آخر تحديث :الاثنين 23 ديسمبر 2024 - الساعة:14:58:45
اليمن.. عدن بين نارَي حرارة الطقس وانعدام الكهرباء
(الأمناء / أشرف خليفة - إرم نيوز)

بات العيش هذه الأيام في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، "أشبه بالمستحيل"، وفق وصف نشطاء ومواطنين، صوروا الحالة القائمة في العاصمة المؤقتة بـ"القاتمة"، حيث يخوض اليمنيون معارك غير متكافئة من أجل البقاء، في ظل موجة حارة تشهدها البلاد، وانقطاعات متواصلة للكهرباء.

ويعيش أهالي عدن هذه الأيام، في قلب الموجة الحارٌة التي زاد من حرارتها الاحتباس الحراري بالإضافة إلى ما بات يُعرف بالعاصفة الشمسية، وسط رطوبة عالية، وكل هذا المعاناة، تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، لينعكس ذلك سلباً على الحالة النفسية والمعنوية للمواطنين.

وقالت الناشطة المجتمعية شفاء باحميش، "يتسم فصل الصيف في عدن، بارتفاع شديد في حرارة الجو، وهذا الأمر قد لا يكون استثناءً على عدن، فالكثير من البلدان والمدن في العالم، ترتفع درجات الحرارة فيها خلال هذا الفصل إلى أرقام قياسية في صورة مماثلة، إلا أن ما يستثني عدن، هو أن ذلك، يأتي في ظل انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، ولساعات طويلة متواصلة، مما يضاعف معاناة الأهالي إلى أقصى درجة".

وترى باحميش، في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن: "هذه الأزمة تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين معنوياً وصحياً؛ إذ يعانون من ارتفاع درجات الحرارة التي تصل أحياناً إلى 45 درجة مئوية تقريباً؛ مما يجعل الحياة شبه مستحيلة دون التبريد الكهربائي".

وبحسب الناشطة "تتفاقم المشكلة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود، التي لا تستطيع شراء مولدات كهربائية خاصة، حيث يُشكّل توفير بدائل للطاقة الكهربائية صعوبة كبيرة لدى العديد من الأسر، علاوةً على ذلك تواجه المستشفيات الحكومية والمرافق الحيوية، صعوبات كبيرة في ظل انقطاع التيار بشكل مستمر؛ ما يؤثر سلباً على توفير الخدمات الصحية للمواطنين".

وأشارت باحميش، إلى أن "الوضع الراهن، أدى إلى ازدياد الأمراض، بل أن الأمر تجاوزه إلى التسبب بحالات وفاة، طالت عدداً من سكان المدينة، ومن فئات متعددة، كباراً كانوا في السن أم صغاراً، شباباً أم أطفالاً من كلا الجنسين، إذ لوحظ أن معظم الوفيات تأتي نتيجة اختناق وأزمات قلبية، كل يوم تستوقفنا أخبار لوفاة أحدهم جراء تلك الأسباب، والأمر هذا أصبح كارثياً، يحتاج إلى تدخل لإنهاء هذه المعاناة".

مصادر بديلة

وتحدثت الناشطة المجتمعية بلسان أهل عدن، قائلة: "يطالب سكان عدن بضرورة التدخل السريع لحل هذه الأزمة المستعصية، والعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية في المحافظة، فالحل الأمثل يكمن في توفير مصادر بديلة للطاقة، والعمل على تحسين وصيانة الشبكة الكهربائية القائمة، لتخفيف معاناة المواطنين في ظل الحرارة الشديدة".

وسبب خبر وفاة شاب يبلغ من العمر 24 عاماً، بداية الأسبوع الجاري، حالة من الصدمة الكبيرة بين صفوف الكثير من المواطنين، في مدينة كريتر جنوب عدن.

حر خانق

ولفت الشاب أمير فؤاد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أنه رغم شبابه فإنه لم يعد يستطيع مقاومة الواقع المعاش المفروض عليه، لا سيما أن انعدام الكهرباء لفترات طويلة، فاقم من معاناة الحرّ الخانق، فكيف الحال مع الأطفال والنساء وكبار السن، فضلاً عن أصحاب الأمراض المُزمنة، مشيراً إلى أن توفر الكهرباء سيهون كثيراً من ارتفاع درجات الحرارة.

وتتراوح ساعات انقطاع الكهرباء بين 6 إلى 8 ساعات متواصلة، مقابل ساعتين تشغيل فقط، وبحساب بسيط، فإن عدد المرات التي يعمل فيها التيار الكهربائي على مدار 24 ساعة كاملة، من اثنتين إلى 3 مرات فقط في اليوم الواحد، لا تتجاوز في مدتها الـ 120 دقيقة في المرة الواحدة.

وأفادت مصادر طبية متطابقة لـ"إرم نيوز"، بأن "الكثير من حالات الوفاة التي شهدتها عدن مؤخراً، ناجمة عن مضاعفات شدّة حرارة الجو، في ظل انقطاع الكهرباء، وتشير العديد من حالات التشخيص لأسباب الوفاة، إلى ضيق في التنفس؛ ما يسفر عن أزمة قلبية أو ذبحة صدرية، إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، أحد الأمراض المزمنة التي ربما تقضي على صاحبها في ظل هذه الأوضاع".

ويقول الصحفي عبدالرحمن أنيس، إن "ما تعانيه عدن هذه الأيام، هو الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الناجمة عن الانحباس الحراري، شأنها شأن بقية المدن الحارة في العالم، لكن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، جعل التعايش معه أمرا مستحيلاً".

وأضاف أنيس، في حديثه لـ"إرم نيوز" أنّ "فئات كبار السن والأطفال، لا تتحمل إطلاقاً البقاء 8 ساعات متواصلة من دون كهرباء، في هذه الأجواء الحارة، فتلجأ الأسر المُقتدرة، إلى السكن في الفنادق، والتي تتوفر فيها الكهرباء طيلة الوقت لامتلاكها مولدات كهربائية لتشغيل التيار الكهربائي بشكل ذاتي بعيداً عن الكهرباء الحكومية، أما الفئات الضعيفة فتكون نتائج الانعكاسات عليها مأساوية".

وتعزو إدارة مؤسسة الكهرباء في عدن، أسباب انقطاع التيار الكهربائي، إلى عدم توفر المشتقات النفطية والوقود الخاص، بتشغيل المحطات؛ ما شكّلَ عجزاً في الطاقة التوليدية والقدرة التشغيلية.




شارك برأيك