آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:02:01:00
بعد عقود من الظلم والإقصاء.. دموع العسكريين الجنوبيين المبعدين قسراً تذرف فرحا
(الأمناء / تقرير : محمد الزبيري:)

انتزاع حقوق المبعدين عن وظائفهم.. انتصار جنوبي يعيد الحق لأهله

كيف عمل الاحتلال اليمني على إقصاء أكثر من 72000 موظفاً جنوبيا وإحالتهم إلى التقاعد قسريا ؟

بالأرقام : 34 ألف من العسكريين والأمنيين والمدنيين يستلمون حقوقهم

فيم تتمثل الجهود التي بذلها الرئيس الزبيدي ونائبه أبو زرعة المحّرمي لمعالجة هذه القضية ؟

 

ثلاثة عقود من الظلم والإقصاء والتهميش مرت ثقيلة على أكثر من 72000 موظف جنوبي مدنيين وعسكريين عانوا خلالها الفقر والحرمان بسبب قرارات الفصل والإبعاد والإحالة القسرية للتقاعد التي اتخذها نظام الاحتلال بعد سقوط الجنوب في حرب صيف 1994 .

مثلت هذه الجريمة واحدة من سلسلة طويلة من الجرائم الممنهجة التي ارتكبها الاحتلال بحق شركاء الوحدة ، التي اغتالها الطرف اليمني الشمالي بعد أن غدر بالجنوبيين الذين قدموا دولتهم وعاصمتهم وعملتهم الوطنية ، وتنازلوا عن رئاسة دولة الوحدة ثمناً لتحقيقها .

استطاع الجنوبيون طرد الاحتلال وتحرير الجنوب في حرب 2015 ، وكان من نتائج الانتصار الجنوبي استعادة أمل الموظفين الجنوبيين المبعدين قسراً ، وتطلعهم لرفع المعاناة والظلم الذي ارتكبها الاحتلال بحقهم.

بعد توليه رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تعهد الرئيس عيدروس الزبيدي برفع الظلم عن كل الموظفين الجنوبيين المنقطعين والمبعدين قسراً والمحالين على التقاعد الإجباري واستعادة حقوقهم التي سلبت طوال ثلاثة عقود، وهو ما تحقق مؤخراً بتسوية أوضاع أكثر من 34 ألف موظف جنوبي وصرف رواتب المنقطعين.

ويستعرض هذا التقرير قضية الموظفين الجنوبيين المنقطعين والمبعدين قسراً.. تاريخها وأسبابها ومن المتسبب بوقوعها، وكيف تطورت وصولاً لوعد الرئيس الزبيدي للمنقطعين والمبعدين قسراً وتعهده برفع الظلم عنهم، واستعراض الجهود التي بذلها الرئيس الزبيدي ونائبه العميد أبو زرعة المحرمي في سبيل حل هذه القضية.

 

خلفية تاريخية :

 

في 22 مايو 1990م دخلت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية على أساس الديمقراطية والشراكة الوطنية، وإقامة دولة المؤسسات والنظام والقانون ، مدفوعين بأحلام الوحدة العربية وعلى أمل إقامة دولة وطنية ديمقراطية تتوفر لديها كل مقومات التنمية والإزدهار ، وتتظافر فيها جهود الشعبين ، ودخل الجنوبيون الوحدة، وفي سبيل تحقيقها تنازلوا عن رئاسة الدولة الموحدة وتخلوا عن عاصمتهم الجنوبية  عدن بموقعها الاستراتيجي ومينائها الشهير وانفتاحها على العالم ، وقبلوا بأن تكون صنعاء المدينة الجبلية والمحاطة بالقبائل البدائية التي تفتقر للمدنية وتحارب أي محاولة لبسط نفوذ الدولة وإرساء ثقافة النظام والقانون.

ومقابل كل هذه التنازلات كان النظام في الجمهورية العربية اليمنية يبيت الغدر والانتقام ضد شركاءه الجنوبيين ، ويتحين الفرصة للانقضاض على اتفاقيات الوحدة ، وإلغاء الشراكة التي كانت أساس إقامتها وتحويلها على احتلال .

أشهر قليلة كانت كافية لإظهار نوايا نظام صنعاء ، ومخططاته الغادرة لإفشال الوحدة والتنصل من كل العهود والمواثيق.

شنت القوى الدينية المتطرفة والمرتبطة بالنظام الشمالي حملة تحريض شرسة على الشعب الجنوبي باعتبارهم شيوعيون ملحدون وكفار ، وأصدر بعض شيوخ الدين فتاوى تجيز لأتباعهم اغتيال القادة الجنوبيين في مؤامرة تهدف للتخلص من القيادات الجنوبية ، وتمهيد الطريق لشن حرب تنهي الوحدة وتخضع الجنوب بالقوة العسكرية.

بدأ الاحتلال في تنفيذ مخطط إسقاط الجنوب والتخلص من اتفاقيات الوحدة ، وانطلقت حملة اغتيالات واسعة استهدفت أكثر 150 قائداً جنوبياً عسكرياً ومدنياً قبل أن يشن الحرب رسمياً في صيف 1994 التي انتهت بسقوط الجنوب بتاريخ 7 يوليو 1994م

 

إقصاء وتهميش :

 

بعد سقوط الجنوب مارس نظام الاحتلال اليمني أبشع الجرائم بحق الجنوب .. وتملت إحدى أكبر جرائم المحتل في طرد أكثر من 70000 موظف جنوبي مدنيين وعسكريين ومن مختلف الرتب والدرجات والمناصب .

وفقد أكثر من 72 ألف موظف من الجنوبيين وظائفهم بسبب قوانين الفصل والإحالة القسرية للتقاعد ، وعزل القادة الجنوبيين من مناصبهم،وانتزاع صلاحيات من بقوا وتركهم مجرد ديكورات فيما يتحكم أبسط موظف شمالي في كل شيء ، وبسبب العنصرية والتمييز ضد كل موظف جنوبي أصبح رؤية طيار حربي يعمل في بسطة لبيع الخضار أمراً طبيعياً ؛ حيث فقد عشرات الآلاف من الموظفين الجنوبيين دخلهم جراء تلك القرارات الظالمة.

 

 

ثورة عارمة :

 

في 7/7 /2007 اشتعلت شرارة الثورة الجنوبية السلمية،وخرج مئات الآلاف من الجنوبيين في تظاهرات عارمة تطالب بطرد الاحتلال اليمني واستقلال الجنوب، وكان المتقاعدون العسكريون والمبعدون والمنقطعون في طليعة القوى الجنوبية الثائرة.

 

عهد ووفاء الرئيس الزبيدي :

 

قبل سنوات تعهد الرئيس عيدروس الزبيدي للمنقطعين والمبعدين قسراً من الموظفين الجنوبيين باستعادة حقوقهم كاملة ، وأوفى الرئيس الزبيدي بوعده وتوجه أكثر من 34 ألف موظف جنوبي من العسكريين والمدنيين المبعدين قسراً إلى شركة القطيبي التي تولت عملية صرف رواتبهم ومستحقاتهم المنقطعة.

 

حق أصيل :

 

تعتبر المستحقات التي صرفت لأكثر من 34 موظف جنوبي من المنقطعين والمبعدين جزءًا بسيطا من حقوقهم التي نهبت طوال عقود.

ويقول العميد عباس ناجي إن " المبالغ التي صرفت للعسكريين والأمنيين والموظفين المنقطعين حق أصيل لهم وليست منة أو هبة من أحد كما تروج له وسائل الإعلام التابعة للإخوان والشرعية " .

ويضيف العميد عباس " طوال عقود وأنا أحمل رتبة عميد واستلم راتبي الشهري وقدره سبعون ألف .. أليس هذا قمة الظلم والقهر ؟ ، وأشكر الرئيس الزبيدي الذي التفت لمعاناتنا ووقف إلى جانبنا وبفضله بعد الله تم إنصاف الكثير من كوادر الجنوب الأمل ورفع الظلم عنهم " .

 

 

جهود كبيرة للزبيدي والمحّرمي :

 

كان الرئيس الزبيدي قد تعهد بإنصاف الموظفين الجنوبيين واستعادة حقوقهم ، وأجرى الرئيس الزبيدي العديد من اللقاءات وعقد الكثير من الاجتماعات لمناقشة قضايا الموظفين الجنوبيين العسكريين والمدنيين،قبل أن يصدر مجلس القيادة الرئاسي قراره في 15 مايو 2023 القاضي بتسوية أوضاع المنقطعين والمبعدين قسراً من الموظفين الجنوبيين

العميد أبو زرعة المحرمي كان له دوراً مهماً في الوقوف إلى جانب الموظفين الجنوبيين ومساعدتهم على استعادة حقوقهم، وبفضل تحركاته إلى جانب الرئيس الزبيدي تمكن أكثر من 34 ألف موظف من استعادة حقوقهم.

 

حصيلة المشمولين :

 

شمل قرار معالجة أوضاع المنقطعين والمبعدين قسراً في مرحلته الأولى أكثر من 34 ألف من العسكريين والأمنيين من منتسبي القوات المسلحة والداخلية والأمن السياسي والمدنيين كما نوضح أدناه.

 

عسكرياً وأمنياً:

 

9008 صف ضابط وفرد في القوات المسلحة والداخلية والأمن السياسي.

6460 صف ضابط وفرد قوات مسلحة

10514 من المنقطعين " قوات مسلحة وداخلية وأمن سياسي".

4193 شهداء ووفيات القوات المسلحة والداخلية والأمن السياسي

وفي الجانب المدني تم تسوية أوضاع 4135 تقاعد مبكر مدني

و 9000 منقطع مدني و 3200 منقطع مدني.

 

من لم تشملهم المرحلة الأولى :

 

وطالب العديد من العسكريين والأمنيين ممن لم تشملهم المرحلة الأولى من التسوية بسرعة تسوية أوضاعهم أسوة بمن سبقوهم  ويصل عدد من لم تشملهم المرحلة الأولى من التسوية لأكثر من 20 ألفا من المنقطعين والمبعدين قسراً والذين باتوا ينتظرون قرار تعويضهم عن كل سنوات الظلم والحرمان .

فرحة عارمة تجتاح آلاف الأسر

من جهتهم، عبّر عدد من المستفيدين عن سعادتهم الغامرة بهذه الخطوة التي انتظرتها كثيرًا مقدمين شكرهم لكل اللجان التي تابعت ملفهم منذ الوهلة الأولى والتي توجت بالنجاح بجهود كبيرة بذلها عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي حفظه الله.

 



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل