- أكد أنه لولا الدعم السعودي لما كان في مقدور الحكومة اليمنية دفع رواتب الموظفين.. الرئيس اليمني رشاد العليمي لـ«عكاظ»: الشراكة في المجلس الرئاسي وحّدت الجبهات للتعامل مع أي تصعيد حوثي
- العميد جلال الربيعي يؤكد إلقاء القبض على قيادي في خلية الامانة العامة لمجلس الوزراء
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- بتدخل مباشر من سلطة الإخوان ..الإفراج عن عصابة تهريب العملة للحوثي في تعز
- تقرير خاص للأمناء: هل تنقذ عدن المنظمات الدولية من قبضة الحوثيين في صنعاء؟
- مصادر لـ"الأمناء": قرب صدور حكم بالسجن ضد مسؤول كبير بتهمة الفساد
- تقرير : كيف يؤثر تصنيف «الحوثي» منظمة «إرهابية» على توترات البحر الأحمر؟
- برعاية الرئيس الزبيدي .. النقيب والحالمي يفتتحان المعرض التراثي والثقافي الاول بلحج
- تعز: انفلات أمني وإزهاق للأرواح وخارجون عن القانون يعبثون بالأمن والاستقرار وغياب كامل لدور أجهزة أمن الشرعية
- الكثيري يشيد بجهود اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب في تعزيز الهوية الثقافية الجنوبية
لطالما كنت أتساءل عن السبب الذي دفع والدي لاتخاذ قرار الزواج في سن متأخرة، بينما كان يقترب من نهاية الثلاثينات من عمره، في ذلك الوقت، لم أكن أفهم تماماً هذه المسألة، خاصة في مجتمعنا الذي كان فيه الزواج في سن مبكرة يعتبر أمراً طبيعياً ومألوفاً.
ولكن مع مرور الزمن والتعمق في حياة والدي وفهمه لمسؤولياته، أدركت الإجابة: كانت المسؤولية هي الدافع الأساسي خلف قراره.
والدي، باذيب، كان يرى أن المسؤولية تبدأ من المجتمع الصغير الذي ينتمي إليه الإنسان، أي أسرته، كان يؤمن بأن على الفرد أن يضمن استقرار عائلته الأولى قبل أن يبدأ في تكوين عائلته الخاصة، بالنسبة له، كان عمود هذه الأسرة، كان من الشخصيات التي تعتمد عليها الأسرة بشكل كبير، حيث لعب دور القائد والحامي والداعم لكل من حوله.
لم يتخذ قرار الزواج إلا بعد أن اطمأن أن إخوته وشقيقاته قد استقروا في حياتهم وأن ذريتهم قد وُلدت، كان شعور بالمسؤولية العميقة تجاه أسرته هو ما أخر هذا القرار، وليس أي شيء آخر.
والدليل على هذا هو مجموعة من الرسائل التي تركها والدي، وهي رسائل كتبها إلى شقيقته الغالية، التربوية القديرة، عمتي المرحومة أم الخير باذيب (أم عبد الله) هذه الرسائل كانت بمثابة مرآة تعكس نبل وكرم مشاعره تجاه أسرته، حتى في أصعب الظروف.
ففي أواخر الخمسينات، كان والدي في منفى إجباري بمدينة تعز، وكان شاباً في العشرينيات من عمره، بعيداً عن أسرته على الرغم من ذلك، لم تمنعه المسافة من التواصل مع شقيقته والاهتمام بشؤون عائلته.
إحدى الرسائل التي كتبها تناولت حديثه عن أخيه، عمي علي، حيث طلب من شقيقته أن تعتني به كما لو كان ابنها، وليس مجرد شقيق يصغر والدي بعام واحد، هذا الطلب يعكس حجم الإيثار الذي كان يتمتع به والدي، وكيف كان يحمل في قلبه هموم عائلته حتى وهو بعيد عنهم، هذه الرسائل تحمل في طياتها معاني عميقة من المحبة والتفاني التي نفهمها نحن الأحفاد، لكن ربما لا نستطيع ترجمتها.
الوالد باذيب كان يعتبر أن المسؤولية ليست مجرد واجب يؤديه الإنسان أو قرار يتخذه في لحظة ما، بل هي جزء لا يتجزأ من طبيعته الإنسانية، كانت المسؤولية بالنسبة له نزوعاً فطرياً، ينبع من قلبه وروحه، ويظهر في أفعاله اليومية وفي تضحياته المتواصلة من أجل أسرته.
المسؤولية ليست صكاً يوهب أو يحتاج إلى قرار، هي نزوع إنساني صرف.