- مجلس القيادة يوجه بإعادة تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد
- الجيش الإسرائيلي: اعترضنا طائرة مسيرة أطلقت من اليمن
- حضرموت.. شرطة #تريم تحبط عملية ترويج مواد مخدرة وتضبط متورطين
- قوات درع الوطن تدشن توزيع 4500 سلة غذائية في مديرية لودر ضمن خطة الاستجابة الإنسانية للأسر الأشد فقراء
- مكتب الأوقاف بشبوة يشدد على منع الخلوة واللمس أثناء الرقية الشرعية
- استشهاد وإصابة 4 أطفال من أسرة واحدة في قصف لمليشيا الحوثي غرب تعز
- بتمويل إماراتي.. افتتاح مشروعات أمنية في مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة
- الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب
- استشهاد طفل وإصابة ثلاثة آخرين بقصف حوثي على منطقة شمير غرب تعز
- صحة البيئة في المنصوره تتلف 5طن من الطماطم المعلبة فاسدة ومواد غذائية متنوعة
في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". هذه الكلمات العظيمة تجسد القيمة الإسلامية التي تحث على الصدق والأمانة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم. فالغش ليس مجرد خيانة للآخرين، بل هو خيانة للنفس وللأمة بأكملها.
في ظل التطور التكنولوجي وانتشار الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أصبح الغش في الامتحانات الوزارية يأخذ أشكالاً جديدة أكثر تعقيداً. في الماضي، كانت التجمعات حول المدارس تمثل المصدر الرئيسي للغش، حيث كان هناك مغشِّشون يقدمون المساعدة غير المشروعة للطلاب. أما اليوم، فقد أصبحت الإجابات تصل إلى الطلاب عبر تطبيقات مثل واتساب، مما جعل من الصعب اكتشاف الغش ومواجهته.
من منظور إسلامي، هذا السلوك يتنافى تمامًا مع قيم الإسلام وأخلاقياته. فالتعليم هو أمانة ومسؤولية، ويجب على الطلاب أن يسعوا لتحصيل العلم بجد واجتهاد دون اللجوء إلى الغش والخداع. لذا، يجب أن نتخذ خطوات جادة لضمان نزاهة الامتحانات والحد من هذه الظاهرة.
من بين الحلول المقترحة لمواجهة هذا التحدي هو استخدام أجهزة تشويش الاتصالات والإنترنت خلال فترة الامتحانات. هذه الأجهزة يمكنها تعطيل إشارات الهواتف المحمولة ومنع وصول الرسائل النصية والمكالمات، مما يضمن أن تكون الامتحانات عادلة وتعكس المستوى الحقيقي للطلاب. قد يبدو هذا الحل جذريًا، لكنه يتماشى مع الضرورة الملحة لضمان نزاهة الامتحانات ومنع تفشي ظاهرة الغش الإلكتروني.
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" (سورة هود، الآية 85). هذا التوجيه الإلهي يعزز قيمة العدل والنزاهة في التعاملات، ويشمل ذلك الامتحانات التي يجب أن تكون وسيلة لقياس الجهود الحقيقية والقدرات الفعلية للطلاب.
الغش ليس مجرد انتهاك للقيم الأخلاقية، بل هو أيضًا ظلم للنفس وللآخرين. الطلاب الذين يعتمدون على الغش يضرون بمستقبلهم لأنهم لا يكتسبون المعرفة والمهارات اللازمة. كما أنهم يظلمون زملاءهم الذين يعتمدون على جهودهم الذاتية لتحقيق النجاح.
علينا أن نتعاون جميعاً -أولياء أمور، معلمين، ومسؤولين- لمواجهة هذه الظاهرة. يجب أن نعمل على غرس قيم الأمانة والصدق في نفوس أبنائنا منذ الصغر، وأن نؤكد على أن النجاح الحقيقي يأتي من الجهد والعمل الدؤوب، وليس من الغش والخداع.
وفي الختام، دعونا نتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". لنعمل معاً على بناء مجتمع يعتمد على الصدق والأمانة في كل جوانب حياته، ولنجعل من امتحاناتنا وسيلة حقيقية لقياس مستوى العلم والتقدم، ولنسعى دائماً لتحقيق رضا الله تعالى في كل ما نقوم به.