آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
معركة بناء الدولة الجنوبية لا حياد في معركة التحرير والبناء!
(د / علي صالح الربيزي)

 

تعيشُ الدولةُ الجنوبيةُ الفيدراليةُ الحديثةَ معركةً حاسمةً على جبهاتٍ متعددةٍ، تبدأُ بمعركةِ بناءِ مؤسساتِ الدولةِ وترسيخِ دعائمِها، وتمرّ بمعركةِ تحريرِها من براثنِ الفسادِ المستشري، وتنتهي بمعركةِ فكِّ ارتباطِها بمنظومةِ صنعاءِ الماليةِ والإداريةِ والسياسيةِ.

إنّ هذهِ المعركةَ ليستْ رفاهيةً، بل هي ضرورةٌ حتميةٌ لضمانِ مستقبلٍ كريمٍ لأجيالِ الجنوبِ القادمةِ. فما قيمةُ الدولةِ دونَ مؤسساتٍ قويةٍ عادلةٍ؟ وما قيمةُ الحريةِ دونَ تحريرٍ من الفسادِ الذي ينخرُ عظامَها؟ وما معنى السيادةِ دونَ استقلالٍ تامٍ عن قوىِ الوصايةِ والتبعيةِ؟

إنّ الحيادَ في هذهِ المعركةِ ليسَ خيارًا، بل هو موقفٌ سلبيٌ يُعَدُّ خيانةً للوطنِ وقضيتهِ. فمن يقفُ على الحيادِ في وقتِ الأزماتِ والتحدياتِ لا يستحقُّ شرفَ الانتماءِ لهذا الوطنِ.

إنّ شعبَ الجنوبِ قدّمَ تضحياتٍ جسامًا في سبيلِ نيلِ حريتهِ وكرامتهِ، ولنْ يقبلَ أبدًا التراجعَ عن مكتسباتهِ أو التنازلَ عن سيادتهِ.

إنّ معركةَ بناءِ الدولةِ الجنوبيةِ مسؤوليةٌ تقعُ على عاتقِ كلِّ مواطنٍ جنوبيٍّ غيورٍ على وطنهِ. حانَ الوقتُ لتوحيدِ الصفوفِ ونبذِ الخلافاتِ والتفرقةِ، والعملِ بِإخلاصٍ وتفانٍ لبلوغِ أهدافِنا المشتركةِ.

إنّنا قادرونَ على بناءِ دولةٍ جنوبيةٍ قويةٍ ومزدهرةٍ، دولةٍ تُحترمُ فيها حقوقُ الإنسانِ، وتُسودُ فيها العدالةُ والقانونُ، وتُتيحُ الفرصةَ لأبنائها للعيشِ بكرامةٍ وحريةٍ.

فلنقفْ جميعًا صفًّا واحدًا خلف الممثل الشرعي للجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي في معركةِ بناءِ الدولةِ الجنوبيةِ، ولنُثبتْ للعالمِ أنّنا شعبٌ يستحقُّ الحياةَ الكريمةَ والحريةَ الحقيقيةَ.

إنّ معركةَ تحريرِ الجنوبِ من الفسادِ هي معركةٌ أخلاقيةٌ قبلَ كلِّ شيءٍ. فلا يمكنُ بناءُ دولةٍ قويةٍ وعادلةٍ على أسسٍ من الفسادِ والمحسوبيةِ.

يجبُ علينا مُحاربةَ الفسادِ بكلِّ الوسائلِ المتاحةِ، ومحاسبةَ الفاسدينَ دونَ ترددٍ.

إنّ مستقبلَ الجنوبِ مرهونٌ بقدرتنا على القضاءِ على الفسادِ، وبناءِ دولةٍ قائمةٍ على أسسٍ من النزاهةِ والشفافيةِ.

إنّ فكَّ ارتباطِ الدولةِ الجنوبيةِ بمنظومةِ صنعاءِ هو الخطوةُ الأخيرةُ في طريقِ تحريرِها.

لا يمكنُ للجنوبِ أنْ يتقدّمَ ويُحقّقَ طموحاتِهِ ما دامَ مُرتبطًا بنظامٍ فاسدٍ وقامعٍ.

إنّ معركةَ فكِّ الارتباطِ هي معركةُ سيادةٍ وكرامةٍ، وهي معركةٌ لا مفرّ منها للوصولِ إلى مستقبلٍ أفضلٍ لشعبِ الجنوبِ.

فلنُواصلْ نضالَنا من أجلِ بناءِ دولةٍ جنوبيةٍ حديثةٍ قويةٍ وعادلةٍ، دولةٍ خاليةٍ من الفسادِ والتبعيةِ، دولةٍ تُحترمُ فيها حقوقُ الإنسانِ وتُسودُ فيها الحريةُ والعدالةُ.

إنّ النصرَ حليفُنا إنْ صبرنا وثابرنا واتحدنا.

     عاشتْ الدولةُ الجنوبيةُ الفيدرالية




شارك برأيك