آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:16:41:07
تلاش وانحسار.. دلائل في فشل إخوان اليمن بإحياء «نكبة فبراير»
(الامناء/العين الاخبارية:)

انحسرت وتلاشت، ولم تعد تغري اليمنيين الذين اكتوت أجسادهم بنار الإخوان.. هذا هو حال ما يسمى بـ«أحداث 11 فبراير/شباط»، التي صعد فيها الإخوان إلى سدة الحكم بالبلاد.

وفشل الإخوان هذا العام بإقامة أي فعاليات جماهيرية للاحتفاء بما يسميها اليمنيون "يوم النكبة"، أي الذكرى الـ13 لأحداث فبراير/شباط باستثناء فعاليتين حضرهما بضعة أشخاص في تعز ومأرب، حيث معاقل الإخوان الأخيرة في اليمن.

ووقفت الناشطة الإخوانية توكل كرمان خلف تمويل الفعاليتين، اللتين كشفتا عن  مدى تلاشي وانحسار أعداد المناصرين لأحداث فبراير/شباط بما في ذلك أنصار الإخوان الذين اكتووا بسوء الأوضاع الناجمة عن سقوط النظام الجمهوري.


وحتى على مستوى قادة الإخوان، فضل كثيرون الصمت فيما خرج آخرون كالقيادي الإخواني حميد الأحمر وتوكل كرمان من منفاهما للدفاع عن 11 فبراير وتحميل ما سموه بـ«الثورة المضادة» مسؤولية سقوط الحكم في صنعاء.

تنسيق إخواني حوثي
وتأتي الذكرى الـ13 من نكبة فبراير/شباط في خضم ظهور تحالف الحوثيين والإخوان للعلن بعد أن ظل سرا لسنوات، وكانت ساحات «فبراير» هي المهد والنواة الأولى لهذا التحالف الذي جلب الحوثيين من جبال صعدة إلى قلب صنعاء.

وقال ناشطون يمنيون إن الانقلاب الحوثي في اليمن لم يتحقق خلال سبتمبر/أيلول من عام 2014، ولكنه وقع في 11 فبراير/شباط عام 2011 بعد أن عبّد الإخوان طريق الحوثيين.

وأشاروا إلى تنسيق إخواني حوثي، وانقلاب مبكر شهدته اليمن في بداية 2011، خططت له الجماعتين، مهد للحلقة الأخيرة في سلسلة التهيئة للانقلاب الكامل على الدولة والجمهورية أواخر 2014، وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وتقاسم السلطة بين الجماعتين الإرهابيتين.

وبحسب الناشطون فإن مليشيات الحوثي أسقطت العاصمة اليمنية صنعاء في 11 فبراير/شباط 2011، وليس في 21 سبتمبر/أيلول 2014، مشيرين إلى أن "حزب الإصلاح اليمني (الإخوان) ومن تحالف معه أول من جاء بالحوثي إلى صنعاء وتحالف معه".

كما أن معسكرات الدولة ومؤسساتها سقطت في الجوف وصعدة وصنعاء بيد المجاميع الخارجة عن الدولة في 2011، وليس كما يحاول البعض أن يصوره بأنه حدث في 2014 فقط.

وكتب قائد لواء الحسم سابقا ورئيس التحضيرية العليا لتحالف قبائل اليمن الاتحادي، العميد فيصل الشعوري أن "الاحتفال بنكبة 11 فبراير/شباط وقاحة فهي ليست ثورة وإنما كانت خيانة عظمى ولا تزال آثارها الكارثية جارية حتى اليوم".

 وأكد على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقا) أنه "كان من المفترض أن من دعوا لما يسمى بثورة فبراير أن يحاكموا، لا أن يمنحوا المناصب، إذ ‏لا يوجد لها مبرر غير الخيانة العظمى من قبل حزب الإصلاح والأحزاب المشاركة معه في هذا الحدث المشين".

تداعيات كارثية
الباحث في الشأن السياسي، ورئيس المنتدى الشبابي للتنمية السياسية، أصيل محمد، اعتبر أن تداعيات فبراير/شباط كانت كارثية على الدولة اليمنية، وفَتحت المجال أمام صعود الحوثيين للسيطرة على شمال اليمن.

وقال لـ"العين الإخبارية" إن "الاحتجاجات أدت إلى الفوضى وزعزعة استقرار الدولة، وانهيار العديد من المؤسسات الأمنية والعسكرية، وفاقمت من الانقسامات السياسية والطائفية في اليمن، وزادت من حدة التوتر بين مختلف الأطراف، واستغلت خلالها المليشيات الحوثية والإخوان حالة الضعف والفوضى لتوسيع نفوذها وسيطرتها على مناطق مختلفة.

ويعتقد الباحث السياسي أصيل محمد أن شخصا مثل القيادية الإخوانية توكل كرمان، قادت تيارا من الناشطين الذين دعموا نكبة فبراير/شباط، واتخذوا موقفًا تقاربيًا من الحوثيين، وهذا التقارب ناتج عن مصالح مشتركة بين تيار 11 فبراير/شباط والحوثيين.

وأشار رئيس المنتدى الشبابي للتنمية السياسية إلى أن تداعيات نكبة فبراير/شباط لا تزال تلقي بظلالها على اليمن، حيث أدت إلى هدم الدولة وفتح المجال أمام صعود الحوثيين للسيطرة على شمال اليمن؛ وهذا التقارب بين تيار 11 فبراير/شباط والحوثيين يشكل خطرًا داهما وحقيقيا على مستقبل اليمن.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل