آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:01:37:25
مرثية في وداع الجميل والبسيط والعزيز محمد سعيد العبد
(الأمناء نت / كتب/ صالح العطفي:)

تذهب الأرواح العظيمة بأجسادها ، وتظل بيننا كظلال السحاب الماطر ..وتظل الحياة ناصحة لنا أن نولي قبلة الحقيقة التي أضعناها .. نعم أضعنا بوتقة وبوصلة الحقيقة ، فلم نعد نرى إلا سراب الحياة وبهرجة الحياة وزيف الحياة ،وكذب الحياة ، فلم نعد نحلق في رحب الفضاء ، ولم نعد نبحث في متون الحياة عن حقيقة الحياة .

ها نحن نبحث عن بهرجة الحياة التي تصنعها ذواتنا الكاذبة فنجمع مالا ولو من حرام ونغادر تاركين ثروة من زيف لا محالة سوف تنبت نبات سوء ...

تكسرت أجنحتنا المحلقة بالمحبة ، والابتسام والرضى ، وحب الخير لكل الناس .

وداعا أيها الأب والأخ والصديق والعزيز محمد سعيد محمد العبد ، فكم كان حضورك طاغيا بيننا ، وكم كنت طافح الخير والعطاء والبساطة ، فقد عشت زمنا طويلا بيننا ، لكن لم تمل شوكة الحياة كي تنتج قيحا ، وخلافا ، وغضبا ، ومصلحة ...يا سيد البسطاء لكم كنت رائعا رائعا بحق ، فمن مثلك كان مترفعا عن كل خلاف وضغينة ؟

من مثلك يا صديقي الكبير نشر السلام والمحبة كضياء سرمدي ؟

من مثلك أبت نفسه العظيمة أن ترمي ولو حجرة صغيرة في بحيرة من عرفتهم ؟

عشت خفيف الظل ورحلت دون فوضية الحياة فلم تقم لك مجالس الكذب عزاء فاخرا ، ولكنني أقف الآن أمام نصبك العظيم أقدم لك التحية الحياة ، فمثلك فهم فلسفة الرسل والحياة ، فقد عشت مسكينا طيب الروح ، لا مخازن كيد تتأبط حياتك ، ولا جلسات مصلحة من أجل حطام عابر .

لكم أنا فخور بك أيها النبيل البسيط ، لكم حباك الله بفطنة أبت أن تسكن أرواحنا المتسخة ، ولكم حباك الله بفهم واسع جدا جدا عن كينونية الحياة .

ها أنت قد ذهبت بروحك العظيمة البسيطة وتركتنا نغوص في وحل سراب الحياة الكاذب .

وداعا أيها الجميل البسيط جدا جدا المترع رفعة وجمالا .

 




شارك برأيك