آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
ما دلالات عودة قنصليتي الصين والهند للعمل من داخل العاصمة عدن؟
( الأمناء / أشرف خليفة :)

 

- ألا تمثل هذه الخطوة الإيجابية مؤشراً على استقرار الحالة الأمنية في عدن ؟

- وجود تمثيل دبلوماسي للصين له ثقل كبير ..ما أهميته للعاصمة عدن اقتصاديا وتجاريا ؟

- ما الجهود التي تُبذلها سلطات عدن لتهيئة البيئة الجاذبة لفتح السفارات والقنصليات ومقار المنظمات الدولية ؟

 

استأنفت الخارجية الصينية، الاثنين قبل الماضي ، نشاطها الدبلوماسي في اليمن، من خلال عمل قنصليتها في العاصمة عدن، بحضور القائم بأعمال السفير شاو تشنغ، الذي عقد حينها على مدار 3 أيام لقاءات عدة منفصلة مع رئيس الحكومة الشرعية ووزرائه  .

 

وبالتزامن، أعلن القنصل اليمني لدى مدينة مومباي الهندية، يحيى غوبر، افتتاح السفارة الهندية لدى جيبوتي قسمها القنصلي في عدن في غضون أسبوع.

 

نقطة فارقة :

 

وتشير القراءات الأوّلية إلى أن الوجود الدبلوماسي لبلدين كالصين والهند بشكل دائم داخل البلاد ومن عدن سيُشكل مرحلة جديدة ونقطة فارقة للحكومة الشرعية اليمنية، خصوصاً أنه يأتي عقب مرور ما يربو عن 10 سنوات منذ رحيل ومغادرة البعثات الدبلوماسية سفارات وقنصليات للبلاد؛ جراء انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة، وما تبعه من اقتتال شمل أجزاء واسعة من مختلف المحافظات.

 

ويتفق سياسيون ومراقبون وناشطون يمنيون على مدى أهمية وإيجابية تلك الخطوة في تعزيز موقف الشرعية الدبلوماسي والسياسي، ومؤشر على استقرار الحالة الأمنية في عدن، آملين في الوقت نفسه أن تحذو بقية دول العالم حذو كلتا الدولتين، والمجيء بممثليها الدبلوماسيين للعمل من الداخل.

 

ووصف مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رئيس مكوّن الحراك الجنوبي السلمي، ياسين مكاوي، قرار عمل القنصليتين من الداخل بـ"الاستثنائي"، معتبراً أنها "خطوة إيجابية ستفتح المجال أو ستُشجّع الكثير من البعثات، ولو بمستويات مختلفة، على الإسراع نحو عدن؛ ما سيُثبت حالة التطبيع للعمل الدبلوماسي فيها".

 

ولم يخفِ مكاوي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، رغبته فيما لو جاء استئناف كلتا البعثتين الدبلوماسيتين عملهما من داخل البلاد على مستوى السفارات، ولم يقتصر فقط على مستوى عمل القنصليات، معتقداً أنها مجرد بداية، وأن تلك الخطوة ستتبعها خطوات تدريجية لرفع نسق ومستوى التمثيل الدبلوماسي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية عمل القنصلية في تسهيل الكثير من الأمور الإدارية الخاصة بالتبادل التجاري، وتبادل النقل، وتسهيل المعاملات في كثير من المسائل الخاصة والعامة.

 

ودعا مكاوي جميع دول العالم للمجيء إلى عدن وفتح سفاراتها أو قنصلياتها فيها، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، والدول العربية قاطبة؛ من أجل تكريس حالة العمل الدبلوماسي من الأراضي المُحرّرة.

 

ويرى مكاوي أن وجود تمثيل دبلوماسي للصين، وهي إحدى الدول العظمى على مستوى العالم، والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، له ثقل كبير، كما أنها خطوة ستفتح المجال نحو اتجاهات عتيقة وتجارية تشكّل أهمية كبيرة لعدن، وهو تفعيل المشروع القديم، طريق الحرير، وأن تكون عدن ضمن إطاره.

 

نتاج طبيعي لنجاح السلطات :

 

من جانبه، ذكر نائب رئيس الشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، أنيس الشرفي، أن "قرار استئناف عمل القنصلية الصينية من العاصمة عدن يأتي نتاجًا طبيعيًّا لنجاح السلطات المحلية والقوات العسكرية وأجهزة الأمن في تطبيع الأوضاع واستتباب الأمن، وعودة الحياة الطبيعية، وهو أمر أخذ مساراً تدريجيا منذ سنوات".

 

وأضاف الشرفي، في حديثه لـ"إرم نيوز": "لقد باتت العاصمة عدن اليوم تعج بالحياة والنشاط، والوفود الدولية التي تتقاطر إليها من مختلف دول العالم، وهناك جهود كبيرة تُبذل من أجل تهيئة البيئة الجاذبة لفتح السفارات والقنصليات، ونقل مقار جميع المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى العاصمة عدن، إضافة إلى تشجيع طواقم البعثات الدبلوماسية الدولية لنقل وممارسة عملها من العاصمة عدن؛ إذ لم يعد هناك مبرر لتأخير نقلها".

 

وبحسب الشرفي، "أبدت العديد من البعثات الدبلوماسية الدولية توقها واستعدادها للانتقال إلى العاصمة عدن، إلا أن الجميع كانوا ينتظرون من يبادر، وطالما بادرت الصين ومن ثم الهند، فبالتأكيد ستتابع بقية البعثات الدبلوماسية الدولية فتح مكاتبها وإيجاد تمثيل لها في العاصمة عدن".

 

واستدرك بقوله: "إن محدودية وقلة البعثات الدبلوماسية التي لا تزال تحتفظ بمبانيها الخاصة في عدن، سيتطلب المزيد من الوقت لتمكين الحكومة والبعثات الأخرى من تأمين المواقع والمباني اللازمة لها في المدينة".

 

اعتراف دولي :

 

 إلى ذلك، علّق الصحفي عبدالرحمن أنيس على استئناف عمل القنصليتين من عدن في هذا التوقيت بقوله إن "جميع دول العالم، باستثناء إيران، تعترف بالمجلس القيادي الرئاسي سلطةً رسميةً حاكمة للبلاد، ولديها سفراء لدى الشرعية".

 

وتابع أنيس، لـ"إرم نيوز": "ربما لأسباب أمنية خلال الفترة الماضية حال الأمر بينهم وبين الوجود الدبلوماسي من داخل البلاد؛ إذ كان عدد من سفراء دول العالم لدى اليمن يقيمون ويؤدون عملهم من الرياض".

 

وطالب أنيس بقية دول العالم بفتح سفاراتها والوجود الدبلوماسي من داخل عدن؛ تعزيزاً لسلطة الحكومة الشرعية، من جانب، ومن جانب آخر، لم يعد هناك أي داعٍ لاستمرار عملهم من الرياض؛ فقد انتفى السبب الرئيس لذلك، على حد تعبيره.

 

وعن التمثيل الدبلوماسي الذي اقتصر على مستوى العمل القنصلي، يقول أنيس: "كبداية، فإن الأمر يعد جيداً وخطوة مهمة، لا سيما أن البلد يشهد وحشة دبلوماسية منذ أكثر من 9 سنوات". معربا عن أمله أن "يتسارع الأمر ويرتقي إلى مستوى عمل السفارة؛ لأن ذلك يوصل رسالة كبيرة بأن عدن باتت آمنة، وأصبحت مؤهلة لتكون عاصمة للبلاد بالفعل، وإن كانت مؤقتة".




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل