
في مارس 1955م "أعلنت لجنة سلطة الضواحي في دائرة كريتر قلعة عدن عن فوز العضوية في انتخابات سلطة الضواحي بكريتر وهما :
الشيخ/ محمد عبدالله وحاز على 453صوتاً .
الشيخ/ علي محمد عمر بازرعة وحاز على 409صوتاً .
وفي مايو 1955م قدم الأستاذ/ سعيد حسن مدي مدير المدرسة استقالته من المدرسة، ولم تشر الصحيفة إلى أسباب هذه الاستقالة .
وفي مايو 1955م نشرت الصحيفة بياناً لصاحب مدرسة بازرعة الشيخ علي محمد بازرعة تحت عنوان بياناً للجمهور الكرام وكان نص البيان ما يلي :
"على أثر التطورات التي حدثت في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية استقالة المدير الحالي واستقالة اللجنة بعده .. ظن الكثيرون واعتقدوا أن هذا سيؤثر على مصير المدرسة، وأن المدرسة أصبحت مزعزعة وأننا غير قادرين على القيام بأمرها، والواقع أن استقالة مدير أو أستاذ وإبداله بأخر لا يؤثر على مصير المدرسة، وأن المدرسة أصبحت مزعزعة وأننا غير قادرين على القيام بأمرها، والواقع أن استقالة مدير أو أستاذ وإبداله بأخر لا يؤثر على مصير المدرسة الأهلية بحال من الأحوال، وأن استقالة اللجنة المشرفة على المدرسة خلال السنتين الماضيتين .. وأن كنا قد أسفنا له أشد الأسف نظراً لما بذلته من مجهود وتضحية في سبيل النهوض بهذه المدرسة، إلا أن هذه الاستقالة لا تؤثر على المدرسة ولا على سيرها في سبيل التعليم وأداء رسالتها.
وأكد الشيخ علي بازرعة قائلاً: "ونحن أن نؤكد للجمهور بكل صراحة ووضوح أن هذه المدرسة التي أسسناها وبذلنا فيها جهودنا وطاقاتنا وأنفقنا عليها طيلة السنين السابقة لصالح الوطن ولصالح أبنائه، ستبقى إن شاء الله مدرسة على ممر الزمان وسنبذل كل غال ونفيس لتعزيزها وتقويتها والنهوض بها إلى المستوى المنشود مهما كلفنا الأمر ومهما تكبدنا من متاعب ومشقات في سبيلها وسنجلب لها في الوقت القريب إن شاء الله المدير الكفوء تحت إشرافنا ورعايتنا وسندفع مرتبات المدرسين ولوازم المدرسة كاملة وغير منقوصة كما أن الحال أيام إشراف اللجنة عليها، وأن الذي لا يشك فيه إنسان أن هذه المدرسة هي مدرسة الأم وفي نيتنا توسيعها وترتيبها فلنا كبير الأمر في كل وطني غيور أن يعمل جاهداً لرقي هذه المدرسة والوصول بها إلى الغاية المنشودة، واختتم البيان قائلاً: "نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه خير البلاد والوطن وخير هذه المؤسسة العظيمة أنه على ما يشاء قدير" .
وفي يونيو 1955م وصل من جمهورية مصر العربية الأستاذ خليل علي أبو غبن المدير الجديد لمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بعدن، فهو فلسطيني الأصل ولد في يافا عام 1944م، وتخرج من معاهد فلسطين أبان حوادثها في عامي 1936 – 1937م، واشتغل بالتدريس مدة تزيد عن 12عاماً، كما كان مديراً لمدرسة الإصلاح الإسلامية بيافا، واشترك في بعثة التدريس بالمملكة اليمنية، واستقبله الشيخ علي محمد بازرعة، صاحب المدرسة، وبحضور نيابة المدير الأستاذ/ حسين باصديق والأستاذ/ محمود أبو حنيفة، وباشر المدير الجديد مهامه بالمدرسة في 11 يونيو 1955م .
في أغسطس 1955م أعلنت إدارة المدرسة عبر صحيفة البعث إعلاناً عن القيد والتسجيل للطلاب القدماء والجدد لمدرسة بازرعة وحدد الإعلان أيضاً الأيام التي يتم فيها التسجيل للطلاب، وكذا تحديد ثمن أقساط المبلغ للعام الدراسي 1955 – 1956م بثلاث مراحل في السنة: أولاً : عند القيد والتسجيل، ثانياً: شهر ديسمبر، ثالثاً: شهر مارس، وذلك بحسب السنة الدراسية (الصف الدراسي) والمبين في الجدول التالي:
الصف الدراسي |
المبلغ المحدد للعام الدراسي |
الصف الثالث ثانوي |
192 شلن |
الصف الثاني ثانوي |
180 شلن |
الصف الأول ثانوي |
168 شلن |
الصف الرابع ابتدائي |
144 شلن |
الصف الثالث ابتدائي |
132 شلن |
الصف الثاني ابتدائي |
120 شلن |
الصف الأول ابتدائي |
108 شلن |
وفي بداية يناير عام 1955م وافقت إدارة المعارف على انتداب الأستاذ/ محمد سعيد الصائغ لإدارة مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية، على أثر الحوادث التي وقعت أخيراً وكان هذا بناءً على طلب تقدم به الشيخ علي محمد بازرعة، وقد كانت الاتجاهات كلها ترشح الأستاذ/ محمد سعيد الصائغ لهذه الوظيفة لما امتاز به من صفات ممتازة ترشحه للقيادة ولا يخفى أن الأستاذ الصائغ قد خدم المعارف والتعليم من صفوف نفس مدرسة بازرعة 17عاماً، وكانت خدمة ممتازة تخرج من تحته عدد غفير من شباب عدن والمحميات واليمن، وإلى جانب خبرته في التعليم وشؤون إدارة المدارس فيمتاز الأستاذ الصائغ بأخلاق كريمة فهو رجل دين، وفي نهاية الخبر رحبت الصحيفة بعودة الأستاذ الصائغ إلى ميدانه القديم.
وفي العام 1959م ضربت المدرسة أي احتلت المدرسة رقماً قياساً بدخول أكثر من نصف طلابها إلى كلية عدن بعد أن اجتازوا امتحان المنافسة، مما يؤكد الاهتمام الذي كانت تحظى به المدرسة من قبل المسئولين ويؤكد ذلك الأستاذ حسين صالح العولقي أحد طلاب مدرسة بازرعة في العام 1955م قائلاً :
(عند انتهاء المرحلة الثالث متوسط في المدرسة واجتياز امتحان المنافسة لهذه المرحلة فإن نصف الطلاب يلتحقون بكلية عدن والنصف الآخر يلتحقون بالكلية الفنية بالمعلا، وأنا أحد هؤلاء الطلبة الذين درسوا بالكلية الفنية).
وجاء جدول الإعلان عن الأقساط لدفع المبلغ الكلي للعام الدراسي، وذلك ثلاث مرات في السنة، عند القيد والتسجيل، بداية شهر ديسمبر، بداية شهر مارس، وفي الإعلان حدد دفع المبلغ للعام الدراسي، على حسب السنة الدراسية – الصف الدراسي:
ونشير بأن مدرسة بازرعة الأهلية تميزت كغيرها من المدارس الأهلية التي ظهرت بعدن، وبكثافة في تدريس العلوم الدينية كالتحفيظ القرآن الكريم والفقه، وكانت أكثر توسعاً في تدريس اللغة العربية بشمولية أكثر من المدارس الحكومية رغم تقاربها مع المنهاج الحكومية، وإن طلابها يجلسون للامتحانات الحكومية وذلك لدخول المدارس المتوسطة أولاً، ثم الالتحاق بالمدارس القانونية .
وفي بداية الستينات تولى الأستاذ القدير المرحوم/ عمر عبدالله باناجة مهام مدير مدرسة بازرعة الخيرية وظل في منصبه كمديراً حتى ما بعد الاستقلال الوطني بفترة وجيزة وبعدها عاد للعمل كمدرس في المدرسة.
وفي مايو 1964م نشرت صحيفة الأخبار عن اختيار مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية كإحدى مراكز لتسجيل الناخبين (في سجل القيد) للانتخابات، فهي تدخل ضمن نطاق الدائرة الجنوبية بمدينة كريتر مع مدرسة السيلة .
وفي14 اكتوبر1964م نشرت صحيفة الأخبار رسالة شخصية للشيخ علي محمد عمر بازرعة إلى الناخب الكريم وذلك أثناء خوضه لانتخابات المجلس التشريعي بعدن وكانت نص الرسالة ما يلي:
أحييك أصدق تحية وأود في هذه المناسبة الطيبة أن أؤكد لك أنني قد عرفتك وأحببتك قبل تأسيس المجالس البلدية والتشريعية بعدن، وسأظل كما كنت أبادلك أنبل الشعور في السراء والضراء .
وأنه ليسعدني أنني قد تشرفت فساهمت مساهمة فعالة وملموسة في كل ما من شأنه للمصلحة العامة، لقد عملت في صفك من أجلك ولصالحك ومن أجل رقي وطننا عدن وتطويره اجتماعياً وثقافياً وعملياً واقتصادياً وسياسياً.
لقد شيدت أول مدرسة أهلية في هذا الوطن الحبيب منذُ 50 عاماً فهي مثالاً حياً في أداء الرسالة العلمية، وكما كنت أول عدني غزا الأسواق الأوربية والأمريكية عبر الظروف الشاقة وفتحت طريقاً لمنتوجات عدن والبلدان المجاورة، كما كنت أول عدن اقتحم ميدان التصنيع الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ولقد كنت ما زلت أشغل في مؤسساتي الألف الأيدي العاملة من أبناء وطننا عدن والجنوب العربي .. هذه لمحة خاطفة تشير إلى بعض الخدمات التي قمت بها لصالح وطننا عدن والجنوب العربي عامة .
وحتى الآن أردد في تواضع
تلك أثارنا تدل علينا
فانظروا بعدنا إلى الآثار
أخـــي الناخــــب : تقترب الساعات الحاسمة للانتخابات لأعضاء المجلس التشريعي وعلى نتائجها يترتب مستقبل وطنك وأولادك، فاختر من ترغب دينه وخلقه و نزاهته وإخلاصه وخبرته وكفاءته، وأرجو مخلصاً أن أكون خير ممثل لك ولآمالك وأمانيك فاعطني صوتك، ورقمي المرشح 6 (ستة) فضع علامة × أمام صورتي .. وشكراً جزيلاً .. المخلص علي محمد عمر بازرعة .
وبعد الاستقلال الوطني وتشكيل حكومة الاستقلال وهذه الحكومة عين فيها وزير لشؤون التربية والتعليم وتولت الوزارة مهاماً لتحديد السياسات الجديدة في التعليم والمتمثلة في توحيد المناهج الدراسية في كافة مدارس الجمهورية (ج.ي.د.ش)، وأصبحت مدرسة بازرعة ضمن نطاق السياسة الجديدة في التعليم.
وفي منتصف السبعينيات تم تغيير اسمها القديم مدرسة بازرعة ليطلق عليها اسماً جديداً سميت بـ المدرسة القومية وبعد ذلك سميت بمدرسة الشهيد ناجي، واستمر هذا الاسم حتى منتصف التسعينيات في هذه الفترة ثم تغيير وإلغاء بعض أسماء مدارس عدن ليعود اسمها القديم مدرسة بازرعة، وفيما بعد قام أحد أسرة بازرعة ويدعى أبوبكر بازرعة بترميمها وإصلاحها .
مدرسة بازرعة
النشاط اللاصفي
تشير المصادر التاريخية بأن مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بعدن قد اهتمت بالنشاط اللاصفي كاهتمامها بالنشاط الصفي والتربوي والتعليمي، وكان اهتمامها في إقامة النشاطات والفعاليات الأدبية والفنية والرياضية وغيرها .
ومن أولى نشاط مدرسة بازرعة تأسيس جمعية مناصرة الفقير، ويوكد على الأرضي في كتابه بأن شكلت لجان تساعد إدارة المدرسة وتشرف على مواردها المالية ومن أبرز أعضاء هذه اللجان في الخمسينيات الشيخ/ محمد عوض بن طاهر باوزير، والأستاذ/ محمد علي باشراحيل صاحب جريدة الأيام، وبينما يتطرق المرحوم حسين باصديق أحد مدرسي مدرسة بازرعة في بداية الخمسينيات قائلاً: "بالنسبة للشيخ عبدالقادر بارحيم كنت أساعده في جمعية مناصرة الطالب الفقير، حيث كان هو رئيسها وكان بعض أعضائه أمثال: عبدالقادر علوان، سعيد بازرعة، صالح حاجب رحمهم الله، وفي سياق ذلك نشرت صحيفة البعث الصادرة في العام 1955م خبر عن انتخاب جمعية مناصرة الطالب الفقيد بمدرسة بازرعة هيئة إدارية جديدة للجمعية .
ومن النشاط التي قامت إدارة مدرسة بازرعة في عهد علي محمد باحميش عندما تولى إدارة المدرسة بإصدار صحيفة الذكرى وذلك في أوائل نوفمبر 1948م بعدما جلبت المطبعة إلى المدرسة وضعت في إحدى غرف المدرسة وهذه المطبعة التي خرجت منها صحيفة الذكرى وتولى الشيخ باحميش رئاسة التحرير، وكانت جريدة أسبوعية اهتمت بالشؤون الوطنية والدينية والثقافية، ويتطرق عمر عوض بامطرف أحد أساتذة مدرسة بازرعة قائلاً: توليت إدارة مطبعة صحيفة الذكرى، أول صحيفة دينية يصدرها مدير المدرسة لشيخ باحميش، وكان الشيخ السليماني يساهم فيها بكتاباته في مختلف المواضيع الدينية والأدبية، وتوقفت الصحيفة في العام 19550م .
ومن النشاط الثقافي أقيمت مدرسة بازرعة في العام 1955م محاضرة ثقافية وأدبية ألقاها المرحوم الأستاذ/ حسين باصديق، وكما اهتمت مدرسة بازرعة بالمسرح المدرسي من خلال عرضها الكثير من المسرحيات المفيدة والتي يستفاد من عوائدها المالية للمدرسة بصرفها في مختلف مشاريع المدرسة ولسد جزء من احتياجاتها، وفي سياق ذلك يتطرق الأستاذ/ حسين صالح العولقي أحد طلاب المدرسة قائلاً : "لقد شاهدت الأستاذ حسين باصديق ممثلاً بارعاً مع زملائه من المدرسين أمثال: محمد سعيد الصائغ، عمر عبدالله باناجة، حامد زليخي، رحمهم الله، وكما أشرف باصديق على تمثيلية عملت على مسرح متحرك في مدرسة بازرعة باسم/ صلاح الدين الأيوبي"، وطلب مني أن أجسد شخصية صلاح الدين الأيوبي، إلى جانب زميلي في المدرسة (محمد علي الحبشي – طبيب حالياً) في دور ريتشارد قلب الأسد، وعند الانتهاء من المسرحية أنهالت عليه (باصديق) التبريكات والتهاني لنجاحها وكان في تواضعه أكبر وأعاد أسباب النجاح إلى تلاميذه الذين أجادوا أدوارهم.
وكان لمدرسة بازرعة نشاط فني من خلال فرقتها الموسيقية الرائعة التي أدارها الأستاذ الموسيقية الرائعة التي أدارها الأستاذ الموسيقي الراحل يحيى مكي بجانب تدريسه لمادة الموسيقى للهواة من الطلبة الذين أصبح لهم فيما بعد مكانة فنية عالية في المجتمع، واشتهر البعض منهم كفنانين محترفين للفنان أمثال: أحمد بن أحمد قاسم، محمد صالح همشري ياسين فارع وأخيه أبو بكر فارع، وياسين عليس وغيرهم.
ومن النشاط المدرسي بمدرسة بازرعة النشاط الكشفي – أي الكشافة تكوين فرقة الكشافة من طلبة المدرسة، وكان الأستاذ المرحوم/ عمر عبدالله باناجة مؤسساً ومسئولاً عن الكشافة بالمدرسة، وفي سياق ذلك تحدث يسلم سالم معاشر أحد طلبة مدرسة بازرعة قائلاً:
"في منتصف الخمسينيات كان أستاذي باصديق أستاذ اللغة الإنكليزية بالمدرسة وحينها كان مديرها الشيخ علي محمد باحميش، ولم يكن دور الأستاذ/ باصديق في المدرسة دور المدرس فقط، فقد كان أيضاً راعياً لنشاط مدرسي واسع ثقافياً ورياضياً، فقد كان راعياً للقاء الخميس الأسبوعي الذي يجمع فيه الصفوف العليا للطلبة في نهاية اليوم المدرسي، حيث يلقي الطلبة الخطب والأشعار ليتعودوا على البحث والتذوق الأدبي والتجارب مع الأحداث ولخلق الشجاعة الأدبية عندهم، وللتعود على حسن الإلقاء والأداء، إلى جانب هذه الرعاية للنشاط الأدبي والخطابي كان مشرفاً على المجلة الحائطية المدرسية التي تصدر شهرياً.
وأضاف قائلاً: "أما نشاطه الرياضي فقد كان يمثل في الإشراف على لعبتي كرة السلة والطائرة التي يمارسها الطلبة في فناء مدرستهم.. وكان قمة نشاطه يتمثل في تنظيمة وريادته لفرقة الكشافة التي تميزت بها مدرسة بازرعة كأفضل فرقة كشفية في مدينة عدن في ذلك الوقت.
كما صدرت صحيفة البعث في يوليو 1955م عن إصدار صحيفة صوت الطالب في عدد ممتاز ويتضمن العدد أخبار النشاط المدرسي ومجموعة من المقالات الشيقة التي تنم عن موهبة واستعداد جديرين بالثناء والتشجيع، وهذه الصحيفة التي تنشرها مدرسة بازرعة تحت إشراف الأستاذ/ علي عبدالرزاق باذيب فهي مطبوعة على الآلة الكاتبة).
في يوليو نشرت صحيفة البعث 1955م عن تنظيم جمعية مناصرة الطالب مباراة ودية خيرية بين فريق نادي الاتحاد المحمدي ونادي الشبيبة المتحدة (الوادي) وذلك في ثاني أيام عيد الأضحى السعيد وعلى ملعب استاد خزينة عدن (المقصود به ملعب الحبيشي حالياً) وستقدم جمعية مناصرة الطالب الفريق الفائز وسيكون دخل المباراة لصالح الطلاب، وأهابت الجمعية بالجمهور الكريم أن يتبرعوا بسخاء لهذا المشروع الجليل (جمعية مناصرة الطالب).
في 12 أبريل 1955م أقيمت في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية حفلة كبرى وقد تضمنت هذه الحفلة الشيقة عرضاً رياضياً وإلقاء بعض الخطب والقصائد وكذلك عرض طلاب المدرسة مشهدين من رواية صلاح الدين الأيوبي، عزف مقطوعة موسيقية جميلة بين كل فترة وأخرى، وقدم في هذا الحفل الطالبان علي عبدالله أبو بكر سالم باسندوة ونال إعجاب الحاضرين.
وفي ختام الحفل ألقى مدير المدرسة الأستاذ/ سعيد حسن مدي كلمة نوة فيها بالأعمال الطيبة التي تقوم بها هيئة التدريس، وعن الصعوبات التي واجهته واستطاع التغلب عليها، كما أعرب عن أسفه لعدم توفر بعض الإمكانيات المدرسية اللازمة كوجود مسرح وساحة كبرى .
حضر الحفلة الكبرى بالمدرسة عدد كبير من أباء الطلبة والأعيان والصحفيون، وخرج الجميع يلهجون بالثناء على المجهودات التي يبذلها أستاذ كبير من أساتذة الجيل بمعاونة هيئة التدريس.
وفي أغسطس نشرت الصحيفة خبراً عن الزيارات الميدانية لطلبة مدرسة بازرعة، حيث قام طلبة الصف الثاني شعبة (ألف) بالمدرسة بزيارة ميدانية لمركز الشرطة في كريتر، وتحت إشراف الأستاذ/ محمد عبدالله بازياد، كما قام طلبة الصف الثاني شعبة "باء" بزيارة مماثلة لنفس المركز، وتحت إشراف الأستاذ/ أبو بكر عبدالله زيد.
مدرسيـن أساتــذة وطلبــة بازرعــة
المدرسيــــن:
أشارت المصادر التاريخية المتعلقة بالحياة التعليمية أن الشيخ/ علي محمد بازرعة رحمه الله وطيب الله ثراه سعى إلى تطوير وتحديث مدرسة بازرعة لرفع مستواها التعليمي والتربوي، وذلك من خلال استجلاب مدرسين أكفاء وذات خبرة في المجال التربوي والتعليمي ومن هؤلاء المدرسين كالأستاذ/ حسين سالم باصديق كمدرساً للصف أي المرحلة المتوسطة ومع تكليفه بالنشاط الكشفي، فكان نائباً لمسئول الكشافة بالمدرسة الأستاذ/ عمر عبدالله باناجة "مسئولاً للنشاط الكشفي – للكشافة بالمدرسة، وأيضاً الشيخ مظهر الغرباني – إمام وخطيب مسجد أبان، والشيخ قاسم غالب، محمد عبدالله عوض بازياد، وعلي عبدالعزيز نصر، حسين محمد صالح كمدرسين، وكما ألتحق بالتدريس فيها بعض زعماء الحركة الوطنية اليمنية في شمال الوطن "سابقاً" أمثال: أحمد محمد الشامي، أحمد محمد نعمان، محمد محمود الزبيري.
وفي سياق ذلك يؤكد المرحوم القاص والأديب أثناء مقابلة صحيفة لأحدى الصحف قائلاً: "لقد عملت مدرساً في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية في النصف الأول من الخمسينيات من القرن الماضي مع زملائي المدرسين كالشاعر علي عبدالعزيز نصر (الذي صدر له ديوان شعر في أواخر الخمسينيات بعنوان) "كفاح شعب" والأستاذ/ علي عبدالرزاق باذيب، والشيخ/ قاسم غالب (الذي صار وزيراً للمعارف فيما بعد)، والشيخ/ مطهر الغرباني وغيرهم (انظر كتاب أربعينية الفقيد باصديق)، فالأستاذ/ حسين سالم باصديق عمل بالمدرسة من الفترة 1951 – 1956م.
في يناير 1955م نشرت الصحيفة خبراً وكان (عن سفر أول عدني إلى القاهرة للدراسة الموسيقى فهو أحد الطلاب والمدرسين بمدرسة بازرعة الأستاذ/ يحيى مكي، حيث تتلمذ على يده بعض الشباب الهواة لمدة طويلة بالمدرسة على مبادئ الموسيقى كالنوتة، والعزف على مختلف الآلات الموسيقية لفريق أي لفرقة طلبة مدرسة بازرعة.
ومن المدرسين أيضاً بمدرسة بازرعة الشيخ علي أحمد السليماني بعد عودته من جمهورية مصر العربية حيث عمل مدرساً للعلوم الدينية واللغوية وتقويم البلدان والتاريخ في عهد الشبح علي محمد باحميش، فهو أي السليماني من مواليد قرية السفال بمشيخة العوالق، وكذلك الأستاذ/ يحيى مكي كمدرساً لمادة الموسيقى للهواة ومن طلبة بازرعة .
كما تحدث الأستاذ/ عبدالله أحمد باعشن قائلاً: أنه عين مدرساً بالمدرسة وكان حينها الشيخ/علي محمد باحميش مديراً للمدرسة، وأما زملائه المدرسين حينذاك أمثال حمزة علي لقمان، ومحمد سعيد الصائغ والشيخ/ مطهر الغرباني، وبعد ذلك علي محمد باحميش عمل بالمدرسة أكثر من عشر سنوات وأصدر خلالها جريدتي الذكرى 1948م والعدني 1951م وعين عضواً في الجمعية الخيرية في عام 1955م فهو إماماً وخطيباً بجامع العيدروس وبعد ذلك عين مستشاراً لوزير العدل وكان من الأوائل المشاركين في برنامج إذاعة عدن منذُ تأسيسها عام 1954م، وكان يقدم برنامج حديث الجمعة إلى جانب ذلك كانت إذاعة عدن حينذاك تقوم بنقل خطبة الجمعة أسبوعياً من جامع العيدروس بكريتر للشيخ/ علي محمد باحميش وتوفي متأثراً بحادث سيارة.
ومن المدرسين الذين التحقوا بالتدريس بمدرسة بازرعة أمثال: محمد مكي، محمد صبحي المعاز الحجازي، وعباس حلمي، محمد سليمان متولي (مصرين)، خليل علي أبو غب (فلسطيني)، سعيد حسن مدي، محمد سعيد الصائغ، محمد عبدالله بازياد، أبو بكر عبدالله زيد، عمر عوض بامطرف، عمر عبدالله باناجة، حامد زليخي ووهبي عقبة، خالد صوري، وحسين العيدروس وغيرهم من الأساتذة الأجلاء الذين كان لهم دوراً مهماً في الحياة التربوية والتعليمية وتتلمذا العديد من طلاب مدرسة بازرعة على أيديهم لتلقي العلم والمعرفة والذين أصبحوا فيما بعد ذات شأن في المجتمع اليمني والحياة الاجتماعية والأدبية والفنية والسياسية ومنهم ممن تبوأ مناصب قيادية في الدولة والحكومة اليمنية.
الطلبـــــة :
لقد تلقى العديد من الطلاب في مدينة عدن وبالأخص في كريتر تعاليمهم بمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية ومن طلاب هذه المدرسة هم كالآتي:
يحيى مكي، أحمد بن أحمد قاسم، عمر عبدالله باناجة، عبدالله محمد كمراني، علي صالح، سعيد بازرعة، حسين صالح عولقي، خالد عبدالله قاسم (الهندي)، أحمد شريف الرفاعي، محمد علي الحبشي، يسلم سالم معاشر، علي عبدالله مغلس، ياسين علس، السيد أبو بكر محمد السقاف، جميل غانم، حامد مرشد، بدر سالمين باسنيد، صالح حميدان، محمد عبدالوهاب الشوذري، عبدالله أحمد محيزر، غازي باخبيرة، أبوبكر طرموم، محمد علي عبده، حسين سلام مسعود، عبده هزاع، محمود مدي، عمر جامع علي، عبدالواحد عبدالله إسماعيل، عمر الحاج عبده الدهبلي، عبدالمؤمن محمد سيف، محمد محسن مكاوي، فرج علي جوبان، عبدالعزيز صالح الضالعي، عبدالعزيز سالم الذيباني، ناصر الماس، حسين بافخسوس، عمر عوض بامطرف، علي عبدالله، وأبوبكر سالم باسندوة، وعبدالكريم توفيق، ومحمد عبده زيدي، وفضل النقيب، ومحمد مدي وغيرهم.
وأثناء لقائي بالأستاذ القدير حسين صالح العولقي مدير التوجيه بمكتب التربية عدن (سابقاً)، متقاعد حالياً، أحد طلبة مدرسة بازرعة في العام 1955م تحدث عن ذكرياته أيام دراسته بالمدرسة قائلاً: أتذكر حينذاك عندما كنت طالباً بالمدرسة وكان حينها الأستاذ الشيخ علي محمد باحميش مديراً للمدرسة، أما زملائي الطلبة أمثال محمود مدي، بدر سالمين باسنيد، محمد عبدالوهاب الشوذري، جميل غانم، أحمد بن أحمد قاسم، علي عبدالله مغلس، ياسين علس، علي محمد الحبشي، محمد زين، ومصطفى زين العيدروس، وأتذكر حينها كنت أنا وزملائي محمد عبدالوهاب الشوذري، علي محمد الحبشي نتولى مهام إعداد وتنظيم المجلة الحائطية بالمدرسة حيث تم تكليفنا من قبل إدارة المدرسة، أما المدرسين – الأساتذة في تلك الفترة هم أتذكر منهم الأستاذ/ خالد صوري، ووهبي عقبة، وحسين العيدروس، وحسين دربل، وغيرهم ولن تسعفني الذاكرة بذكرهم، وكما أنني أتذكر نحن الطلاب في سنة ثاني متوسط نقيم احتفالاً توديعاً للطلبة الذين أنهوا المرحلة أي سنة ثالث متوسط بالمدرسة، وأصبحت كعادة أو ظاهرة سنوية لطلاب مدرسة بازرعة، وأشير إلى أننا نحن طلبة المدرسة بعد انتهاء سنة ثالث متوسط البعض منا يلتحق بكلية عدن والبعض الآخر يلتحق بالكلية الفنية بالمعلا فأنا أحد الطلاب الذين التحقوا بالكلية الفنية آنذاك وأتذكر في هذه الكلية الفنية درس فيها الأستاذان علي سالم البيض وحيدر العطاس.
وكما تحدث الأستاذ حسين عبدالله بافخسوس رئيس شعبة التعليم بمكتب التربية بعدن، وأحد طلاب مدرسة بازرعة قائلاً: " لقد التحقت بمدرسة بازرعة في العام الدراسي 1965 – 1964م في الصف الرابع الابتدائي حينذاك، وكان فيها معلمين مقتدرين في العلم والتربية، وللأسف لم تسعفني الذاكرة بذكر أسماء هؤلاء المعلمين وأيضاً زملائي الطلبة، وقد حظينا منهم بتعليم ممتاز، ولم أنسى فضل هذه المدرسة التي لولاها لما حصلنا على فرصة للتعليم، وكون أنها كانت ملاذاً لأبناء المناطق خارج مستعمرة عدن، والذين لا يحملوا شهادة الميلاد من المستعمرة، حيث يتم قبولهم في المدارس الأهلية آنذاك، وأنا واحداً منهم" .
وأضاف قائلاً: "فكانت المدرسة رائعة بكل معاني الكلمة، وإنني أكن كل احترام وتقدير أكن كل احترام وتقدير لمالكي مدرسة بازرعة ومعلميها الأفاضل الذين منحونا فرصة التعليم في ذلك الوقت، وبعد عاماً دراسياً تركت مدرسة بازرعة وانتقلت إلى المعهد العلمي الإسلامي الأهلي بكريتر فهو المعلم الآخر كان له دوراً رائداً في التعليم حينذاك.
وينبغي أن نؤكد أن مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بعدن كانت مركزاً للتنوير والمعرفة وملاذاً لأبناء المحميات خارج مستعمرة عدن والذين لا يحملون شهادة الميلاد من المستعمرة، كونهم لا يتم قبولهم في المدارس الحكومية آنذاك، فكانت المدرسة مثالاً حياً في أداء رسالتها التربوية والتعليمية فقد خرج منها الآلاف من الطلاب وأصبح منهم الطبيب، والممرض، والمهندس، والسياسي، والوزير، والتاجر، والكاتب، والمربي.
المراجـــــــــــــــع الكتب :
1. كرامة سليمان مبارك، التربية والتعليم في الشطر الجنوبي، الجزء الأول، مركز الدراسات اليمني، الطبعة الأولى ، 1994م، صنعاء ، ص430 .
2. د/ شفيقة عراسي، السياسة البريطانية في مستعمرة عدن ومحمياتها (1937 – 1945م) دار جامعة عدن للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2004م، ص63، عدن.
3. د/ علي صالح لارضي، تاريخ التعليم في عدن، دار الثقافة العربية للنشر، جامعة عدن، الطبعة الأولى، 2001م، ص356، 357 .
ب. الصحف :
- صحيفة البعث، العدد (4) 22يناير1955م، ص5، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (6) 5فبراير1955، ص3، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (19) 7مايو1955م، ص1، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (21) 21 مايو1955م، ص9، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (11) 12مارس1955م، ص4، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (22) 16أبريل1955م، ص8، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (33) 4يونيو1955م، ص4، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (26) 12يونيو1955م، ص6، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (28) 16يوليو1955م، ص8، عدن .
- صحيفة البعث، العدد (13) 27أغسطس1955م، ص11، عدن .
- صحيفة القلم العدني، العدد (270)، 21يناير1959م، ص3، عدن .
- صحيفة فتاة الجزيرة، العدد (616)، 16أبريل1952م، ص12، عدن .
- صحيفة الأيام، العدد (4221)، 30 أكتوبر 2004م ، ص4، عدن .
- صحيفة الأيام، العدد (4321)، 1أغسطس2004م، ص2، عدن.
- صحيفة الأخبار، العدد (463) 14أكتوبر1964م، ص4 .
- صحيفة الطريق، العدد (1320)، 14سبتمبر2012م، ص7، عدن .
ج. النشرات :
- نشرة خاصة لأربعينية الفقيد الِأديب والقاص/ حسين سالم باصديق، رجل العطاء .. فمن يسد الفراغ . مؤسسة 14أكتوبر للطباعة 17، 69، 96، عدن
د. المقابلات :
-الاستاذ حسين صالح العولقي .
-الاستاذ حسين عبدالله بافخسوس.