آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:15:30:50
"الأمناء" تسلط الضوء على الانتشار المخيف لوباء الكوليرا في لحج وموقف الجهات المختصة ..
(الأمناء / تقرير / عبدالقوي العزيبي:)

- رئيس قسم العزل في مستشفى ابن خلدون:  نستقبل حوالي 25 حالة مصابة بالكوليرا يومياً

- منظمة الهجرة تقدم الأدوية ومع زيادة الحالات فهي غير كافية

- الرفاعي : نحذر من حدوث كارثة إنسانية في تبن

- مرضى لـ "الأمناء" : القطاع الخاص يستثمر الإصابة بالكوليرا بعيداً عن عمله الإنساني

 

 

الكوليرا مرض بكتيري عادةً ماينتشر عن طريق الماء الملوث والأطعمة الملوثة، مما ينتج عنه الإسهال وجفاف شديد للإنسان، وإهمال العلاج قد يؤدي إلى الموت خلال فترة قصيرة ، وتحديداً فئة الأطفال على اعتبار الكوليرا عدوى إسهالية حادة تسبب فيها البكتيريا الضّٓمة الكوليرية ومن أعراضها إسهال مائي حاد غزير يؤدي إلى الجفاف والذي عوارضه العطش وتقلص حرارة الجلد وتغور العينين والوهن الضعف الشديد،  وتشير المعلومات عن حدوث أول وباء الكوليرا خلال الفترة من 1817_1824،ولقد أطلق عليها آنذاك بوباء الكوليرا الآسيوي الأولى كونها ظهرت بالقرب من مدينة كلكتا التي تقع شرق الهند وصولاً لجنوب أسيا واستمرت بالانتشار في معظم بلدان العالم.

 

تجاهل السلطة :

 

وبينما محافظة لحج تشهد تدهوراً  في الخدمات الصحية منذ 2015 - 2024 م نظراً لعدم الاعتماد على الذات، وإنما بالاعتماد على تدخلات المنظمات غير المنتظم، بالإضافة إلى انتشار مخلفات القمامة في جميع الأماكن، وكذا عدم وجود الرقابة على عمليات بيع الخضروات والفواكه والأطعمة كما يقال لقد ترك الحبل على القارب، وأيضاً يوجد شبه تلوث بمياه الشرب في بعض المناطق عبر شبكات الري بالتقطير من الشبكة الرئيسية ، وكل هذه السلبيات ساعدت في حدوث الخطر وظهور وباء الكوليرا في المحافظة بزيادة عدد الوفيات والاصابة بالوباء القاتل .

إن لحج اليوم تعتبر منكوبة صحياً، وبمقابل ما يحدث من الانتشار لهذا الوباء نجد أن سلطة المحافظة المحلية وإعلامها الرسمي في تجاهل لهذا الخطر ، وعدم اتخاذ إجراءات وقائية أو إسعافية لمجابهة الوباء، وأيضاً عدم التوعية الإعلامية بخطورة الوباء لعامة الناس ونشر المناشدات للمنظمات بسرعة التدخلات الطارئة لمجابهة الوباء ومحاصرته حتى القضاء عليه جذرياً، ولا نعلم أسباب هذا التراخي والتجاهل لخطورة انتشار الوباء على مستوى المحافظة، بل أن دور الإرشاد بمكتب الأوقاف لم يكن موفقاّ فقد اتجه نحو حملة شلل الأطفال تاركاً وباء الكوليرا يفتك بأرواح البشر دون أي توعية.

 

تبن والخطر :

 

وفي مديرية تبن يزداد خطر انتشار الوباء بالإصابة والتي وصلت عند إعداد التقرير إلى 1162حالة إصابة و 22 حالة وفاة بالكوليرا بحسب إحصاءات مكتب الصحة بالمديرية، بينما يوجد إسهال حاد آخر بواقع 11224حالة، علماً أنها توجد حالات أخرى تصاب بالوباء ومنها وفيات لا يتم رصدها رسمياً نظراً لعدم مقدرة بعض الأسر على دفع تكاليف العلاجات عند الإصابة بالمستشفيات أو العيادات، ويتم التعامل مع الوباء بطرق علاجية قديمة داخل المنازل.

 

حدوث الخطر:

ولقد سبق بوقت مبكر وأن دق ناقوس الخطر الدكتور خالد الرفاعي مدير إدارة الصحة والسكان بمديرية تبن بلحج من انتشار الكوليرا، على اعتبار تبن من أكبر المديريات في عدد السكان ، وكذا بوجود مخيمات الأسر النازحة من مناطق النزاع المسلح، وتقوم هذه الإدارة وبإمكانيات محدودة ومنفردة بمجابهة الوباء على مدار الساعة، وفي الحقيقة لم تتحصل الإدارة على أي دعم لوجستي طبي وصحي من قبل سلطة المحافظة المحلية أو أي تدخل طارئ من قبل وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الأخرى، مما يضع عدة تساؤلات حول هذا التقصير في مجابهة وباء الكوليرا المنتشر بالمديرية، هل هو متعمد أو تقصير وعدم الاستشعار بالمسؤولية من قبل تلك الجهات في حماية عامة الناس من انتشار الوباء المميت!.

 

قسم العزل:

" الأمناء " قامت عصر الجمعة الماضية بزيارة قسم العزل بمستشفى ابن خلدون بمدينة الحوطة، والذي يستقبل الحالات المصابة بالوباء والتي تبلغ منذ ظهور الوباء بحوالي 2700 حالة، ولمديرية تبن النصيب الأكبر من هذه الحالات، وتحدث للأمناء رئيس القسم أيمن راوح، عن استقبال القسم حوالي 50 حالة خلال 24 ساعة ويومياً، بينما يوجد في القسم 35 سرير ترقيد منها 5 للطوارئ، مشيراً مع زيادة الحالات المصاب يفترض استحداث قسم آخر كون مستشفى الوهط غير قادر على استقبال الحالات لعدم توفر الإمكانيات، وهو الأمر الذي أوجد ضغوطات كبيرة على القسم تزامناً مع زيادة الحالات المصاب بشكل يومي، وذكر راوح على ان خلال الفترة من1إلى12 يوليو استقبل القسم223 حالة، وهذا الوضع يؤكد على انتشار الوباء كون الحالات في تزايد مستمر.

 

منظمة الهجرة:

 

واضاف أيمن، على أن منظمة الهجرة الدولية فقط هي من تقدم مساعدات لقسم العزل بالأدوية وحوافز لطاقم القسم التمريضي، إلّا أنه مع زيادة حالات الإسهالات فان الأدوية غير كافية، موضحاً " نحن نستخدم في الحالة الواحدة حوالي 12 ألف مليم من مغذيات رينجر تستخدم سوائل وريدية في الساعات الأولى عند استقبال الحالة المرضية" .

 

راوح والرفاعي:

وأعرب كلاً من راوح والرفاعي عن المخاوف الكبيرة من انفجار الوباء داخل المحافظة بشكل يصعب السيطرة عليه ، مما قد يحدث كارثة في الوفيات بأعداد كبيرة بلحج، وقدما عبر " الأمناء" نصيحة للمواطنين بعدم التساهل مع الوباء أو التأخير في إسعاف الحالة المصابة، وأكدا على ضرورة سرعة إسعاف أي حالة مصابة إلى أقرب مرفق صحي كون التاخير يحدث المضاعفات والوفاة.

 

الإعلام صفر :

من جهة أخرى استنكر عامة الناس الدور السلبي للإعلام الرسمي بالمحافظة وبمكتب الصحة من انتشار الوباء وعدم تسخير رسالة الإعلام في التوعية من خطورة الوباء ونقل صورة للمنظمات والمانحين عن انتشار الكوليرا بالمحافظة وضرورة التدخلات العاجلة.

 

القطاع الخاص :

 

أكد لصحيفة " الأمناء " عدد من المرضى بوجود بعض المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة بلحج تعمل على استثمار الوباء من خلال استنزاف الحالات المصابة بفحوصات وأدوية غير مجدية، وعبروا عن شكرهم وتقديرهم للجهود الإنسانية النبيلة التي يقوم بها طاقم قسم العزل في ابن خلدون.

 

الوباء عام :

 

وتشير المعلومات الصحية على أن حالات الاصابة بالكوليرا لا تقتصر فقط على الفئة المهمشة بلحج، وإنما الإصابة تشمل معظم الحالات من الأسر الراقية، وأن احتمالية الإصابة نظراً لتناول الأطعمة من الأسواق التي قد تكون ملوثة.

 

لحج منكوبة صحياً :

 

ختاماً ماذا يحدث بلحج من أمراض منتشرة مع زيادة عدد الوفيات من الأوبئة، وعجز المرضى عن العلاج نتيجة ارتفاع الأسعار في ظل توسع رقعة الفقر، بينما السلطة معتكفة على نفسها ، ولم تخرج بإعلان رسمي يؤكد أن المحافظة منكوبة صحياً من وباء الكوليرا .

 

 




شارك برأيك