آخر تحديث :الاحد 15 سبتمبر 2024 - الساعة:14:10:23
في الذكرى الأولى لرحيل قائد وطني خلدته أفعاله وانتصاراته .. الشهيد عبداللطيف السيد قاهر الإرهاب وأيقونة النضال الجنوبي ..
(الأمناء/ كتب/ يحيى أحمد:)

- تفاصيل ومعلومات تنشر لأول مرة عن أسد أبين والجنوب

- ما سر كاريزما الشهيد عبداللطيف السيد في إثارته الرعب لثلاثي الشر والإرهاب ؟

- ما أبرز محاولات الاغتيال التي تعرض لها القائد " السيد " ؟

- كيف عمل الاحتلال بتشويه الحراك الجنوبي ووصفه بـ" القاعدي "في وقت كان " السيد " يدك معاقل القاعدة بأبين؟

- باستشهاده خسر الجنوب قائدا مغوارا قالها بكل فخر وشجاعة " أما النصر أو الشهادة "

وفي الليلة الظَّلْماء يُفْتَقَد البدر

الشهيد القائد عبد اللطيف السيد أحد رجالات الثورة المخلصين، وركيزة من ركائز الصمود والمقاومة .. يتميز بعقليته العسكرية والأمنية الاستراتيجية، وعبقريته الميدانية الفذة التي قهرت العدو في كل ساحات المواجهة .. هذا القائد الاستثنائي تخلقت وتشكلت شجاعته ومواهبه الأمنية والعسكرية كمحارب جسور

 قبل ان يكون قائداً في مراحل النضال الثوري التحرري الجنوبي ،  وفي أتون الصراع والحروب التي لا تعرف الهوادة ضد الجماعات الإرهابية القاعدية والداعشية والإخوانية والحوثية ومافيات الجريمة المنظمة.

 

كاريزما الشهيد السيد :

 

سجل حضوره وفعله القوي وبصماته الواضحة في مختلف معارك الوطن ، ومنذُ وقت مبكر ذاع صيته في أبين وغيرها من المحافظات كمقاتل ذو مراس وبأس شديد .. كان اسمهُ يثير الرعب في أوساط الجماعات الإرهابية ، وتميز بكاريزما القائد الملهم الذي ألتف حوله طابور طويل من الشباب ورجال القبائل الوطنيين الشرفاء المدافعين عن حرية وأمن واستقرار شعبهم .. وصفه ُ البعض  ممن يعرفوه  بالخنجر المغروز في خاصرة الجماعات الإرهابية، وتسبب لها بالكثير من الأوجاع و النزيف المتواصل البشري والمادي والمعنوي .

 

محاولات اغتياله :

 

منذُ وقت مبكر وضعته الجماعات الإرهابية ، ومن خلفها المؤسسات الحزبية والأمنية والاستخباراتية الحاضنة والداعمة لهذه الجماعات ضمن أولويات أهدافها.. تكررت وتعددت محاولاتها للنيل منه وتصفيته بوسائل وأساليب وأسلحة مختلفة ، ولاحقته في كل مكان كان يتوجه إليه حتى داخل العاصمة عدن للنيل منه إلا أن مشيئة الله نجته من عشرات المحاولات التي لا يتسع المجال لذكرها ، ونكتفي في هذه العجالة بالتذكير بأهم محاولات الاغتيال التي سبق ان تعرض لها الشهيد السيد .

 

1-في 4 أغسطس 2012، هجوم انتحاري لتنظيم القاعدة الارهابي استهدف مخيم عزاء في منزل القائد عبداللطيف السيد بمدينة جعار، وخلّف هذا التفجير الإرهابي 45 شهيداً  وعشرات  الجرحى، وكان من بين الشهداء عارف السيد وعبد السلام السيد وهما شقيقا عبد اللطيف السيد، وأصيب هو أيضاً بالانفجار إصابة بالغة وفقد على إثرها إحدى عينيه.

 

2- في 22 سبتمبر 2012م، عملية انتحارية بحزام ناسف استهدفت القائد عبداللطيف السيد في العاصمة عدن، وأدت إلى إصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح.

 

3-في نوفمبر 2017م، استهداف موكب القائد عبداللطيف السيد بعبوات ناسفة زرعتها عناصر القاعدة الإرهابية، أثناء مغادرته لمدينة المحفد متوجهاً إلى زنجبار.

 

4-في فبراير 2019م، تعرض القائد عبداللطيف السيد لمحاولة اغتيال في مديرية المحفد، بعبوات ناسفة زرعتها عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي.

5- في مايو 2020م، استهدف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم مسلح في منطقة " باتيس " بمحافظة أدى لاستشهاد إثنين من مرافقيه وإصابة إثنين آخرين.

 

6- في نوفمبر 2021، استهدف موكب القائد عبداللطيف السيد، بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم القاعدة، وأدى إلى إصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة.

 

7- في مارس 2022، استهدف موكب القائد عبداللطيف السيد بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة، في الطريق الرابط بين مدينتي جعار وزنجبار بمحافظة أبين . . وتعتبر هذه المحاولات لاغتياله من أدمى هجمات تنظيم القاعدة التي حاولت اغتياله .

 

اغتيال الشهيد السيد ومرافقيه :

 

في صبيحة يوم 10 أغسطس 2023م استشهد القائد البطل العميد عبداللطيف السيد ، والى جانبه (أركان عمليات حزام أبين صلاح اليوسفي ، الشيخ محمد كريد ، وعبد الله علي أحمد لعمس، وعبد الله سعيد كريد ، وحسين محمد دمبا صالح) ، وعدد آخر من مرافقيه إثر تعرض موكبه لانفجار عبوة ناسفة في وادي حنن في مديرية مودية بمحافظة أبين .

 

قاهر الإرهاب :

 

هكذا هم الثوار الحقيقيون حملة راية الدفاع عن الحرية والكرامة والعزة يقضون جل حياتهم وسنوات شبابهم في ميادين الشرف والبطولة ، حاملين معهم مشاعل النور التي تضيء للأجيال الدروب نحو المستقبل والغد الجميل والمشرق .. مثل غيره من عظماء التاريخ الوطني والمجاهدين في سبيل الحق كانت حياته متأرجحة بين خيارين لا ثالث لهما أما النصر أو الشهادة .. النصر الذي يعني الحرية والعزة والكرامة والعدل والمساواة ، والانتصار للقيم والمبادئ والمثل الدينية والإنسانية والحضارية ، ولقد ظل الشهيد متمثلاً لهذه القيم الوطنية والإنسانية ، ومحارباً جسوراً في سبيل انتصارها إلى أن توفاه الأجل لينظم إلى قافلة الشهداء الجنوبيين الأحرار ، وبرحيله فقد  الشعب أحد قلوبه النابضة بالحرية والعنفوان الوطني ، وفقد الوطن أحد مشاعل النور المتوهجة التي أبت إلى أن توقد من زيتها ودمائها الطاهرة عشرات؛ بل مئات المشاعل المتوارثة و المتناسلة عن بعضها داخل كيان هذا المجتمع .

قبل عام بالوفاء والتمام ختم الشهيد مسيرة حياته الحافلة بالفداء والعطاء والتضحية ، ليخلد التاريخ لحظات شهادته ورحيله في أزهى صورها وألوانها ، بكل ما تحمله الكلمات من دلالات ودروس وعبر .. لقد استشهد الشهيد السيد ممسكاً ببندقيته ، وعلى أرض المعركة يقود سرايا الجند من المقاتلين الجنوبيين من نصر إلى نصر أكبر، ضمن متوالية هندسية لا تتوقف..وبالأمس ترجل هذا الفارس ابن أبين العظيمة الولادة بأمثاله من الأبطال والفرسان العظماء ممن سبقوه ، وممن سيأتي بعده ..ترجل وهو يقود معركة "سيوف حوس" ضد فلول الجماعات الإرهابية التي تمثل الامتداد المتطور والأقوى لعملية سهام الشرق لتطهير محافظة أبين وبقية محافظات الجنوب من خفافيش الظلام الإرهابية .

 

 

في مرحلة المخاض والمد الثوري التحرري السلمي المنظم  الذي بدأ في عام 2007م بقيادة الحراك التحرري السلمي الجنوبي الذي ساهم  في تأطير قيم ومبادئ الثورة الجنوبية وتوسيع قاعدتها الاجتماعية التي شملت كل شرائح والكيانات الاجتماعية في الريف والحواضن الوطنية الجنوبية والانتقال بالثورة الجنوبية نحو أبعاد إقليمية ودولية  غير مسبوقة وفتح أنظار العالم ووسائل إعلامه على الجرائم التي يرتكبها نظام الاحتلال اليمني بحق الجنوبيين ، في الوقت الذي أصبح فيه عاجزاً على مواراة وإخفاء هذه الجرائم عن أنظار العالم .

 

ومنذُ العام 2009م أصبح النظام صنعاء الاستعماري القمعي أكثر عجزاً عن إخماد الثورة الجنوبية التحررية السلمية ، أو احتوائها والقضاء عليها ، أو تفكيكها وتفجيرها من داخلها باستخدام سياسة العصا والجزرة ..ففي هذا العام وصلت عملية استخدام وسائل التنكيل والقمع والإرهاب المادي والفكري إلى ذروتها دون تحقيق أية  نتائج مرجوة ، مما اضطره إلى استخدام  مخالبه القذرة  وأدواته الإجرامية الإرهابية المتمثلة بالقاعدة وملحقاتها،  ومعهم طابور طويل من مليشيات الإخوان وبالذات  طلاب المعاهد العلمية وجامعة الإيمان الإخوانية في صنعاء ، وعناصر المؤسسات القمعية للدولة التي ارتدت رداءة القاعدة والجماعات الإرهابية ، وتزامناً مع حملة إعلامية سياسية دبلوماسية داخلية وخارجية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي ، واتهام الحراك الجنوبي بالإرهاب أو ما أطلق عليه رأس نظام الاحتلال وماكينة إعلامه حينها بالحراك الجنوبي - القاعدي.. وانيطت بالجماعات الإرهابية بشقيها القاعدي والمؤسسي الأمني جملة من المهام بالقضاء على الثورة الجنوبية تتمثل أبرزها:

1-التصفية الجسدية عبر التيارات والأعمال الإرهابية لقادة الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية ، وهذا ما كشف عنه الشيخ طارق الفضلي في حواره المشهور مع قناة " يمن اليوم " .

 

٢- تنفيذ سلسلة من الجرائم والأعمال الإرهابية واستهداف المنشآت الخاصة والعامة ، وضرب الأمن الاستقرار الوطني والمجتمعي داخل عدن والمحافظات الجنوبية واتهام الحراك الجنوبي بها ، واستخدامها مبرر لمطاردة وتصفية واعتقال عناصرها الثورية الفاعلة واتهامهم بهذه الأفعال .

 

3-الاستهداف المباشر للفعاليات السلمية الجنوبية بالفوضى والتفجيرات والاغتيالات وملاحقة وتصفية العناصر الفاعلة لهذه الفعاليات ، وملاحقتها في الازقة والشوارع والساحات العامة بهدف اغتيالها وتصفيتها أو اعتقالها .

 

4- تمزيق الوحدة الجغرافية والاجتماعية والسكانية للثورة السلمية الجنوبية من خلال السيطرة على محافظة أبين، وإقامة إمارة إسلامية فيها ، وتقسيم خارطة الثورة الجنوبية إلى كيانات منفصلة عن بعضها بهدف تسهيل ضربها .

 

5-هذه الحملة الاستعمارية الجديدة  لترسيخ سيطرة وتعزيز القبضة الاستعمارية على الجنوب وثرواته وسعيه للقضاء على ثورته السلمية، وهذه الأساليب الاستعمارية الوحشية حكمت الضرورة على الثورة الجنوبية تطوير أدائها وآليات وأساليب عملها في استمرار التصعيد الثوري السلمي والتصدي لقوى الإرهاب ، وشهد الواقع أشكالاً تنظيمية جديدة من العمل الثوري الجنوبي .

 

أشكال العمل التنظيمي - الثوري الجنوبي :

 

أحد أشكال هذا العمل الذي نحن بصدده والذي ارتبط بشكل مباشر بالمسيرة النضالية والعملية للشهيد القائد البطل العميد " عبد اللطيف السيد " ، ورفاقه في اللجان الشعبية ، وفي مطلع العام 2012 عين الشهيد " عبداللطيف السيد" قائداً للجان الشعبية في محافظة أبين بشكل رسمي ، وخاض الشهيد معارك ضارية مع التنظيم الإرهابي وألحق به خسائر كبيرة ، غير أنه تعرض لعدد من محاولات الاغتيال التي أصيب على إثرها ، وفقد إحدى عينيه ، الى جانب فقدانه لعدد كبير من أقاربه وأتباعه بعمليات غادرة نفذها التنظيم في أكثر من مكان بمحافظة أبين..

في اللحظات التي تعرض فيها وطننا الجنوبي ومحافظة أبين الباسلة لموجة جديدة من الغدر المتدثر بعباءة القاعدة ومسمياتها المختلفة ، التحق في صفوف المقاتلين ، ولقد اقترن اسم الشهيد وختم حياته المهنية والنضالية بسلسلة من الانتصارات المتلاحقة لنحو عقد من الزمن منذُ توليه قيادة اللجان الشعبية في 2012م  وحتى استشهاده في 2023/8/10م

 

مرحلة مصيرية في تاريخ الجنوب :

 

لقد فقد الوطن الشهيد " عبداللطيف السيد " في مرحلة عصيبة وحساسة من تاريخ الجنوب ، حيث تحتشد كل قوى الاحتلال اليمني القديمة والجديدة ، وتعيد تنظيم صفوفها وتحالفاتها الداخلية والخارجية القديمة والمستجدة بكل ألوان طيفها السياسي ، وأحزابها وتنظيماتها الاجتماعية والقبلية والعسكرية والمليشيات الحوثية ، وتتجلى أمامنا يوماً عن يوم وبشكل واضح عملية الإعداد والتحضير المتسارعة والمستجدة ،  والإعداد لمعركة تاريخية فاصلة وحاسمة يكون الحوثي والإخوان والقاعدة فيها في محاولة أخرى لإعادة احتلال واستعمار الجنوب ، وهو الأمر الذي يحتم على شعبنا بكل أطيافه وقواه السياسية والمجتمعية إشراك الجميع ممن يؤمنون بعدالة قضية الجنوب واستعادة دولته ، واستيعاب مخاطر المرحلة والعمل على استنفار وحشد كافة طاقاتنا وإمكانياتنا المادية والبشرية في مواجهة هذه الأخطار ، والاستعداد لخوض معركة مصيرية يتوقف على نتائجها حاضر ومصير ومستقبل الجنوب ارضاً وشعباً ، فأما أن نكون جديرين مقتدرين على خوض هذه المعركة المصيرية والانتصار النهائي فيها لنستعيد حريتنا ووطننا وعزتنا وكرامتنا ، والشروع في إعادة بناء هذا الوطن والدولة من جديد وفق الخيارات التي يرتضيها شعبنا لنفسه ، وأما المصير الآخر وهو معروف للجميع وأقل ما يمكن وصفه هو ضياع هذا الوطن والشعب في بحر النسيان ، وتحويله إلى مستعمرة للظلم والاستعباد.. وأمام هذين الخيارين بين" أن نكون أو لا نكون " ، فلا مجال اليوم لكل جنوبي بالتنصل عن مسؤوليته تجاه وطنه وشعبه وأجياله القادمة ،ولا مجال لأنصاف المواقف أو استمرار التمترس في المناطق الرمادية أو في خنادق المصالحة الذاتية والصراعات المناطقية والبينية والعصبيات الضيقة والحسابات والأيديولوجيات ما دون الوطنية.

 

رحيل في سبيل استعادة الجنوب :

 

رحل الشهيد القائد عبداللطيف السيد ورفاقه ، وبرحيلهم أضيفت أرقام جديدة من الوطنيين الشرفاء إلى مئات الآلاف ممن سبقوهم وممن سيأتي بعدهم ، وهم يقاتلون من أجل حرية وانعتاق شعبنا واستعادة وطنهم .. وأقل واجب من الوفاء نقدمه لهؤلاء هو أن نحترم ونعظم تضحياتهم والسير قدماً في استكمال الأهداف والغايات الوطنية النبيلة التي ضحوا في سبيلها.


مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه

شارك برأيك