- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1684 الصادر اليوم الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024م
- د. عبدالجليل الشعيبي يلقي محاضرة حول الأزمة اليمنية في اتحاد نقابات المملكة المتحدة
- نتنياهو يتوعد .. وشعبة الاستخبارات تحدد قائمة "أهداف عسكرية" تتبع الحوثيين في اليمن
- "الأمناء" تكشف تفاصيل الضربات الإسرائيلية على الحوثيين ..
- «الأمناء» تنشر تفاصيل لقاء الرئاسي وسفراء الرباعية وفرنسا
- دبلوماسي وسفير سابق : خيار تحويل اليمن إلى دولتين قد يكون حلاً للأزمة الحالية
- القصف الإسرائيلي يضع الحوثيين إزاء خيار صعب بين مواصلة "دعم غزة" وحماية سلطتهم من الانهيار
- رئيس جامعة عدن يلتقي بوفدٍ من مؤسسة الدعم الدولي الأوروبية
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي يزور اللواء الخامس ويتفقد سد سبأ ومتحف ردفان بلحج
عندما تُطرح مسألة من هو الزعيم الأكثر دموية ووحشية في التاريخ، غالبًا ما يتجه التفكير تلقائيًا نحو أدولف هتلر. بالنسبة للكثيرين، هتلر يمثل رمز الشر المطلق بسبب أفعاله خلال الحرب العالمية الثانية وارتكابه محرقة الهولوكوست، حيث يُزعم أنه تسبب في مقتل 14 مليون إنسان. هذا التصور نابع بشكل كبير من الخطاب الإعلامي الغربي الذي يسلط الضوء على جرائمه دون سواها. لكن الحقيقة التي قد تكون صادمة للبعض هي أن هتلر ليس الأكثر دموية في تاريخ البشرية، بل هناك من هم أشد منه عنصرية وجرمًا، ولكن الإعلام الغربي نادرًا ما يتحدث عنهم.
1- ليوبولد الثاني ملك بلجيكا (1885-1909):
يعتبر ليوبولد الثاني أحد أكثر الزعماء وحشية في التاريخ. تحت ستار استغلال الموارد الطبيعية في الكونغو الحرة، والتي كانت ملكيته الخاصة، ارتكب ليوبولد فظائع لا تُحصى. يُقدّر أنه تسبب في مقتل أكثر من 10 ملايين شخص في أفريقيا وحدها، مستخدمًا أساليب قمعية ووحشية، منها قطع الأيادي كعقوبة، وكان يلقب بـ"قاطع الأيادي". لم يقتصر جرمه على أفريقيا فحسب، بل يمتد تأثيره المدمر إلى إندونيسيا، حيث تسببت سياساته في مقتل نحو 4 ملايين شخص. جرائم ليوبولد تعتبر من أكثر الفصول المظلمة في التاريخ الأوروبي، لكنها لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام في السرد الغربي.
2- غاستون دومرغ رئيس فرنسا (1924-1931):
رغم أن فترة حكمه كانت قصيرة، إلا أن غاستون دومرغ كان مسؤولًا عن مجازر شنيعة في مستعمرات فرنسا في آسيا وأفريقيا. ارتكبت القوات الفرنسية تحت حكمه مذابح مروعة تسببت في مقتل 18 مليون شخص، خاصة في الصين والفيتنام. دومرغ كان يمثل الفكر الراديكالي المتطرف، وبسبب سياساته القمعية، عانت الشعوب المستعمرة من ويلات الاستعمار الفرنسي.
3- ونستون تشرشل رئيس حكومة بريطانيا:
غالبًا ما يُصوّر ونستون تشرشل كمنقذ للبشرية من النازية، لكن هذا التصوير يغفل عن جانب آخر من تاريخه. تشرشل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء البريطاني خلال فترتين رئاسيتين، كان مسؤولًا عن قرارات أودت بحياة الملايين. في الحرب العالمية الثانية، يُعتقد أن سياساته تسببت في مقتل أكثر من 4 ملايين ألماني. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 3 ملايين شخص في الهند نتيجة للمجاعة البنغالية عام 1943، وهي المجاعة التي تفاقمت بسبب قرارات تشرشل الاقتصادية والسياسية. كما قمع بشدة التظاهرات المطالبة بالاستقلال في المستعمرات، وأبدى عداءً صريحًا تجاه فكرة استقلالها.
التاريخ يكتبه المنتصرون
إذاً، لماذا لا تُذكر هذه الجرائم بنفس القدر الذي يُذكر به هتلر؟ ببساطة، لأن التاريخ غالبًا ما يكتبه المنتصرون. هتلر كان مهزومًا، بينما ليوبولد الثاني، دومرغ، وتشرشل كانوا من المنتصرين. لو انتصر هتلر، ربما لم نكن لنعلم عن جرائمه، وكان التاريخ سيغفل عن فظائعه تمامًا كما يغفل اليوم عن جرائم أولئك الذين سُجّلت أسماؤهم في قائمة المنتصرين.
لذلك، يجب علينا أن نكون واعين عند قراءة التاريخ، وأن ندرك أن الحقيقة قد تكون غائبة أو مشوهة بفعل مصالح المنتصرين. الفهم الكامل للتاريخ يتطلب دراسة متأنية وشاملة لجميع الأطراف، وليس فقط الاعتماد على الرواية التي يقدمها لنا المنتصرون.