آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:16:59:41
تقرير : النصب التذكاري للشهيد الجنوبي .. رمز الفداء وقصة صمود في وجه المحو والتدمير
(الأمناء / متابعات خاصة:)

كيف حرص شعبنا الجنوبي على تمجيد وتخليد شهدائه بنصب الجندي المجهول بالتواهي؟

لماذا قام الاحتلال اليمني بتدمير نصب الشهيد الجنوبي بعد حرب 1994م؟

من صاحب فكرة إقامة النصب التذكاري لشهداء نخبة حضرموت؟

كيف أسهمت توجيهات اللواء البحسني بتنفيذ المشروع ليصبح واقعا ملموسا اليوم؟

 

بعد الاستقلال الوطني الأول للجنوب في 30 نوفمبر 1967 م تم اختيار 11 فبراير من كل عام كمناسبة وطنية للاحتفاء بيوم الشهيد الجنوبي، وجعله من المناسبات الوطنية لتخليد نضالات وتضحيات وبطولات شعبنا من أجل الحرية والاستقلال، وفي الوقت ذاته إحياء بطولات وأمجاد من استشهدوا في سبيل وطننا الجنوب عبر مراحل ومحطات التاريخ المختلفة.

 الشعوب المناضلة والحية تحرص على تمجيد وتبجيل وتخليد شهدائها بطرق ووسائل وتقاليد ثقافية مختلفة وتبني وتشيد الصروح الكبيرة المقدسة  لهؤلاء الشهداء الميامين، في أكبر وأجمل  الساحات العامة في العواصم الوطنية.. وعند هذه الساحات التي تتحول إلى واحدة من أبرز المعالم والمزارات الوطنية والتاريخية توقد الشعلة، والتي يطلق عليها في بعض البلدان تسمية ضريح الجندي المجهول.

 

ضريح الجندي المجهول:

 من التقاليد والواجبات والاحتفالات الرسمية، تأتي زيارة هذا الصروح ووضع أكاليل الورود من قبل قيادة الدولة وممثلي منظمات ومؤسسات المجتمع المدني والطلاب وممثلي القوات المسلحة وفي مناسباتها وأعيادها الخاصة والوطنية والتاريخية يمثل تقليداً وطنياً  عريقاً لدى الكثير من الشعوب ودول المعمورة  بما فيها شعب الجنوب، كما يعتبر زيارة الوفود الرسمية الرفيعة من الدول الأخرى لهذا الصرح ( ضريح الجندي المجهول ) أحد برامج هذه الزيارات التي تحمل في مضامينها دليل احترام وتقدير وتبجيل الزوار الأجانب لبطولات وتضحيات الشعب الذي يزورونه.

 

الاحتلال اليمني وتدمير النصب التذكاري بالتواهي:

بعد الاستقلال الأول من الاستعمار البريطاني لوطننا الجنوب، تم إنشاء الصرح الذي يخلد نضالات شعبنا وتضحيات شهدائه الأبرار، وذلك في مدينة التواهي وفي ساحة عامة ، وتحديداً بجانب حديقة التواهي وأمام مبنى التلفزيون سابقاً .. ظل هذه النصب التذكاري حتى احتلال وغزو الجنوب في صيف 1994م معلما وطنياً جنوبياً برمزيته النضالية الكبيرة،  وتم تدميره من قبل قوى الاحتلال اليمنية ، لا لشيء سوى انه رمز ثقافي وتاريخي لنضال وتضحيات شعبنا، و في سياق نهج سياسي لنظام الاحتلال الذي كرس لطمس كل ذي صلة بهوية الجنوب وإلغاء ومحو مآثر وشواهد تاريخه العريق.

 

بقايا أطلال النصب التذكاري لشهداء الجنوب:

 ولا زالت بقاياه (النصب التذكاري لشهداء الجنوب) موجودة حتى اليوم في ذات المكان المهيب.. ذلك النصب الشامخ، الذي كتبت عليه عبارة "كنتم الطليعة وستظلون رمزاً لتضحيات شعبنا"، مع مجسم من البرونز لشهيد يحضنه رفيقه، هذا المجسم تم نهبه ضمن غنائم قوى الغزو الشمالي في صيف 1994 م  (تم نهبه ورميه في أحد أحواش منزل الشيخ الأحمر  في صنعاء).

 

شعلة "ثورة أكتوبر" المجيدة:

أمام هذه الصرح كانت الشعلة "شعلة الثورة" ثورة أكتوبر المجيدة، وقد شكل مزاراً تضع أمامه الزهور وتنحني له الهامات تقديراً وتبجيلاً لتضحيات الشهداء، بل كان مدرسةً تربوية للأجيال يتعلمون منه وعنده الكثير من العبر والدروس والتجارب الوطنية لمعاني الفداء والتضحية ويتعرفون على مآثر وبطولات وتضحيات آبائهم وأجدادهم رواد الثورة والتحرير، وعلى وجه الخصوص الشهداء منهم باعتبارهم أشرف وأنبل واشجع من انجبتهم هذه الأرض وأكثرهم وفاءً وولاءً وإخلاصًا لوطنهم الجنوب وشعبهم الذي استرخصوا في سبيله الفداء والتضحية بأغلى ما يملكون، بدمائهم وحياتهم .. وهل هناك عند الإنسان ما هو أغلى من حياته ليهبها لوطنه؟  ورغم التدمير والمحو الممنهج، إلا انه ظل ومازال شامخاً برمزيته، عامرا برسائله ودلالاته ودروسه وعبره.

 

النصب التذكاري لشهداء النخبة الحضرمية:

وفي محافظة حضرموت شُيّد مؤخرا النصب التذكاري لشهداء قوات النخبة الحضرمية تمجيداً وتخليداً لذكرى الشهداء خلال معارك التحرير ضد الإرهاب.

وفي يوم الـ 24 من أبريل من العام 2022 ، الذي يصادف الذكرى السادسة  لتحرير ساحل حضرموت من قوى الشر والإرهاب والتخلف، لا يسعنا إلا أن نستذكر ذلك الانتصار وأبطاله ورجاله ورموزه، وفي مقدمتهم شهداء ذلك اليوم، وما تلاه من معارك على فلول الإرهاب.. لنعيش بشرف وكرامة على أرضنا فإننا نجدها فرصة في هذه الذكرى الغالية واليوم التاريخي المجيد والمناسبة الغالية على قلوب جميع الحضارم في الداخل والخارج وجميع أبناء الوطن الجنوبي الواحد من المهرة إلى باب المندب  بأن نترحم على أرواح شهداء حضرموت الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما يملكه الإنسان، ألا وهي روحه وحقه في الحياة لننعم نحن وتنعم أرضنا وأرض أجدادنا حضرموت بالأمن والاستقرار. 

 

فكرة إقامة النصب التذكاري لشهداء حضرموت:

الأستاذ مروان علي الحمومي - عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي - هو صاحب فكرة إقامة النصب التذكاري وساحة شهداء حضرموت، وهو من سعى لتنفيذ هذا المعلم والرمز ليكون شاهدا على بطولاتهم وموثقا لمعركتهم ضد الإرهاب على مدى الزمن..  فقد تقدم بفكرة المشروع في تصور متكامل إلى قيادة التحالف العربي في حضرموت لاعتماده وتمويل تنفيذه.. و نجح في ذلك وتم اعتماد المشروع مع تكلفته وتم تحويل التصور مباشرة  وبشكل رسمي من قيادة التحالف العربي إلى شعبة الاشغال العسكرية في قيادة المنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني قبل أن يتولى منصب محافظ حضرموت.

 

توجيهات اللواء البحسني بتنفيذ المشروع:

 وبدوره وجه اللواء البحسني بتنفيذ المشروع وكلف الأخ مروان الحمومي ليكون المشرف العام لتنفيذه. وبفضل حماس وجهود الأخ مروان وكل العاملين في هذا المشروع، تم تنفيذ المشروع، بعون وتوفيق المولى، على أعلى مستوى من الجودة، ليتحول  إلى معلم و رمز تاريخي على أرض الواقع، وفاء وعرفانا لشهداء حضرموت وتم افتتاح المشروع رسميا في تاريخ 25 ابريل 2019 ضمن أنشطة وفعاليات الذكرى الثالثة لتحرير مدن ساحل حضرموت من الإرهاب.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل