الأرض بعبير الورود وتنبض فيه شوارعنا بالفرح والفخر، مستذكرين تلك الأيام التي أعاد فيها أجدادنا المجد لهذه الأرض.

إن النضال من أجل الحرية والعزة هو ما صنع أمجاد آبائنا، واليوم نحن نحمل هذه الراية بشموخ وعنفوان. نحتفل ليس فقط بما أنجزه الأبطال في الماضي، ولكن بما نواصل بنائه اليوم من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة. فالجنوب سيظل رمزًا للصمود والعزة، بفضل تلك الأرواح التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل أن نحيا أحرارًا.

لنحتفي بذكرى طرد الاستعمار البريطاني ونواصل المسيرة بروح نضالية لا تعرف الاستسلام. نحن أبناء الجنوب، أبناء الحرية والعزة، وستبقى تضحياتنا شاهدة على عزمنا المستمر في الدفاع عن أرضنا وحريتنا.

عاشت ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وعاش الجنوب حراً أبياً.