آخر تحديث :الخميس 21 نوفمبر 2024 - الساعة:23:49:34
ما دلالات تصعيد الحوثيين لهجماتهم على الملاحة الدولية؟
(الأمناء/ أشرف خليفة - إرم نيوز)

 

ذهب خبراء إلى أن تصعيد "ميليشيا الحوثيين" لهجماتها على الملاحة الدولية يأتي خدمة لإيران وأذرعها في المنطقة، للتغطية على عجزهم في تنفيذ تهديداتهم بالرد على إسرائيل.

ورفعت "ميليشيا الحوثي" في اليمن وتيرة تصعيدها ضد السفن التجارية والناقلات النفطية، إذ أعلنت الخميس الماضي عن تنفيذ نحو 21 عملية عسكرية خلال أسبوع واحد فقط، عبر الصواريخ والمُسيّرات الجوية والبحرية والزوارق الحربية.

*"أداة بيد إيران"*

وقال مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا أحمد المسيبلي، إن "الحوثي أداة بيد إيران، وعندما نقول إن الحوثي صعّد وقصف وفجّر، في الحقيقة هي إيران من صعّدت وقصفت وفجّرت، فاليوم عندما يُعلن الحوثي أنه نفذ أكثر من عملية ضد السفن، هو فقط ينفذ المشروع الإيراني".

ويرى المسيبلي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن: "القرصنة الإرهابية التي يديرها الحوثيون هي من أجل مصلحة الخطط والمشاريع الإيرانية"، مشيرًا إلى أن "عبد الملك الحوثي، سلّم اليمن لإيران، وحوّلها إلى إقطاعية خاصة لإدارة الصراع الإيراني من داخل اليمن".

وبحسب المسيبلي، فإن: "كل العمليات التصعيدية من قبل الحوثيين، لا تمت لليمن ولا لغزة بصلة، وليس لها ارتباط بفلسطين نهائيًّا، وليست ضد إسرائيل أيضًا، بل تنفذ لمشاريع وخطط إيران في المنطقة، وهذا هو المشروع القائم الآن، والذي يمضي داخل اليمن والمنطقة".

وجدّد المسؤول اليمني، تأكيده أنه "لا ارتباط للحوثيين بغزة ولا بفلسطين، وهم بعيدون البعد كله عنهم، ولكن تستغلّ القضية الفلسطينية إعلاميًّا فقط، من أجل الضحك على الشعب اليمني، ونهب الأموال من المواطنين، واستخدامهم وقودًا لحروبهم ومعاركهم".

*العودة للعمليات الروتينية*

بدوره، عزا الصحفي المختص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، "عودة الوتيرة المرتفعة للتصعيد الحوثي، للتغطية على تأجيل الرد على إسرائيل الذي توعد به الحوثي، ولكنه تأخر بفعل توجيهات إيرانية منسقة مع بقية الأذرع".

وأضاف الجبرني، لـ"إرم نيوز": أن "الهدف من رفع الوتيرة الآن هو خلق مساحة فعل بعيدًا عن ضغط الرد، ومؤشر على عودة الأمور إلى ما قبل قصف إسرائيل للحديدة في اليمن، واغتيالها إسماعيل هنية في إيران، وفؤاد شكر في لبنان، بمعنى العودة إلى العمليات الروتينية السابقة".

*هل فشل الردع؟*

ويأتي التصعيد الحوثي الأخير ضد الملاحة الدولية، في الوقت الذي يواصل فيه "تحالف الازدهار" بقيادة أمريكا، تنفيذ هجمات استباقية، معلنًا يوميًّا عنها، مبينًا أنها تستهدف قدرات "الحوثيين" العسكرية، التي تُشكّل خطرًا دوليًّا، وتهديدًا على الاقتصاد العالمي وحركة التجارة.

وفي هذا الصدد، قال الباحث والمحلل في الشؤون العسكرية وتكنولوجيا النقل البحري، علي الذهب، "توحي العملية برمتها، بأن الحوثيين لا تزال لديهم القدرة العسكرية على خلق التهديد للشحن التجاري، والسلاسل التجارية التي تتدفق عبر البحر الأحمر".

ويذهب الذهب إلى أن "الحوثيين" "استغلوا مدة الهدنة الإنسانية، محليًّا، التي قاربت ثلاث سنوات من مراكمة هذه الأدوات والتقنيات".

وأوضح الذهب، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "تعارض المصالح بين القوى العظمى لعبت في ذلك، والتي تفصح عنها التوترات الإقليمية والدولية، وهذا يعني أن ميليشيا الحوثيين استفادت من هذه التحولات والأزمات".

ويرى الذهب، أن ما تفعله أمريكا من عمليات لإفقاد "الحوثيين" قدراتهم العسكرية، لا يرقى إلى المستوى الذي يُحقق لها نتائج إيجابية، إذ قال إن "الولايات المتحدة من خلال التدابير العنيفة التي قالت إنها استخدمتها للحدّ من تهديد الحوثيين وتقويض نفوذهم، لم تكن على القدر الذي يواكب التهديد، وهي أقل من المستوى المطلوب لمواجهة تلك التهديدات".

وحث الذهب، "الولايات المتحدة على اتخاذ تدابير أقوى، ليس من قبيل الردع الذي تفعله فحسب، ولكن تدابير استخبارية، لحرمان الحوثيين من الحصول على هذه الوسائل والتقنيات، وذلك عن طريق تشديد آلية الرقابة على السفن، والرقابة البحرية في البحر الأحمر، والرقابة على مصادر تدفق هذه التقنيات عبر المنافذ البرّية، وعلى وجه الخصوص المنافذ التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، امتدادًا من المهرة شرقًا وحتى المخا غربًا".

*عدم جدية المجتمع الدولي*

من جانبه، رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والإستراتيجية، عبد السلام محمد، أنه "لا لتفسير لعودة الحوثيين للهجمات، وتصعيدها، سوى تفسير واحد، وهو أنهم وجدوا تعاملًا غير جدي من المجتمع الدولي معهم، وبالتالي رفعوا سقف هجماتهم في البحر الأحمر، وزادوا وتيرتها".

وأضاف محمد في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "زيادة الهجمات تأتي مع الحديث عن هدنة في اليمن وخفض التصعيد، وأيضًا مع توقعات توقف الحرب في غزة"، متابعًا، أن "هذا التصعيد ربما يؤكد أن المجتمع الدولي فشل في التعامل مع الظاهرة الحوثية من خلال أمن البحر الأحمر".

ويرى محمد، أن: "فشل المجتمع الدولي في التعامل مع الحوثيين، هو نتيجة الفشل في التعامل معهم في القضية اليمنية بالأساس، وأنه كلما استمر فشل المجتمع الدولي مع ظاهرة الحوثيين وحلفاء إيران في المنطقة، توسعت إيران وميليشياتها في المنطقة، وربما سنشهد لهم أهدافًا جديدة أبعد بكثير من موضوع باب المندب والبحر الأحمر".

ويستبعد مستشار وزير الإعلام اليمني، أحمد المسيبلي، "نفاد ترسانة الحوثيين العسكرية، ما دامت إيران قد سخّرت مصانعها الحربية ومخازن أسلحتها وجعلتها مفتوحة لإمداد الحوثيين بها" وفق تعبيره.

وفي الوقت نفسه، استغرب من عدم قدرة أمريكا وبريطانيا، على إيقاف الحوثيين وردعهم، قائلًا، إن "ميليشيا الحوثي ليست بالقوة التي يمكن أن تعجز أمامها أمريكا وبريطانيا، أو لا يمكنهم القضاء عليها، وإن توفر لها الدعم كله من إيران".

*المخزون لم يتأثر*

ويقول الصحفي المختص في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني، إن "العتاد الحوثي والمخزون ما زال بحالة جيدة، ولم يتأثر تأثرًا جدّيًّا بعد".

وبحسب الجبرني، فإن "بعض ما تُعلن أمريكا عن تدميره هي مجسمات خداعية، إضافة إلى بعض الطائرات ذات الكفاءة المنخفضة، وهذا النوع من الطائرات، يتوفر لدى الحوثي بكثرة"، مبيّنًا، "أن خطوط الإنتاج لبعض أنواع المسيّرات أصبحت متقدمة بفعل (تحويث) التصنيع لأجيال من المسيّرات الإيرانية منذ 2019، تحديدًا".

واستدرك الجبرني، "بالتأكيد يفقدون مسيّرات وصواريخ من نوعية وجودة عالية المستوى، ولكن بشكل قليل قياسًا إلى المخزون الذي يمتلكونه".

ويرى أن: "الولايات المتحدة، قدمت عرضًا بائسًا في تحالف الازدهار"، لافتًا إلى أن: "تعامل الأمريكان مع الحوثيين يفتقر إلى الفهم الدقيق لطبيعة عمل الميليشيا الحوثية وهياكلها، والنتيجة الوحيدة التي حققتها الولايات المتحدة حتى الآن، هي منح الحوثيين شعورًا بالزهو فقط، ولم تفقدهم شيئًا ذا قيمة".




شارك برأيك