مدير الدفاع المدني بلحج: لحج محرومة من إدارة الدفاع المدني والإطفاء والجاهزية صفر على الشمال

- مراسلاتنا مع الحكومة والتحالف لسنوات لم تثمر بأي أثر ملموس حتى الآن

إن مفهوم الدفاع المدني في معظم الدول عبارة عن مجموعة من الإجراءات والأعمال اللازمة لحماية السكان والملكية العامة والخاصة، من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة، وإغاثة المنكوبين وتأمين سلامة المواصلات والاتصالات، وسير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ، إلا أنه للأسف هناك من يعتبر الدفاع المدني هو منظومة أمنية تهدف فقط إلى إطفاء الحريق بأي مكان ، وهذا مفهوم خاطئ سواء عند بعض المسؤولين أو المواطنين .

وللدفاع المدني أهمية كبيرة إذ يواكب حياة عامة الناس في توفير خدماته المختلفة وتأمين السلامة بشكل عام، ومع الأسف الشديد نجد أن محافظة لحج ومنذ عام 2015 وحتى اليوم تفتقر لوجود الدفاع المدني والإطفاء على مستوى المحافظة، بالرغم من وجود إدارة الدفاع المدني قبل الحرب، بل أن أفراد الدفاع المدني بلحج ما زالوا متواجدين وعلى الواقع الفعلي فلا يوجد دفاع مدني سواء مبنى وإدارة أو مقومات العمل المكتبي والميداني، فمن المسؤول عن حرمان لحج من عدم توفر خدمة الدفاع المدني والإطفاء؟

حوادث يتيمة:

لقد شهدت لحج وعلى مستوى مديريتي الحوطة وتبن عدة حرائق وكوارث أخرى خلال الفترة من 2015 إلى2024 في ظل انعدام وجود خدمة الدفاع المدني الخاص بالمحافظة، بل في بعض الأحيان كان يتم الاستعانة بالدفاع المدني من العاصمة عدن، بالرغم من وجود عدد من أبناء لحج يعملون في الدفاع المدني بعدن، وهي من المفارقات العجيبة للحكومة ولقيادة المحافظة لعدم إعطاء أهمية للدفاع المدني بالمحافظة بينما أبناء المحافظة يمارسون عملهم بالدفاع المدني في عدن!.

توزيع المعدات:

وتشير المعلومات عن قيام التحالف وعقب انتهاء حرب 2015 بتوفير معدات الدفاع المدني وأجزاء منها كان لمحافظة لحج، إلا ان الإهمال وعدم المبالاة بأهمية الدفاع المدني من قبل القيادة أضاع تلك المعدات بتوزيعها على جهات أخرى وحرمان لحج منها نظراً لعدم المتابعة آنذاك أو لعدم الاستشعار بحجم المسؤولية بأهمية تلك المعدات.

الجاهزية صفر:

واطلعت " الأمناء " على محتوى تقرير عن وضع إدارة الدفاع المدني والإطفاء في محافظة لحج محرر 25 يونيو 2024 صادر عن العقيد محمد احمد صالح، مدير عام الدفاع المدني بلحج، والذي أكد بان جاهزية إدارة الدفاع المدني والإطفاء بلحج منذُ فترة الحرب 2015 وحتى اللحظة بواقع صفر!، مشيراً إلى فترة ما قبل الحرب بوجود سيارة إطفاء قديمة كانت تغطي خدمة المحافظة في إخماد الحرائق مع وجود مبنى للإدارة من غرفتين في ساحة مبنى الأمن بالحوطة،  إلّا أنه خلال فترة الحرب واحتلال المحافظة من قبل المليشيا الحوثية وكذا العناصر الخارجة عن القانون ، فقد تعرض مبنى الأمن والإدارة للتدمير كاملاً مع تعرض سيارة الإطفاء لأضرار جسيمة ونهب وتشليح ما تبقى منها.

جهود دون استجابة:

وأشار المدير العام عن القيام بجهود مبذولة مع عدة جهات لإعادة جاهزية الدفاع المدني إلا أنها قوبلت بعدم الاستجابة منها التقدم للأخوة بالتحالف العربي بأهم طلبات واحتياجات جاهزية الدفاع المدني ، وكان ذلك بفترة مدير عام شرطة المحافظة اللواء ركن صالح السيد والالتقاء لعدة مرات بقيادة التحالف في العاصمة عدن، ولقد اثمرت تلك الجهود من قبلهم بتكليف مهندس ونزوله برفع تقرير لترميم مبنى سكن مدير عام شرطة المحافظة الواقع على طريق الفيوش، واعتماد المبنى على ان يستخدم كإدارة الدفاع المدني بلحج، وأيضاً تحرير فروع للدفاع المدني بمديريات يافع وردفان والصبيحة، وعلى أن يتم توفير سيارات الإطفاء مجهزة بكامل المعدات، وان ينفذ ذلك بلحج بعد استكمال تجهيز إدارة الدفاع المدني لمحافظة عدن وفروعها، وللأسف نتيجة التغيرات في إطار التحالف بعدن فقد فشل كل ما تم الاتفاق عليه .

الحكومة وظهر المجن:

واكد المدير العام العقيد محمد، عن وجود مراسلات أخرى مع الحكومة بعهد رئيس الحكومة السابق الدكتور معين، وكذا مع رئيس الحكومة الحالي الدكتور بن مبارك ومع وزير الداخلية السابق الميسري والوزير الحالي اللواء ركن حيدان،  وأيضاً مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي ورئاسة مصلحة الدفاع المدني وجهات أخرى، إلّا أن كل تلك المراسلات لم تحظ باي اهتمام ولا تزال محافظة لحج بدون دفاع مدني وإطفاء بالرغم من توفر القوة البشرية المتخصصة في هذا المجال.

أكبر حريق بلحج:

وتطرق التقرير إلى نشوب النار بأحد أحواش الأخشاب ملك أحد التجار بمنطقة الرباط، والذي يعد أكبر حريق تشهده لحج كونه استمر لمدة 3 أيام متواصلة ، بالرغم من إرسال فرق الإطفاء من عدن ومصنع أسمنت الوطنية للسيطرة على الحريق وإخماده، بينما المحافظة تفتقر لوجود سيارة إطفاء،  وبالرغم مما حدث بالإضافة إلى حرائق أخرى في الحوطة وتبن، ولكن للأسف إلى الآن ولحج بدون مبنى للدفاع المدني والإطفاء وبدون مقومات العمل من سيارات وغير ذلك، وحال حدوث أي حريق صغير تستخدم سيارات الوايتات( البوز) في إطفاء الحريق حتى وصول التعزيز من عدن أو مصنع الوطنية.

تنبيه وتحذير:

وفي خاتمة التقرير ورد فيه تنبيه وتحذير إلى المستثمرين والتجار والشركات والمصانع بضرورة توفير وسائل الأمن والسلامة واسطوانات الإطفاء للحفاظ على ممتلكاتهم من الحرائق، وأيضاً توجيه إلى أصحاب  محطات الغاز المنزلي بضرورة توفير اسطوانات الإطفاء، كما حث التقرير الأهالي من أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لحماية منازلهم وممتلكاتهم من  كوارث الحرائق.

محافظة محرومة:

وأكد التقرير على أن محافظة لحج لا تزال منذ عام2015 وإلى2024 بدون مبنى لإدارة دفاع مدني ومقومات عمل الاطفاء!.

استياء شعبي:

وخلال استطلاع للأمناء بشارع مدينة الحوطة فقد عبر عدد من المواطنين عن الاستياء الشديد لعدم وجود إدارة للدفاع المدني ومقومات عمل الإطفاء بالمحافظة منذ 8 سنوات من الحرب ، واستهجن المواطنون هذا الإهمال المتعمد بحق المحافظة من قبل الحكومة والتحالف، وناشدوا رئيس مجلس القيادة الرئاسي سرعة التوجية بإعادة تأهيل مبنى الأمن بمدخل الفيوش حتى يكون مبنى لإدارة الدفاع المدني، وكذا رفده بمقومات العمل المتكاملة الخاصة بمنظومة الإطفاء لتأمين سلامة عامة الناس في المحافظة،  بينما سخر بعض المواطنين بحد قولهم من نجاحات ومنجزات عاصفة الحزم وحرمان لحج من الدفاع المدني وسيارات الإطفاء.

ختاماً هل ستشهد سنة2024 افتتاح مبنى إدارة الدفاع المدني والإطفاء بلحج؟ بعهد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، وأيضاً بعهد دولة رئيس الوزراء احمد بن مبارك ؟

 لذا نترك الإجابة لقادم الأيام فهي حبلى بالمفاجئات الطيبة من قبل قيادة التحالف العربي ممثلاً  بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .