آخر تحديث :الاحد 29 ديسمبر 2024 - الساعة:02:12:36
أزمة بعد أزمة 
(بقلم: د. جمال أبوبكر عبٍّاد)

لقد أصبحنا اليوم نعيش أزمات سياسية، اقتصادية،اجتماعية و مالية خلفت وراءها فقر مدقع وشعب جائع يبحث عن لقمة العيش الكريم على أرضه المحررة.

أن الفساد المالي والاداري في أجهزة الدولة هو السبب الرئيسي وراء كل شي فيما يحصل اليوم ولذلك فمن هو المسؤول عن هذا الأمر كما أننا لسنا بحاجة ماسة إلى تغيير حكومة بحكومة أخرى إذا لم تكن هناك معالجات حقيقية للوضع الراهن قبل كل شي وان تغيير سائق القاطرة بسائق اخر لايعني القاطرة سوف تمشي اذا كانت القاطرة هي أصلا عاطلة ولا تصلح للحركة الوطنية ولذلك من الضروري اصلاحها قبل كل شيحتى نتمكن من السير إلى الامام 

أننا اليوم في مقدمة دول العالم من حيث الفساد المالي والإداري و كذلك من الدول الأشد فقرا و على أبواب المجاعة اذا لم نكن قادرين على إصلاح الوضع الراهن و بشكل عاجل سريع جدا جدا.

الأمر يحتاج إلى جلوس الكل على طاولة حوار وطني للخروج بحلول تخدم المجتمع و هذه الحلول لن تكون سهلة و لكنها تريد من الجميع تضحيات و تنازلات سياسية واقتصادية واجتماعية بعيداً عن أي اهداف أو أجندات معينه تعيق عملية العمل السياسي والوصول إلى الخروج من هذه الأزمة التي تهدد الجميع دون استثناء.

الحوار بات اليوم هو مفتاح بوابة الحل الوحيد الذي ممكن أن نصل إليه ولا يوجد غيره قبل أن تقع الكارثة الإنسانية في الجنوب العربي و تخرج عن نطاق السيطرة عليها من خلال ما يقوم به اصحاب المصالح الشخصية الضيقة من هدم كل القيم الإنسانية التي ترتكز عليها الأمم و الشعوب لبناء أوطانهم وليس من الضروري أن نتمسك في مواقفنا على حساب معاداة شعبنا أو على حساب ادلاله لنصبح فريسة بيد من لا يستحق.

اليوم لدينا من العقول الكافية للخروج من هذا الوضع المعيشي الصعب لكننا لا نريد أن نستفيد من هذه العقول وانما نذهب بعيداً عنها و ايضا تم تهميشها للاسف الشديد وإحلال في محلها ضعاف التفكير و الفكر الصحيح و ايضا من الطبيعي أن يكون الثمن باهض و غير مجدي ومصيره الفشل في كل مناحي الحياة إذا لم نضع للوضع الراهن.

أن الحلول المنقوصة غير مجدية وهي سوف تعيدك إلى مربعات أخرى قد تجاوزتها في الماضي و تعمق من النزاعات الدموية و زرع الفتنة بين الجنوبيين أنفسهم.

للعلم الجولات الدبلوماسية ليست مؤشر لإنهاء أزمة وانما هي عمل تقليدي فقط وسياسة النفس الطويل في الوقت الحالي يعد تعقيد حقيقي للازمة الاقتصادية و معانات شعب الجنوب وتهديد الأمن و السلام في الجنوب و المناطق المحررة بشكل عام.




شارك برأيك