آخر تحديث :الاثنين 30 سبتمبر 2024 - الساعة:22:10:39
عميد ناشر.. روح الإخلاص الوطني للجنوب
(الأمناء نت / كتب/عبدالله طزح: )

عندما يرحل رموز الأمة الشابة تنفطر لرحيلهم القلوب، وتنكسر النفوس، لانهم حماة الوطن وصانعي تاريخه، وعندماترحل رموز الأمة الشابة تنتقص الأرض من أطرافها، وتنطفي منارة كبرى كانت نبراسا"،شعلة ترسل إشعاعاتها لتضيء دروب الحرية والعزة والكرامة. 
لاأرثي اليوم رجلا"عاديا"أو شخصا"عابرا" بل أرثي رمزا" شامخا" كشموخ أمة الجنوب العربي، كي أقف بمشاعر أثقلها الحزن، وتشتعل فيها الحسرة .
لقد كان الشهيد أبا عدي أنوذجا" للإصرار والتحدي والمواجهة في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، لقد كانت تجربة الشهيد العسكرية تجربة فريدة جسدت حياته في كل أشكال القوة والعزم والثبات والصمود في وجه المحن والصعاب والتحديات مهما كان شكلها وظروفها ومكانها ،وشخصية فريدة ذات ملامح ومكونات متكاملة توجت بشخصية شابه عسكرية ذات حضور لافت على كل المستويات. 
أبا عدي الشهيد الخالد فقد صال وجال حاملا" معه التاريخ الذي كتبه بدم الوريد يحمل راية التحرير وفدائيا" لكل جنوبي لن أبالغ أن قلت أنه من القلائل الذين تحدوا الظروف الصعبة وقدم حياته قربانا" وفدائيا"للجنوب حبا"وكرامة فبذل كلما بوسعه من جهود وطاقات تاركا"همه الشخصي إلى هَّم الجميع وسعى بثبات نحو هدف الجنوب المنشود مواجها" بروحه في مواجهة أكبر خطر يهدد الجنوب وهو الاحتلال فوقف شامخا" في كل مواجهة وصمد شامخا" في كل معركة حتى نال الشهادة في موقعه في خطوط التماس بجبهة الفاخر أرتقت روحه الطاهرة تطأول السماء شموخا" وعزه كتب خلال مسيرة حياته تاريخ سيبقى شلال من المواقف الوطنية في ذمة التاريخ الجنوبي. 

أن رحيل الشهيد القائد/عميد ناشر حسين البشيري قد ترك فراغا"كبيرا" في نفوسنا وفي قلوب كل من عرفه وأحبه، لن ننسى مساهماته العظيمة وتضحياته الجليلة في سبيل الجنوب الحبيب.. إن إرثه سيضل حاضرا" في ذاكرتنا وسيستمر في إلهام أجيال العقود القادمة لبناء مستقبل أفضل. 

كم هي قاسية لحظات الوداع التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم نشعر بالحزن وفداحة الفجيعة ونختنق بالدموع، ونحن نودع قامة نضالية كبيرة بحجم شهيدنا القائد أبا عدي .
رحلت يارفيق الصبا، وتؤام الروح في لحظة لم أكن فيها على استعداد لوداعك، فقد كنت الأخ والشقيق والسند والجار الوفي نتقاسم مرح ترانيم الصبا المفعمة بالذكريات الجميلة وتشاركنا معيشة حياة الشباب التي تكسوها المشاعر المتبادلة في الفرح والخزن وفي لحظة قبل عام من الآن أفقدك فيها دون صافرة أنذار أو همسة وداع فتركت في قلبي جرح الفراق وألم البعد وحسرة الأيام التي تمر وأواسيها بأمل أن أراك يوما" كحلم غير قابل للتحقيق في مسيرة الحياة ولكن حلمي  يراودني مع أيماني بالقدر وحكم الخالق .
أيها الشاب النبيل والشقيق الأصيل وانا أرثيك في لحظة قهر بنفس مكلومة تقودني الذكريات لمراحل النضال الوطني الجنوبي والتي عشناها لحظة بلحظة منذ عام 2007م مرورا" بكل تفاصيل المقاومة للأحتلال اليمني حتى يوم استشهادك المشؤوم بخسارتك فلحظة كتلك التي هاتفني فيها الأخوة المناضلان /محفوظ قاسم حنش وفاروق علي معبد الضحاك من نقيل الضالع في رحلة النداء الأخوي بحثا"عنك حتى لحظة الصدمة بخبر استشهادك ستضل عصيبة الحياة في غيابك ولن يعوض في النفس شلال الأخاء المعتاد والموثق بالعهد بيننا مع أبا ماجد وغيره. 
خسرناه وااااحسرتاه على فراقه، لقد كان شابا" خلوقا"وفيا" صادقا" مخلصا" وطنيا" يصون الكرامة ويتشبث بالوفاء للوطن والأصدقاء فهو ينحدر لأسرة نضالية ومن نسل أبا" مناضلا" شارك في ثورتي سبتمبر وأكتوبر فنم قرير العين فلا تغلب الاحداث تمحو أخائك ولامتغيرات الزمن ستغير من تاريخنا الوطني المشترك. 
لقد رحلت أبا عدي وستضل خالدا" في مشاعرنا الصادقة المجردة من نفاق المصالح 
 ولا يسعنا في ذكرى رحيلك السنوية الأولى إلا أن نتضرع إلى المولى عزَّ وجل بالدعاء أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.
   
    *مدير قسم الشباب والرياضة في المجلس الانتقالي الجنوبي م/حالمين
   30سبتمبر2024م



شارك برأيك