آخر تحديث :الاربعاء 25 ديسمبر 2024 - الساعة:16:36:13
تقرير خاص : مناطق الجبهات في الضالع.. موجات نزوح وتردٍ في الخدمات الصحية وتفشٍ للأوبئة
(الضالع / الأمناء / جمال المحرابي:)

كارثة إنسانية تفتك بأطفال الضالع سببها التخاذل الحكومي وعزوف المنظمات

الأهالي يطالبون الحكومة والمنظمات الإنسانية بإنقاذ الأطفال من أمراض سوء التغذية

 

تمثل محاربة سوء التغذية بجميع أشكالها واحدةً من أكبر التحديات التي تواجه الصحة العمومية في العالم لما لها من تداعيات خطيرة ودائمة بالنسبة إلى الأفراد وأسرهم والمجتمعات المحلية والبلدان، وتتعرض فئات النساء والرضع والأطفال والمراهقين بصفة خاصة لمخاطر سوء التغذية ومن الضرورة بمكان الاستثمار في الاحتياجات الغذائية.

 

زيادة معدلات سوء التغذية:

وبعد أكثر من تسعه أعوام من النزاع والحرب المستعرة التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على مناطق شمال وغرب الضالع يشكل سوء التغذية مصدر قلق كبير في أجزاء كثيرة من مناطق ومديريات الضالع، وأدى تدهور الخدمات الصحية والأزمة الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية للمتطلبات الأساسية للعيش إلى جانب صعوبة الحصول على مياه الشرب المأمونة إلى زيادة معدلات سوء التغذية، وأصبح الوصول إلى الخدمات الصحية والتغذية وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة أكثر صعوبة.

 

الضالع محافظة منكوبة:

فالضالع هي المحافظة المنكوبة والتي تعيش اوضاع استثنائية صعبة جدا وذلك بسبب الحرب القائمة على الحدود وبسبب موجة النزوح الكبيرة للسكان الذين يعيشون في مناطق التماس والذين اجبرتهم الحرب على ترك منازلهم والتوجه اليها ، اضافة الى غلاء المعيشه وانعدام فرص العمل وانعدام الخدمات الصحية التي ادت الى تفشي الأوبئة والأمراض وإصابة الأطفال بالأمراض وسوء التغذية.

فقد وصلت أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم والمتوسط الى أكثر من 36000 حاله بمعدل 30% من اجمالي الاطفال و6 حالات وفاة بأمراض سوء التغذية خلال الاشهر الاخيرة من عام 2023 حسب التقارير المرفوعة من قبل الفرق الميدانية التابعة للعربات المتنقلة لمنظمة اليونسيف العاملة في المحافظة والتي عملت على معالجه ما يقارب من 24000 الف حاله من امراض سوء التغذية بنوعيه الوخيم والمتوسط.

 

تردي الوضع الإنساني:

أكثر من 36 ألف طفل يعاني من سوء التغذية وما يقارب نسبة 13% من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة مهددة للحياة في حال لم تعالج بصورة عاجلة فيما تصاعد معدل سوء التغذية بين الأمهات بنسبة 25% مما يعرض النساء والأطفال الحديثي الولادة للخطر ويعد الأطفال والنساء من الفئات الأكثر هشاشة وسط النزاعات، وللصراع الدائر في البلد أضرار فادحة طاولت قدرة الناس على الصمود، وأضعفت إمكانية العديد من الأسر في الحصول على الأغذية المغذية والآمنة والميسورة الكلفة، مثل الفواكه الطازجة والخضروات والبقوليات واللحوم والحليب، وترتبت آثار وخيمة على تلك الأسر وصحة أفرادها كما ان الطبيعية الجغرافية لكثير من مناطق الضالع ساعدت في تردي الوضع الانساني من خلال وعورة الطرقات التي تربط بين مديريات المحافظة والوضع المعيشي الصعب للأهالي بتلك المناطق وتشير الإحصاءات إلى أن طفلا واحدا من بين كل خمسة دون سن الخامسة في أنحاء مختلفة في مناطق مديريات الضالع يعاني من سوء تغذية حاد، وأن 45% من الأطفال يعانون من التقزم، وأكثر من 86% يعانون من فقر الدم، ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد بسبب الوضع المعيشي الصعب .

 سوء التغذية يتسبب في تبعات خطيرة على الأطفال الأشد ضعفا ويترك تبعات مدمرة على حياة النساء وعافيتهن، ويفاقم الفقر مخاطر الإصابة بسوء التغذية والمخاطر التي تنتج عنه، والأشخاص الذين يعانون من الفقر أشد تعرضا للإصابة بمختلف أشكال سوء التغذية، فهم يضطرون إلى تدابير يائسة لإطعام أنفسهم وأسرهم، ولهذا الأمر تداعيات كبيرة على الصحة البدنية والعقلية.

 

عزوف المنظمات الإغاثية:

محافظه الضالع تلك المحافظة التي لم تبخل يوما تجاه الوطن يجري معاقبتها نظير ما قدمته من تضحيات على كل ربوع الوطن، وذلك من خلال انعدام الخدمات وشحة المساعدات الانسانية وعزوف المنظمات الاغاثية عن تقديم المساعدات وهو ما زاد من تفاقم الوضع الانساني وزيادة حدة المعاناة لدى المواطنين، كما ان تدهور الوضع الاقتصادي القى برمته على كل مناحي الحياة حيث زادت نسبة تسرب الاطفال من المدارس وتفشي الزواج المبكر للفتيات نتيجة لتلك الظروف الاقتصادية والوضع الذي يمكن وصفة بالكارثي حيث تعاني محافظة الضالع من شحة المساعدات الانسانية وتخاذل الحكومة عن الأوضاع الكارثية التي تعيشها محافظة الضالع وعزوف المنظمات الاغاثية عن تقديم الدعم إلا ما ندر.

 

صرخة مدوية:

فالعديد من المنظمات الدولية الإغاثية التي كانت تعمل في مجال الصحة توقفت انشطتها وآخرها العربات المتنقلة التابعة لمنظمة اليونسيف والتي كانت تعمل على مكافحة أمراض سوء التغذية في المحافظة توقفت عن العمل حسب تأكيد المواطنين الذين وجهوا صرختهم المدوية إلى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بسرعه التدخل في المحافظة لإنقاذ الاطفال الذين تقتلهم امراض سوء التغذية والامراض الاخرى ، و تقديم المساعدات لتخفيف من المعاناة لدى الاهالي ولاسيما مع قدوم شهر رمضان الكريم وزيادة احتياجات الناس الذي يقابله ارتفاع في اسعار المواد وانقطاع الرواتب وانهيار سعر العملة المحلية وانعدام فرص العمل.

 

آثار أخرى لسوء التغذية:

كما يعد النظام الغذائي غير الصحي وسوء التغذية من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض أمراض القلب والأوعية، وتؤدي التغذية غير الكافية إلى ضعف التطور الإدراكي، وإضعاف جهاز المناعة، وبحسب تقارير أممية يزيد ضعف أجهزة المناعة من خطر الوفاة بين هؤلاء الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تصل إلى 11 مرة مقارنة بالأطفال الذين يتغذون جيدا.




شارك برأيك