آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:01:00:12
صحيفة بريطانية : الحوثيون يستمرون في تحدي الهجمات الأميركية بالبحر الأحمر
(الامناء/العرب:)

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران السبت مسؤوليتها عن هجوم على ناقلة النفط (إم/تي بولوكس)، التي قال مسؤولون أميركيون الجمعة إنها أصيبت بصاروخ، في تأكيد جديد على أن جماعة “أنصارالله” تستمر في تحدي الأميركيين بالرغم من كل الهجمات التي طالت مواقع خاصة بهم.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في بيان “نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهداف لسفينة نفطية بريطانية في البحر الأحمر بعدد كبير من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة بفضل الله”.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان السبت إن أربعة صواريخ بالستية مضادة للسفن أُطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اتجاه البحر الأحمر على مدى عدة ساعات الجمعة. وأشارت تقديرات القيادة المركزية إلى أن ثلاثة من هذه الصواريخ على الأقل أُطلقت باتجاه السفينة التي قالت إنها ترفع علم بنما ومملوكة لجهة دنماركية ومسجلة في بنما.

وجاء في البيان أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن الناقلة المحملة بالنفط الخام تعرضت لهجوم بصاروخ وهي في طريقها إلى الهند. وقالت بيانات مجموعة بورصات لندن إن السفينة انطلقت من مدينة نوفوروسيسك الساحلية الروسية على البحر الأسود في 24 يناير، وكان من المقرر أن تفرغ حمولتها في باراديب بالهند يوم 28 فبراير.

وشن الحوثيون هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ على حركة الشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب منذ منتصف يناير الماضي، قائلين إن هذا يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقابل الأميركيون الهجمات الحوثية في انطلاقتها بعدم مبالاة، لكن تطورات الحرب دفعت الولايات المتحدة إلى مراجعة خطواتها.

وبالإضافة إلى العمل العسكري، تسعى واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، إذ أعادت تصنيفهم منظمة إرهابية الأسبوع الماضي، بعدما أسقطت التصنيف بعد تولي الرئيس جو بايدن منصبه. ودعت بريطانيا الصين إلى “استخدام نفوذها لدى إيران للضغط على الحوثيين في اليمن بشأن تصرفاتهم في البحر الأحمر”.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بنظيره الصيني وانغ يي، الجمعة، في مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، السبت. واتفق وزيرا الخارجية على أن البلدين يجب أن يستمرا في التواصل ضمن مجموعة من المجالات بما في ذلك الروابط التجارية، وتطوير الروابط الثقافية بين الشعبين، والعمل معا في مكافحة تغير المناخ.

وخلال اللقاء، دعا وزير الخارجية البريطاني الصين إلى استخدام نفوذها لدى إيران للضغط على الحوثيين في ما يتعلق بتصرفاتهم في البحر الأحمر. ولم يكن التمرد يشكل تهديداً عسكرياً متطوراً بشكل خاص، على الرغم من أنه كان يشكل خطراً على الحكومة الشرعية في اليمن وجيرانها، وخاصة المملكة العربية السعودية. وقليلون هم الذين أدرجوا الحوثيين كتهديد، حتى مع الأخذ في الاعتبار الأدلة المتزايدة على التعاون العسكري الإيراني مع المتمردين.

وتقول ماري بيث لونج وهي مساعدة سابقة لوزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي في وزارة الدفاع الأميركية في تقرير نشرته مجلة ناشيونال أنتريست إنه بعد 7 أكتوبر تغير كل شيء، إذ يشكل الحوثيون الآن تهديدًا خطيرًا للاقتصاد العالمي، ومن غير الواضح ما الذي يمكن فعله لوقفهم. ويشن الحوثيون الآن هجمات يومية بطائرات دون طيار وصواريخ ضد بعض الأصول العسكرية الأكثر تطوراً التي يقدمها تحالف الدول الغربية والإقليمية.

ولكن على الرغم من نشر بعض الأسلحة البحرية الأكثر تقدمًا في العالم، يبدو أنه ليس هناك الكثير مما يمكن للغرب وآخرين فعله بشأن حملة الحوثيين. ويخشى البعض أن يؤدي التصعيد العسكري ضد المتمردين اليمنيين إلى توسيع نطاق الصراع في غزة أو أن يصب في مصلحة إيران، التي تستفيد بشكل كبير من استخدام الحوثيين وآخرين في حملتها لإخراج الوجود العسكري الأميركي من المنطقة.

ويأمل آخرون أن تؤدي زيادة الضربات ضد المواقع العسكرية للحوثيين واعتراض الأسلحة الواردة إلى ردع المتمردين وتمكين قوات التحالف من تأمين المياه الدولية الحيوية، وهو الأمر الذي يبدو غير مرجح، على الأقل على المدى القصير. كما أن الخطة الحالية ـ حتى لو نجحت ـ لا تشكل حلاً طويل الأمد.

وفي حين أن الرد العسكري حتى الآن قد يؤدي إلى تدهور قدرات الحوثيين إلى حد ما، فإن التكلفة غير المتناسبة التي يتحملها أعضاء التحالف البحري لنشر السفن والطائرات وغيرها من الأصول المتقدمة – ناهيك عن تكلفة الذخيرة المستهلكة وتكاليف الأفراد – لا يمكن مقارنتها بالتكلفة الاقتصادية المتواضعة المفروضة على الحوثيين بسبب اعتداءاتهم.

ولم يعد بوسع الولايات المتحدة، وغيرها من الدول، أن تتجاهل الحاجة الملحة إلى تعزيز الوجود العسكري في أماكن أخرى، فيما لدى الحوثيين الكثير ليكسبوه ولن يخسروا الكثير من عملياتهم البحرية.


 



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل