عدن عاصمتنا الحبيبة، تحمل تاريخاً عظيماً من الصبر والصمود والقوة، وقد عانت طويلاً تحت وطأة الاحتلال والفوضى والإرهاب، ولكنها استطاعت التحرر والنهوض والانتصار على تلك الظروف الصعبة.

فالعاصمة عدن لم تكتفي بالنجاة من الاحتلال والإرهاب، بل بدأت رحلة متواصلة لمحاربة الفساد وبناء مستقبل أفضل لأبنائها.

في السنوات الأخيرة، شهدت العاصمة عدن جهوداً حثيثة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، نجحت القوات المسلحة الجنوبية في تطهير أراضي العاصمة عدن من المجموعات الإرهابية الحوثية  والاخوانية وادواتهم داعش والقاعدة، واستعادة الأمن والاستقرار.

ومع ذلك، فإن التحديات لم تنتهِ بعد، حيث يظل الفساد عقبة كبيرة أمام تحقيق التنمية المستدامة والرخاء للمواطنين.

لكن الإرادة القوية والتصميم الثابت للقيادة السياسية العليا ممثلة بفخامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي حفظه الله ورعاه والسلطة المحلية بقيادة معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ احمد حامد لملس والمجتمع المدني للمدينة تعكس إصرارهم على مواجهة هذا العدو المخفي.

فقد شهدت العاصمة خطوات ملموسة نحو مكافحة الفساد، بما في ذلك تعزيز الشفافية من خلال الربط الإلكتروني لتحصيل الإيرادات المحلية، وتطبيق العدالة في مكافحة الفساد، وتعزيز دور المؤسسات الرقابية وتشجيع مشاركة المواطنين والقطاع الخاص في عمليات الرقابة.

علاوة على ذلك، فإن الاقتصاد المتنامي في عدن يعزز فرص التنمية ويخلق مساحات جديدة للعمل والاستثمار، مما يقلل من فرص الفساد ويعزز النمو الاقتصادي المستدام وبتعزيز الحوكمة الرشيدة وتشجيع الشفافية، يمكن لعدن وباقي محافظات الجنوب أن تحقق الانتصار الكامل على الفساد، تماماً كما انتصرت على الاحتلال والإرهاب.

باختصار، ورغم وجود بعض الهفوف والاختلالات والمشاكل الأمنية فعدن تمثل نموذجاً رائعاً للصمود والتحدي في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية.

ومع استمرار جهودها في مكافحة الفساد وتعزيز التنمية، فإن مستقبل عدن يبدو واعداً ومشرقاً، حيث ستظل هذه المدينة العريقة تنبعث منها روح الإصرار والتطلع نحو مستقبل أفضل.