يتوالى مسلسل الفضائح التي تشهدها مدينة تعز اليمنية الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، وآخر هذه الفضائح التي فاقت الخيال، ولا يتصورها عقل أو منطق، ولم تحدث في أي مكان آخر من بلدان العالم أجمع إلا في مدينة تعز التي كانت مدينة العلم والثقافة والحضارة وقبلة الثوار قبل أن تسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية منذ اندلاع الحرب في مطلع العام 2015م، والتي ضربت بكل القيم والأعراف والقوانين عرض الحائط، لتمارس بكل أريحية فيها أبشع الجرائم والانتهاكات وأعمال القتل والإبادة والاختطافات والاغتصابات والسطو على الممتلكات العامة للدولة والخاصة بالمواطنين، وعاثت في الأرض فساداً ودمارا وظلما وطغيانا.

 فضيحة جديدة لإخوان تعز:

قال المواطن محمد حسان لصحيفة "الأمناء" إن هناك وثيقة رسمية تكشف عن فضيحة جديدة تورطت فيها شرطة تعز التي تسيطر عليها جماعة الاخوان، حيث أصدرت إدارة الأدلة الجنائية بمباحث شرطة تعز شهادة حسن سيرة وسلوك لشخص محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل.

وأضاف حسان أن الوثيقة التي تحققنا منها، تؤكد أن المدعو "عاهد فهد طاهر رزاز"، الذي حكمت عليه محكمة غرب تعز بالإعدام رمياً بالرصاص، بتهمة قتل رجل الأعمال محمود الزوقري، حصل على شهادة حسن سيرة وسلوك من إدارة الأدلة الجنائية بتاريخ الثالث من فبراير الجاري.

تحدٍ صريح للقانون:

واعتبر مراقبون أن هذه الفضيحة تعكس السلوك الأخلاقي الرديء والتعامل القانوني السيء اللذين تمارسهما شرطة تعز تجاه ما يصدره القضاء من أحكام شرعية، وتشكل تحدياً واضحاً لسيادة القانون وحقوق الضحايا، مطالبين بفتح تحقيق عاجل في هذه القضية ومحاسبة المتورطين فيها بإحالتهم للمحاكم لينالوا جزاءهم العادل.

وأكدوا أن ما قامت به مباحث تعز من تبرئة الصحيفة الجنائية للقاتل "عائد" هو تواطؤ واضح من قبل الجهات الأمنية لتورطها في مساعدته ليتمكن من مغادرة البلاد.

يذكر أن قضية قتل الزوقري هزت الرأي العام في محافظة تعز، حيث تعرض للقتل بطريقة وحشية على يد جناة في 14 سبتمبر من العام 2020 بإطلاق الرصاص عليه على متن دراجة نارية بعد خروجه من منزله في جولة المرور بمدينة تعز.

وأدانت المحكمة المتهمين وقضت بإعدام كل من: بكر صادق سرحان، وعاهد فهد طاهر رزاز، وهمدان فارس مقبل، رمياً بالرصاص .

شرطة تعز تتحدى القضاء:

وفي سياق هذا المشهد العبثي للجماعة في تعز تحدث مسؤول قضائي في مدينة تعز - رفض ذكر اسمه - عن مواصلة تعليق جلسات محاكم تعز لأسبوع إضافي - هو الثالث - بعد أن كانت المهلة المحددة قد انتهت يوم الخميس الماضي  الموافق 15 من شهر فبراير الحالي.

ويأتي تعليق العمل بمحاكم تعز احتجاجاً على تقاعس قيادة الأمن ومحور تعز العسكري بضبط المدعو/ أسامة القردعي المتهم بارتكاب عدة جرائم آخرها جريمة اختطاف القاضي عبدالرحمن الحميري، والشروع في اختطاف القاضي سـفير عبدالرحمن الوتيري.

وأضاف المسؤول القضائي بأن قرار التمديد جاء إثر اجتماع لقضاة تعز الخميس الماضي في محكمة استئناف المحافظة، بعد أن تبين كذب المزاعم التي روجت لها الجماعة بضبط المطلوب أمنياً "القردعي" وسجنه في قيادة اللواء 170 دفاع جوي.

جماعة الإخوان تعبث بالدراسات العليا في جامعة تعز:

وقال سعيد عبدالله المرواني لصحيفة "الأمناء" إنه قبل 7 سنوات عين إخوان تعز الإصلاحي المدلل أيمن المخلافي مديراً لمكتب الشباب والرياضة بتعز، رغم أنه لا علاقة له بالمجال الرياضي وليس موظفاً رسميا بالوزارة، وليس لديه خبرات بالعمل الإداري، ونصبوه نائباً لصندوق النشء والشباب، وهو غير مؤهل ولا تنطبق عليه الشروط، وقبل شهر عينوه وكيلاً مساعداً لوزارة الشباب والرياضة بدون قرار وزاري.

وأضاف أن جماعة الإخوان أرسلوا له مناقشين من جامعة تعز إلى بيته ومنحته شهادة الماجستير رغم أنه لم يدرس ولا يعرف الجامعة، ولا يحق للجامعة بأن ترسل لجنة لمناقشة الماجستير لطالب إلى مكان تواجده، فإما أن يحضر للجامعة ويناقش بقاعات المناقشة في كلياتها أو يناقش عبر الاتصال المرئي أونلاين.

وأشار المرواني بأن الجامعة لأجل الطفل المدلل أيمن المخلافي أرسلت له لجنة للبيت وبأمر وتوجيه من خالد الوصابي "النكبة" وزير التعليم العالي، وكل هذا بخصوص المخلافي المدلل ليتصور مع لجنة المناقشة ومع وزير التعليم العالي "الوصابي" داخل قاعة بفندق بعدن وبمقابل 300 دولار بدل سفر لكل عضو باللجنة.

 واختتم المرواني  حديثه قائلاً: "المشكلة بأن أيمن المخلافي لم يدرس ولم يحضر حتى محاضرة واحدة بالجامعة أبدًا وحتى يوم المناقشة قال لهم بأنه وكيل للوزارة وليس متفرغًا للمناقشة فقالوا له اختار لك مشرفين ولجنة للمناقشة ونحن سنرسلهم إليك بعدن لتتصور معهم ونخرج لك شهادة تصلك للبيت".

شهادات الماجستير في حكم الإخوان:

وكتب محمد سعيد رسلان على صفحته الشخصية بالفيس بوك قائلاً: "المهم الله يرحمك يا جامعة تعز.. فكم كنا تتباهى بها وكم (طبلنا) لها بأنها جامعة رائدة وأنها تطبق المعايير والشروط حتى  (خربناها) بتطبيلنا لها، ولم يتبق اليوم إلا أن نقرأ عليها الفاتحة، فمنذ سيطر عليها الإخوان تحولت إلى دكان لبيع شهادات الماجستير على (المفصعين)  و(المقاوتة) وسائقي  (الوايتات) وناهبي الأراضي، وتوزع الشهادات على عصاباتها وحثالاتها دون حسيب ولا رقيب".