آخر تحديث :الاحد 29 ديسمبر 2024 - الساعة:02:12:36
التغيير الحكومي وحراك التسويات والحلقة المفقودة 
(بقلم اللواء ركن طيار / قاسم عبدالرب العفيف)

بالتوازي مع تغيير رئيس حكومة الشرعية  يجري حراك سياسي في اليمن من خلال ظهور   المبعوثان  الأمريكي والأممي في بعض العواصم العربية المنخرطة بالتسوية التي  تعثرت  لفترة وجيزة بينما حرب  الممرات التي انخرط بها  الحوثي مستمرة في البحر الأحمر  وكذا ازدياد الأعمال  القتالية على طول خط المواجهة مع الجنوب ومن جانب آخر يقوم التحالف الغربي بتوجيه  ضربات جوبه لمناطق الحوثي  كل ذلك النشاط السياسي والحربي يجري في وقت واحد وكأننا تشاهد فيلم  هندي   معد  بعناية فايقه والسؤال كيف سيتم جمع أطراف الأزمة والمشهد السياسي والعسكري مبعثر ولا يجمعه  أي جامع وكل حدث منفصل عن الآخر هل نحن أمام مسرحية أعدت سلفا وتجري فصولها تحت إشراف مخرج عالمي وإقليمي وهل  يستطيع أن يصل إلى النهاية التي يريدها ويتم فرضها  على واقع لا يتحمل الكثير  من فصولها؟  
 الحوثي انقلابي وتحركه أجندات إقليمية لا علاقة لها بالمجتمع اليمني والشرعية كطرف أصبحت في العناية المركزة ولا تستطيع أن تؤثر على الواقع التي هي فيه وتستمد ديمومتها من الدعم الإقليمي والدولي ومجلس انتقالي يمثل الجنوب مقيد في شراكه مع الشرعية المغيبه ويشاهد معاناة شعب الحنوب ولكنه غير قادر على رفعها او ازالتها  بسبب عدم تمكنه من إدارة شؤن الحنوب بشكل مستقل حتى الان 
   امام هذه التعقيدات التي نراها امامنا  يرتسم مشهد   سياسي وعسكري متناقض كيف سيتم إدارة تسويات دون الخوض في تفاصيل ذلك المشهد المعقد هل سيتم  فرض تسويات سياسية من بنات افكار الدول المنخرطة بالتسوية؟ وهل ستكون ملاءمة لما يجري على. الواقع  ؟ وما هي الضمانات التي يمتلكها رعاة مشروع التسوية لتحقيقها  ؟ هل سيتخلى الحوثي عن مشروعه السياسي لصالح المشروع الوطني اليمني؟ وهل الشرعية ستتخلى عن مشروعها الوطني لصالح المشروع الحوثي؟  وهما مشروعان متناقضان وهل الانتقالي  سيتخلى عن مشروعه  السياسي لاستعادة دولة الجنوب للمشاريع اليمنية والحوية ؟ أعتقد أن في الأمر صعوبة بالغة وإذا عدنا للتاريخ القريب نجد أن كل المشاريع اليمنية حوشية وشرعية تلتقيان عند نقطة واحدة وهي إعادة الجنوب إلى باب اليمن ودليلنا قيامهما بغزو الجنوب في 2015 بتحالف الحوثي ولعفاش وسيروا الجيش اليمني لاحتلال عدن والجنوب وفي ذات الاتجاه الشرعية سيرت جيشها من مآرب لغزو عدن في عام 2019 م لم يستطيعا فرض إرادتهما إدا  كيف ستجمع ممثلي تلك المشاريع  على طاولة حوار واحدة ولديهم مشاريع  متناقضه   ولا اعتقد ان يقبل الأنتقالي ان يجلس على طاولة واحدة معهم قبل ان تتوضح المشاريع التي يحملها كل منهم ومن الخطأ ان يذهب الانتقالي  للمفاوضات ضمن مشروع الشرعية الذي يتناقض مع المشروع الجنوبي وان ذهب فهو الخاسر الأكبر لانه قد تصل الشرعيه والحوثي إلى تفاهمات ويضعون الانتقالي بالزاويه اما يقبل بمشروعهم  المشترك او يرفض وهنا سيصطدم  مع الرعاة الاقليميين والدوليين  وسيعتبرونه  متمرد ويفرضون عليه عقوبات 
         من يعتقد بانه سيحقق اختراق سياسي على الطاولة بعد ان عجز عن تحقيقها في ميدان المعركة فهو واهم  ولكن احقاقا للحق يجب ان ياخذ  كل مفاوض الحيز الذي يتناسب مع حجمه على الارض وبالتالي سيكون من المنطقي ان يكون الحوار جنوبي شمالي وما على الشرعية إلا ان تذهب للتفاوض مع الحوثي وبقية القوى السياسية الاخرى  للوصول إلى حلول وتفاهمات حول شكل الدوله هناك وبعدها  يشكل  وفد مشترك من الحوثي والشرعية للتفاوض مع  الانتقالي والقوى الجنوبية الأخرى وعندها سيكون التفاوض بين شمال وجنوب اما غير ذلك  فالتسوية التي يسوق لها الاقليم والعالم بهذا الرتم   غير عادله وغير منطقيه سيكون مالها الفشل 
          هناك اجماع جنوبي على استعادة الدوله الجنوبية وان شذ نفر قليل من الجنوبيين فانهم لا يمثلون إلا انفسهم وأحزابهم ذات المنشاء  الشمالي ولا علاقه للجنوب بهم  فالطريق الأمن  ان يجري  التفاوض على اس المشكله وهي معظلة   الوحده الفاشله بين الجنوب والشمال وكل ما  طراء بعد ذلك لا يتعدى تفاصيل لفشل القوى السياسية اليمنية التي لم ترتق بعد إلى مستوى المسؤلية التاريخية وادخل البلاد والعباد في حروب طاحنه هذا التفاوض يمكن ان يقود إلى مصالحة تاريخية بين كافة القوى السياسية في اطار كل من الجنوب والشمال وبعدها لبناء الثقة للعيش المشترك بين الجنوب والشمال في امن واستقرار ووئام  في دولتين متجاورتين تسهمان في أمن الاقليم 
والعالم




شارك برأيك