- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1684 الصادر اليوم الأحد الموافق 22 ديسمبر 2024م
- د. عبدالجليل الشعيبي يلقي محاضرة حول الأزمة اليمنية في اتحاد نقابات المملكة المتحدة
- نتنياهو يتوعد .. وشعبة الاستخبارات تحدد قائمة "أهداف عسكرية" تتبع الحوثيين في اليمن
- "الأمناء" تكشف تفاصيل الضربات الإسرائيلية على الحوثيين ..
- «الأمناء» تنشر تفاصيل لقاء الرئاسي وسفراء الرباعية وفرنسا
- دبلوماسي وسفير سابق : خيار تحويل اليمن إلى دولتين قد يكون حلاً للأزمة الحالية
- القصف الإسرائيلي يضع الحوثيين إزاء خيار صعب بين مواصلة "دعم غزة" وحماية سلطتهم من الانهيار
- رئيس جامعة عدن يلتقي بوفدٍ من مؤسسة الدعم الدولي الأوروبية
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي يزور اللواء الخامس ويتفقد سد سبأ ومتحف ردفان بلحج
العدالة والأمن هما ركنان أساسيان لبناء أي مجتمع سليم ومستقر، فبدونهما لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر أو يتقدم، إنهما يمثلان الأساس الذي تقوم عليه الدولة والمجتمع، حيث توفر العدالة إطارًا قانونيًا يحمي الحقوق ويضمن المساواة بين جميع المواطنين، بينما يمثل الأمن الحصن الذي يحمي المجتمع من الفوضى ويعزز الاستقرار، ومع ذلك نشاهد حملة ممنهجة ومنظمة تستهدف هذين الركنين بشكل يثير القلق والريبة.
هذه الحملة لا تقتصر على مهاجمة القضاء والأمن كمؤسسات فحسب، بل تتعدى ذلك إلى محاولة زعزعة ثقة العامة بهما، فالثقة هي العمود الفقري لأي نظام اجتماعي مستقر، عندما يفقد المواطنين الثقة في القضاء، تبدأ في اللجوء إلى وسائل أخرى للحصول على العدالة، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى وزيادة معدل الجرائم، وعندما تتآكل الثقة في أجهزة الأمن، يصبح المجتمع عرضة للخطر، حيث يشعر الأفراد بعدم الأمان، مما يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات فردية لحماية أنفسهم، مما يؤدي إلى تزايد العنف والانقسامات.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن الهدف النهائي لهذه الحملة هو تفكيك النسيج الاجتماعي وخلق حالة من الفوضى التي تؤدي إلى انهيار النظام برمته، هذا ليس فقط تهديدًا للأمن والاستقرار الحالي، بل هو أيضًا تهديد للمستقبل إذا استمرت هذه الحملة فقد نجد أنفسنا أمام مجتمع مشتت، حيث تسود الفوضى والعنف على القانون والنظام.
لهذا، أجد نفسي ملزماً بتوجيه دعوة إلى جميع الزملاء الصادقين من المثقفين والإعلاميين والكتاب، لمواجهة هذا التحدي الكبير، يجب أن تقوم أقلامهم بدورها وواجبها في الدفاع عن كل ما تحقق من مكتسبات في مجالي القضاء والأمن، هذا الدور ليس مجرد خيار، بل هو واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية تقع على عاتق كل من يمتلك الكلمة والحرف.
إن حماية المؤسسات القضائية والأمنية ليست مهمة المجلس والحكومة وحدهما، بل هي مهمة كل فرد في المجتمع، بقاء هذه المؤسسات هو بقاء للمجتمع والدولة، وحمايتهما هي حماية لمستقبل الأجيال القادمة، علينا جميعًا أن نكون واعين بالتهديدات التي تحيط بنا، وأن نعمل بكل جدية على مواجهتها، كل في مجاله وفي موقعه، إن الكلمة لها قوة عظيمة، ويمكنها أن تكون سلاحًا في وجه تلك الحملة الممنهجة التي تستهدف زعزعة أسس المجتمع.
في الختام، لا يمكننا أن نترك الحملة الحالية تمر مرور الكرام دون رد فعل، علينا أن نتحرك بجدية وحزم، وأن نقف صفاً واحداً في وجه أي محاولة تهدف إلى النيل من القضاء والأمن. إن الدفاع عن هذه المؤسسات هو دفاع عن المجتمع بأسره، وعن مستقبل أجيالنا القادمة، لنحافظ على ما تحقق، ولنعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.