- هيئة المواصفات والمقاييس تشارك في البرنامج التدريبي لاستخدام التقنيات النووية بتونس
- صحة البيئة في المنصوره تتلف 5طن من الطماطم المعلبة فاسدة ومواد غذائية متنوعة
- أسعار الأسماك اليوم الإثنين فى عدن 23 ديسمبر
- الإرياني يحمل المجتمع الدولي مسؤولية محاسبة الحــوثيين على جرائمهم ضد الإنسانية
- تسجيل 800 حالة جديدة بمرض السرطان خلال 2024
- وصول أكثر من 18 ألف طن من لقاحات تطعيم الأطفال إلى عدن
- نتنياهو يتوعد الحــوثيين
- مقتل ثلاثة عناصر حوثية أثناء زراعتهم حقل ألغام في مارب
- الاتجار بنساء اليمن... أحلام تتحول إلى كوابيس
- الشتاء يزيد من مخاوف اهالي لحج من انتشار مرض الملاريا والحميات
كتب / ليان صالح
إنني لا أعني ابتداء بالاستثمار استثمار المال فحسب، فالمال ضروري وجوهري ومن دونه لانستطيع القيام بالكثير من الأعمال، لكن هناك أمور كثيرة أيضا لا تحل بالمال، إنني أعني بالاستثمار في الإعلام إيجاد الاهتمام أولا بهذا القطاع الحيوي والمهم جدا حيث أن أي مجال من مجالات المجتمع لايرتقي إلا من خلال كثرة المهتمين به.
كما أعني بالاستثمار في الإعلام بذل الجهد والوقت في تفعيل دور الإعلام الجنوبي لمجابهة كافة التحديات المحدقة بالقضية الجنوبية.
مما لاشك فيه أن الإعلاميين الجنوبيين قد لعبوا دوريا محوريا في التصدي لكافة الشائعات والحملات المسعورة التي اطلقها ولايزال الإعلام المعادي، بيدَ أن تلك الجهود يمكنها أن تتضاعف بعد القليل من التدريب والخبرة، إننا بالمال نستطيع إيجاد بنى وهياكلَ إعلامية، لكن بناء الإعلامي اللامع المحترف يحتاج إلى وقتٍ.. وقد يكون عليك أن تصبر عشرينَ سنة حتى تحصلَ على إعلامي ممتاز.
ففهم البيئة الإعلامية واستيعاب الفرص والتحديات الموجودة فيها يحتاج إلى الممارسة والمعاناة والانخراط في لجة العمل الإعلامي، والزمن عامل مهم في بلوغ ذلك.
اليهود يتمتعون بالإدراك العميق لأحوال عصرنا، وبالخبرة الواسعة بمكامن القوة فيه، وقد كانوا يقولون: مَن يملك الذهب يملك العالم، وهم يقولون اليوم: مَن الإعلام يملك العالم.
وهذا القول عميق الدلالة، فالإعلام اليوم من خلال الإتقان الفائق للبرامج التي يقدمها، ومن خلال مايتمتع به من قدرة كبيرة على التأثير بات قادرا فعلا على أن يصنع شيئا من لا شيء، إنه قادر على أن يُوجد بيئة كاملة من الأفكار والمشاعر والقيم والاهتمامات والاتجاهات لأمور تافهة أو هامشية، وهو قادر في المقابل من خلال تجاهله وتعاميه أن يسدل الستار على أكثر القضايا والأزمات والنكبات حيويةً وشناعة.
وهكذا نجد أن الإعلام المعادي يحاول أن يجر الأوضاع في الجنوب إلى دوامة الفوضى والاقتتال من خلال زرع الفتنة وتمزيق الشمل، ليجدَ أرضية خصبة لإرباك الوعي، وبالتالي سهولة تمرير مخططاتهم وأجندتهم العدائية، وأكبر دليل على ذلك ماجرى ويجري ساعة كتابة هذا المقال من المحاولات البائسة التي يحاول من خلالها أعداء الجنوب تسييس قضية ابن الجنوب المختطف المقدم علي عشال وإبعاد القضية عن مسارها القانوني الصحيح وتحول القضية إلى صراعات سياسية والزج بأبناء الجنوب في أتون نزاعات قبلية وتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي.
لكن الإعلام الجنوبي كان بمثابة العقبة الكأداء في وجه غطرسة وكيد الاعداء.