- إعدام المدان عفيف سالم في عدن بتهمة قتل والدته
- الغارة الامريكية استهدفت منزلًا في صنعاء كان يشهد اجتماعًا لقيادات حوثية
- 313 مليون دولار خسائر موانئ الحديدة بسبب الغارات الإسرائيلية
- منتخبنا الوطني يبدأ مشواره اليوم في خليجي 26 بمواجهة العراق
- البرد القارس يضاعف مأْساة 67 ألف أسرة يمنية في المخيمات
- احتراق دباب غاز محول بالعاصمة عدن
- اسعار الخضار والفواكه في العاصمة عدن اليوم الأحد
- الجيش الأمريكي: إسقاط طائرة إف 18 في البحر الأحمر وإصابة أحد الطيارين
- مصادر : الغارة الأمريكية الدقيقة على صنعاء استهدفت بنجاح "أبوعلي الحاكم"
- جماعة الحــوثي تنتشر في إب تحسبًا لانتفاضة شعبية
اختفى قآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. بينما تنقل نيويورك تايمز عن مصادر إيرانية القول إن مصيره لا يزال مجهولاً، فإن ميديا إسرائيلية مختلفة تتحدث عن احتمال "إصابته" في الهجوم الذي استهدف صفي الدين، خليفة نصر الله المحتمل.
من المحتمل أن الرجلين قد قتلا بالفعل، أعني خليفة حسن نصر الله، وخليفة قاسم سليماني.
ومع ذلك فإن غيابهما لن يترك فراغاً كبيراً كذلك الذي تركه سلفاهما. ثمة قادة نجحوا، عمليا، في أن اختزال الكيانات في ذواتهم. كان الناس يأخذون نصر الله على محمل الجد أكثر من حزبه، وكانت إسرائيل تعرف عن الحزب كل ما تريد أن تعرفه ويربكها نصر الله. وكان المحور، من العراق إلى اليمن، ينتظر رسل نصر الله لا مرسال حزب الله.
أخذ حزب الله نصيباً من سلطته، المعنوية على الأقل، من شخصية حسن نصر الله الاستثنائية. أما سليماني فكان ثعلب الصحراء الخاص بالمرشد، وكان يكفي أن يقال اسمه حتى تستقيم أمور كثيرة وتعوجّ أمور.
لن يحصل المرشد، ولا المحور، على تعويض عاجل للرجلين، وقد يكون كل تعويض ضارا بالكيان داخلياً، سيرى من اعتادوا على المهابة، من استحلوا عبادة الشخصية، أن المعبود ذهب بلا عودة وترك "بشراً مثلهم".
خلف نصر الله رحل أيضاً غالبية قيادات الصف الأول. المشروع الإمامي يفسح مجالاً كبيراً لعبادة الشخصية المركزية، بل هي الفكرة الأساسية في المشروع. حول الشخصية تبنى المنظومات وليس العكس. ما يجري في لبنان يقول أن الحزب لم يعد يعمل كمنظومة بل كذئاب منفردة. ليست تلك هي الحال مع حركة حماس التي تأسست حول فكرة فلسطين، وهي فكرة محلية غير عابرة للحدود، محايدة دولياً. حتى إن السنوار نفسه أعلن في خطاب شهير له إن حركته ستواصل النضال حتى الحصول على دولة بحدود ال٤ من حزيران ١٩٦٧. أي اعتراف صريح بإسرائيل. وضع الرجل حدوداً للنضال للفلسطيني. في خيال نصر الله، الراحل، لا يقف النضال عند حد، بل يبدو عشوائياً في طبيعته، وتلك واحدة من مشاكله التي أوصلته إلى حاله الراهنة.
بالأمس نشرت واشنطن بوست تقريرها المهم حول ما جرى لحزب الله. وفقاً للتقرير فقد نجحت إسرائيل في اختراقه منذ ٢٠١٥. صنعت بنفسها أجهزة اللاسلكي وجهزتها بشرائح التنصت، والمادة الانفجارية، وسلمتها للحزب. ثم عادت وصنعت له، بعناية فائقة، أجهزة الپيجر، مع تزويدها بشرائح تنصت، ومادة انفجارية.
كانت الحرب السورية هي "كعب أخيل" حزب الله. لقد فتحت الباب إليه، إلى مخابئه وأسراره، كانت اللعنة التي حلت عليه، وها هي نتائجها ماثلة للعيان.
تقرير آخر لواشنطن بوست حول حماس، توصل إلى نتيجة تقول إنه بينما يردد نتنياهو القول إنه عازم على إفناء التنظيم فإن الجماعة الفلسطينية بدأت عملياً في إعادة بناء نفسها، واستعادة زخمها.
في تعليقها على تقرير واشنطن بوست قالت افتتاحية جيروزاليم بوست (كتبتها هيئة التحرير) إن حماس عزلت نفسها "استخباراتياً" عن محور إيران، وذلك شكل حماية لها من الاختراق.
واشنطن بوست قالت في تقريرها إن جيش الدفاع الإسرائيلي وجد أثراً ضئيلاً للسلاح الإيراني ضمن عتاد حماس، وأن ٨٠% من أسلحتها، و٨٠% من ماليتها ليست مرتبطة بإيران، بل تنجزها حماس بجهودها الذاتية.
على مدى عام كامل عجزت إسرائيل، ومعها استخبارات غربية عديدة، في الوصول إلى أماكن الرهائن أو القادة. تقول بيانات ذات مصداقية إن الاستخبارات الأميركية اخترقت شبكة اتصالات النظام السوري منذ العام ٢٠١٥. ومن خلال تلك الشبكة عرفت الكثير عن المحور من اليمن إلى لبنان. تملك إسرائيل، بجهودها وبالتعاون مع أميركا، البيغ داتا (المعلومة الشاملة) الخاصة بمحور الممانعة، وهو ما يدركه بشار الأسد جيدا. وتؤكد تقارير عديدة إن قادة الفصائل العراقية فروا إلى إيران.
ما الذي حل بجيوش سليماني الخمسة؟ تجاوزتها إسرائيل ببضع حركات، وها هي إسرائيل تقف فوق سماء طهران تتخير أهدافها. كان سليماني عميق الثقة وهو يقول "عليهم أن يجتازوا أولا هذه الجيوش المنتشرة خارج بلادنا".
فعلوا.
إيران وحيدة في مواجهة أميركا، وأميركا تعبير واسع لكل ما هو كولونيالي وهمجي. تسمي أميركا نفسها أحيانا إسرائيل، أحيانا المجتمع الدولي، أحيانا العالم الحر، وأحيانا النظام العالمي. كل تلك الكيانات الوهمية هي راعي بقر يعدو على حصانه منذ أربعة قرون، ويطلق النيران يمنة ويسرة. ويوماً ما سيدركه ما أدرك جنكيزخان، سمع حصانه صيحة وحش فارتبك. ومن هول الفاجعة ألقى بالفارس من على ظهره وركض بعيدا. من كان ليتخيّل أن عنق جنكيز خان، شاغل الدنيا وقاهرها، ستُكسر بتلك الطريقة؟