آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:59
تقرير يسلط الضوء على التخادم الحوثي الإخواني مع تنظيمي القاعدة وداعش في استهداف الجنوب وقواته المسلحة
(الأمناء / تقرير / يحيى أحمد:)

البناء : أقمنا شبكة علاقات مع الحوثيين هذه تفاصيلها

تقرير امريكي :

- تنظيم القاعدة نفذ 7 هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت القوات الجنوبية في شبوة  في مايو 2023

كيف عمل التخادم الحوثي - القاعدي على توظيف الجماعات الإرهابية لأهداف سياسية للسيطرة على الجنوب ؟

ما سر لجوء القوى اليمنية لاستخدام ورقة القاعدة لاستهداف قيادات الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية ؟

ما علاقة علي محسن والزنداني بتأسيس تنظيم القاعدة باليمن ؟

الإصلاح وحلفاؤه يقفون وراء تفجيرات فندق القصر عام 2015، والهجوم على معسكر قوات التحالف في البريقة

 

 

في خضم التحديات التي تلوح بالأفق من تكرار سيناريوهات احتلال الجنوب والسيطرة على ثرواته تسعى قوى الجمهورية العربية اليمنية بتحريك أدواتها المعروفة بالجماعات الإرهابية في استراتيجية حرب استنزاف للقوات المسلحة الجنوبية و افتعال الفوضى وخلق الازمات لمحاولة تقويض الجنوبيين واشغالهم بقضايا جانبية ، لكي يتسنى لها تحديث تحالفاتها القديمة التي تبدو متناقضة ظاهرياً أن تصبح منطقية في الواقع وفقاً للظروف وأن تتعاون في استهداف القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي ،وهناك سابقة تاريخية لمثل هذه البراغماتية منذ عام 1994م

إن النجاحات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية على امتداد الخارطة الجغرافية للجنوب بقيادة المجلس الانتقالي أصبحت كابوساً يؤرق قوى صنعاء ، وبرغم المكائد السياسية التي سبق وأن راهنت عليها لكنها باءت بالفشل .. وكعادتها تلجأ دائماً لاستخدام ورقة القاعدة التي تعتبر أحد أذرعها للنيل من الجنوبيين ، فالقوى اليمنية بما فيها الإخوان والحوثيين والعفاشيين يؤولون كل خطابهم ضد الهوية الجنوبية، وأن دعاة الاستقلال إما كفرة، كما أفتى الديلمي، أو أنه يجب تصفيتهم، كما صرح طارق الفضلي في حديث لقناة "اليمن اليوم" 2012م.

 

إن "اللجنة " التي شكلت برئاسة اللواء على محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية والغربية، ورئيس المخابرات غالب القمش، ووكيل الأمن القومي أحمد درهم، ونائب رئيس الوزراء رشاد العليمي" وطلبت اللجنة من الفضلي تصفية قيادات الحراك الجنوبي فرفض ، بل هنالك اعترافات من جهاديين مصريين بأن سلطة صنعاء استخدمتهم ضد الجنوب.

 

هذا الخطاب الإعلامي ما زال قائمًا من منابر قوى صنعاء وفي مقدمتهم الإخوان وفي تغريداتهم وصفحات التواصل الاجتماعي مبثوثًا ضد الجنوب باختلاف في العناوين فقط في حملاتهم ضد القوات المسلحة الجنوبية بكافة تشكيلاتها لأنها أثبتت للعالم أنها الشريك القادر على تصفية الإرهاب من الجنوب، والإرهاب أحد أهم قوابض الإخوان للجنوب، مثلما كان أهم قوابض سلطة المخلوع صالح فيه، لذا ليس غريبًا أن المؤامرات عليها على قدم وساق، وحملات التضليل والشيطنة ووصفهم بأنهم أرخص مرتزقة في العالم وأنهم عملاء للإمارات، بل تقوم صفحاتهم وتغريداتهم  وإشاعات الإعلام الشمالي  الكاذب بكل وسائله على بث المناطقية في الجنوب، وصارت من استراتيجيات الإخوان والحوثيين ضد القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي .

 

كيف تستخدم القاعدة كأداة سياسية للسيطرة على الجنوب؟

 

ففي عام 2023م نشرة قوات دفاع شبوة اعترافات لعناصر تنظيم القاعدة أزاحت الستار عن نشاط تنظيم القاعدة ومصادر التمويل والدعم اللوجستي وتسليحه من أوجه التخادم الإخواني والحوثي عبر  محافظتي مأرب والبيضاء اليمنيتين التي تعد حسب ما وصفتها التقارير الدولية بأنهما أبرز المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب .

 

ويأتي هذا التخادم والتحالف لقوى الشر والظلام اليمنية الممتد منذ ثلاثة عقود ونيف من الزمن في توظيف الجماعات الإرهابية في الجنوب لأهداف سياسية متمثلة بإعادة تموضعها وسيطرتها على الجنوب ، ونستعرض في هذا التقرير إبراز جزء ضئيل من سيناريو تعاون قوى الإرهاب الاخواني والحوثي القاعدي والداعشي في الجنوب .

حيث أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية في عام ٢٠١٧ م باعتقال ومعاقبة الأفراد الذين لديهم علاقات بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية في العراق والشام ، واستهدفت العقوبات الدولية التي فرضت في عام 2017، على عدد من الشخصيات  وهم  نايف سالم صالح القيسي، وهو شيخ قبلي من محافظة البيضاء شغل منصب المحافظ من ديسمبر 2015 إلى يوليو 2017، وكذلك الشيخ هاشم الحامد، وشقيق محافظ مأرب خالد العرادة، وعبد الوهاب الحميقاني، لعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية منذ عام 2013 وتم بموجبها تصنيف تلك  الشخصيات السياسية والقبلية و الميليشياوية على أنها "إرهابية"

 

علاقة تنظيم القاعدة بالحوثيين :

 

وبحسب التقرير الذي  نشره مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي ويست بوينت في عام 2021م "عشرون عامًا بعد أحداث 11 سبتمبر: التهديد الجهادي في شبه الجزيرة العربية" للباحثة  إليزابيث كيندال  " تعود علاقة تنظيم القاعدة بالحوثيين إلى التسعينيات وتم الكشف عن نص الاستجواب الذي أجري عام 2010 مع إبراهيم البناء، الذي يشغل الآن منصب رئيس الأمن في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية،  انتقل البناء أحد المتشددين البارزين في حركة الجهاد الإسلامي في مصر في الثمانينيات إلى اليمن وفي أوائل التسعينيات قام  البناء بتأسيس شبكته الجهادية المسلحة هناك، وروى البناء : “أقمنا شبكة علاقات جيدة مع شيوخ القبائل البدوية، وخاصة الحوثيين ، وكنا نبيع لهم الأسلحة ونطلب مساعدتهم في توفير المأوى لأعضاء الجماعة (الجهاد الإسلامي المصري) ومن ثم التنظيم [القاعدة] ٠

 

وأوضحت كيندال من المؤكد أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الضعيف والمجزأ، يتبنى قضية مشتركة مع الميليشيات الأكثر انتشاراً التي تشاركه العداء تجاه الجنوبيين ، ومع ذلك فمن الحكمة أن نكون حذرين من القفز إلى استنتاجات واضحة ، وهناك العديد من الفصائل داخل جميع الأطراف المتحاربة الرئيسية، داخل اليمن وخارجه، والتي سيكون من دواعي سرورها أن تعمل كالمفسدين في الجنوب، وتأخير السلام.

 

الحوثيون يزودون القاعدة بطائرات مسيرة :

 

صحيفة التليغراف البريطاني بدورها نشرة تقرير في 2024/5/5م  تحت عنوان  "الحوثيون يتحالفون مع القاعدة باليمن لتنظيم هجمات على الجنوب" ويشير التقرير إلى أن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال تزويدهم بطائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن.

 

وأكد التقرير "أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية نفذ سبع هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت القوات الجنوبية في محافظة شبوة  في مايو 2023 وأوضح أنه تم الحصول على هذه الطائرات بدون طيار من خلال دعم خارجي، وحافظ أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الراحل خالد باطرفي، على علاقة وثيقة مع الحوثيين وسهل الحصول على هذه الأسلحة".

وإلى جانب الطائرات بدون طيار، قدم الحوثيون للقاعدة في شبه الجزيرة العربية الدعم اللوجستي بما في ذلك الصواريخ الحرارية ومعدات الاستطلاع وغيرها

 

علاقة علي محسن والزنداني في تأسيس تنظيم القاعدة باليمن :

 

ويلاحظ أن الجنرال علي محسن الأحمر ارتبط بعلاقات قوية بالمتشددين الذين أسسوا في نهاية المطاف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما أن زعيم حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني، أسهم بأفكاره في تأسيس “القاعدة” ودعم وجوده في اليمن،وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، المرشد الروحي لابن لادن، فضلًا عن وجود علاقات تعاون بينهما.

 

و أكد الارهابي قاسم الريمي زعيم التنظيم الذي لقي مصرعه بغارة جوية امريكية قبل سنوات في خطاب له في مارس 2017، أن التنظيم يتعاون مع عديد من الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية، وخص بالذكر “التجمع اليمني للإصلاح" جماعة الاخوان باليمن.

 

كما وضح هذا التحالف بين الطرفين في عام 2019م حينما تعرضت القوات المسلحة الجنوبية  إلى كمين في مدينة أبين في أغسطس 2019م  حيث احتفل حزب الاخوان  المهيمن على حكومة الشرعية بالكمين واعتبروه نصرا لمليشياتهم وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه “تنظيم القاعدة ” مسؤوليتها عن الكمين٠

 

ففي ديسمبر 2022م في حوار مع قناة العربية افصح رشاد العليمي عن إفراج المليشيا الحوثي لمعتقلين من القاعدة وإرسالهم إلى مناطق الشرعية، قائلاً: «كان لدينا معتقلون محكوم عليهم في قضايا إرهابية ومنها الاعتداء على المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) تم الإفراج عنهم من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية، وتزويدهم بالأسلحة والمعدات والأموال، وأطلقوهم للقيام بعمليات إرهابية، ودارت مواجهات بين هذه العناصر ووحدات مكافحة الإرهاب وقُتل نحو 8 من هذه العناصر في الضالع، وقُتل من قوات مكافحة الارهاب بالضالع بمن فيهم قائد مكافحة الإرهاب».

 

وفي مقال نشرة الصحفي والكاتب السعودي مشاري الذايدي في صحيفة الشرق الاوسط ، بعنوان "الودُّ عامرٌ بين الحوثي و«القاعدة» في اليمن" في 2يونيو2024م كشف فيه  أنَّ قائدَ تنظيم «القاعدة» الجديد في اليمن، سعد العولقي، حريص على استمرار العلاقة الجوهرية بجماعة الحوثي، وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، بشأن استئناف العمليات الارهابية واستهداف المحافظات الجنوبية .

 

وأوضح أن "هناك عاملا آخر مهماً ساعد العولقي على تولي قيادة تنظيم «القاعدة»، وهو نفوذ سيف العدل، المقيم في إيران. كلنا نتذكر اعترافات أحد قيادات «القاعدة» في السعودية، الذي تسلمته السعودية، وهو العوفي، على شاشة التلفزيون السعودي بالتعاون بين «قاعدة» السعودية والحوثي ،هذا التعاون يأتي ضمن نهج دائم في التعاون بين أسامة بن لادن وبقية مؤسسي «القاعدة» مع الحرس الثوري وتوابعه، مثل «حزب الله» اللبناني والحوثي اليمني".

 

وفي ال07 أغسطس 2017 نشرت "البيان الإماراتي"  تقرير تحت عنوان "قطر.. علاقات قوية مع الحوثيين ودعــــــم لامحدود لـ«القاعدة» و«الإخوان»"وأكد التقرير أنه في 29 يناير 2017 فاجأت القوات الأميركية «القاعدة وحزب الإصلاح» بعملية إنزال مباغتة في مناطق بمحافظة البيضاء التي تعد الوكر الأبرز لتنظيم القاعدة٠

 

كما كشفت الوثائق عن استخدام حزب الإصلاح للإرهابيين لتنفيذ اغتيالات ضد معارضيه، والتي من أبرزها تنفيذ عملية الاغتيال التي طالت محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد بتاريخ 6 ديسمبر 2015، حيث تم التخطيط للعملية في البيضاء، وتم تنفيذها بالتعاون مع جماعة إرهابية كانت تسيطر أنذاك على مدينة التواهي قبل تطهيرها من قوات الأمن فيما بعد.

 

كما أكدت الوثائق أن حزب الإصلاح وحلفاءه يقفون وراء تفجيرات فندق القصر بتاريخ 6 أكتوبر 2015، وعدد من عمليات الهجوم على معسكر قوات التحالف العربي في البريقة، بالإضافة لعمليات الاغتيالات والتي طالت عدداً من الأمنيين والمقاومين في عدن ولحج وابين وحضرموت ٠

 

 

 




شارك برأيك