- وضع حجر الأساس لمشاريع تطوير مستشفى الجمهورية في عدن
- "الحوثي" منظمة إرهابية بنيوزيلندا.. ما تأثير القرار على المليشيات؟
- خطوات عملية لمحاسبة الفاسدين في الحكومة اليمنية.. وقف العقود المشبوهة
- مياه السيول تجرف سيارة مواطن بمضاربة لحج
- أمريكا تعرب عن قلقها من ظروف احتجاز الحوثيين لموظفي سفارتها وموظفي المنظمات
- محافظ حضرموت يبحث مع منظمة نداء جنيف تعزيز بناء القدرات حول القانون الدولي الانساني
- أسعار الذهب اليوم السبت 23-11-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت في الجنوب واليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
ما حقيقة المرتزق والممثل "كومستوك" الذي ظهر في الفيلم الوثائقي بقناة (بي بي سي)؟
من وراء فبركة هذا الفيلم الدرامي؟ ولماذا تم بثه في هذا التوقيت؟
ناشطون جنوبيون: أين معدو الفيلم من اغتيالات قيادات جنوبية ومدنيين في الجنوب؟
شكل الكشف عن حقيقة المرتزق الأميركي - الذي ظهر مؤخراً في فيلم وثائقي يزعم تورط دولة الإمارات والقوات الجنوبية في عمليات اغتيال في اليمن - صدمةً لدى متابعي الجدل المثار حول الفيلم، لاسيما بعد أن ثبت أن المرتزق هو ممثل في هوليوود مهووس بنشر قصص القتال الخيالية.
مثير للجدل:
ولا يزال الفيلم الوثائقي الذي عرضته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حول ملابسات عمليات اغتيال وقعت في اليمن، يثير الكثير من الجدل، لاسيما بعد اتضاح أن معدي الفيلم استعانوا بممثل في هوليوود لتقديم روايات عن مشاركات مزعومة له في اغتيالات استهدفت عناصر من تنظيمي القاعدة والإخوان ونشطاء سياسيين في عدن.
سقطة أخلاقية:
ويرى نشطاء جنوبيون أن الاستعانة بممثل في هوليوود لفبركة روايات تستهدف تشويه صورة الإمارات العربية المتحدة وقوات مكافحة الإرهاب الجنوبية، تشكل سقطة أخلاقية ومهنية، لافتين إلى أن جميع الأدلة تشير إلى تورط حزب التجمع الوطني للإصلاح في حبك "الفيلم الدرامي".
عالم هوليوود:
وبدأ الفيلم الوثائقي بإظهار شخص يقول إنه مرتزق أميركي، ليتضح لاحقا أنه عسكري أميركي سابق ومؤلف قصص وممثل في هوليوود. وسبق وأن ظهر الممثل ويدعى "ديل كومستوك" في أحد اللقاءات وهو يتحدث عن نفسه وكيفية دخوله عالم هوليوود. وقال كومستوك إنه إلى جانب عمله الحكومي، كان قد أسس مشروعا تجاريا في العام 2004، قبل أن يقوم بالتفويت في المشروع في العام 2011 وينتهي به المطاف في هوليوود.
المهمة السرية:
وأشار كومستوك في ذلك اللقاء إلى أنه تم اكتشافه من قبل قناة “ديسكفري” حيث عرضوا عليه تقديم برنامج بعنوان “أرمي أونيون” ليخوض بذلك أولى تجاربه في إمبراطورية صناعة السينما العالمية. وقال الممثل الهوليوودي إن قناة "ديسكفري" فتحت له الأبواب للمشاركة في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام.
وإلى جانب التمثيل والتقديم ينشط كومستوك أيضا في سرد قصص القتال على منصة يوتيوب. وفي أحد مقاطع الفيديو يروي قصة عن مهمة سرية نفذها في اليمن حيث ادعى أنه قتل ثلاثة من عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
قصص خيالية:
وفي مقطع فيديو آخر يسرد كومستوك قصة عن معركة ضارية خاضها في أفغانستان، حيث ادعى أنه قتل العشرات من مقاتلي طالبان باستخدام سلاحه الرشاش. ويحكي في مقطع فيديو ثالث عن عملية إنقاذ جريئة نفذها في سوريا حيث ادعى أنه أنقذ مجموعة من الرهائن من قبضة تنظيم داعش. وهذه مجرد أمثلة قليلة عن القصص الخيالية التي يرويها كومستوك على منصة يوتيوب، وقد انتقد العديد من الخبراء تلك القصص ووصفوها بأنها غير دقيقة وغير موثوقة.
وفي أحد مشاهد الفيلم المثير للجدل يظهر كومستوك وهو يسرد قصة عن عملية نفذها في اليمن، وتدعي معدة الفيلم وهي صحفية يمنية، أن القصة المزعومة في ارتباط بمحاولة اغتيال استهدفت القيادي في حزب الإصلاح الإخواني النائب أنصاف مايو.
فيلم التضليل:
واللافت أن تفاصيل العملية التي أوردها الممثل الهوليوودي شبيهة حد التطابق بقصة كان رواها على منصة يوتيوب في العام 2022، تهم دولة أخرى. ويرى نشطاء يمنيون أن الفيلم الذي عرضته بي .بي .سي يحتوي على الكثير من التضليل، ويتضمن العديد من المغالطات والتناقضات، ما يشي بأن هناك أجندة يجري العمل عليها لتشويه الدعم الإماراتي ونضالات الجنوبيين.
بطولة تنظيم الإخوان في اليمن:
وتساءل العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: أين معدو الفيلم من عمليات الاغتيال التي طالت قيادات جنوبية ومدنيين في عدن وغيرها من المدن الجنوبية؟ ويكاد يجزم البعض بأن من يقف خلف الفيلم هو تنظيم الإخوان في اليمن الذي برهن على قدرة كبيرة على توظيف الآلة الإعلامية من أجل تشويه خصومه.
فبركة لتشويش الحقائق:
الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور جمال أبوبكر عبٍّاد يقول: "إن قناة (بي بي سي عربي) قناة موجهة إعلامياً وفق سياسة تخدم أجندات معينه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما اقتطاع جزء من مقابلة سيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي - حفظه الله ورعاه - إلا بمثابة توظيف هذه القناة في سياق إعلامي آخر. إن ما حدث من فبركة إعلامية للحقائق خروج عن المهنية الإعلامية وعدم نقل الواقع كما هو، وكذلك التنظير العقيم وعدم الحرص على انتهاج سياسة إعلامية محايدة من خلال توزيع التهم وتوجيهها صوب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي من عدة جوانب منها انتهاكات حقوق الإنسان والاغتيالات السياسية واستجلاب الجماعات المتطرفة الإرهابية، وتوظيفها لجهات معينة، ما هي إلا دليل قاطع على عدم صحة الاتهامات وقلب لصورة الحقائق أمام الرأي العام الإقليمي والدولي".
وقال الأكاديمي الدكتور يحيى شائف ناشر الجوبعي، أستاذ الأدب والنقد العربي الحديث بجامعة عدن: "ادعت قناة
((BBC ولسنين طويلة بأنها قناة محايدة وتهدف إلى خدمة الحقيقة والتزام الحياد الإعلامي الصادق، وحين تم استدراجها مالياً من قبل جهات استخباراتية موالية لقوى الاحتلال اليمني الإرهابية الحوثية منها والإخوانية انكشف القناع وتبدت المعالم الحقيقية لوجهها البرجماتي المادي المقيت الذي تسمو فيه المصالح المادية على كل القيم والأخلاقيات الإنسانية".
وأضاف الجوبعي: "أين الحيادية يا قناة الإخوان الإرهابية حين اقتطعتِ كل ما هو مهم من مقابلة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي؟".
المال يضرب القيم في جبهات الإعلام:
وأضاف الجوبعي: "وأين الحقيقة يا قناة الحوثي الإرهابية عندما ألغيتِ الحقيقة لصالح اللاحقيقة في نفس المقابلة؟ وهنا نتساءل: من الجهات البريطانية المختصة التي تشرف على القناة وترسم استراتيجيتها التي تعد جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية بريطانيا ذاتها؟ ونقول: هل حل المال في عالمنا المعاصر محل القيم والأخلاقيات الإنسانية أم أنه الخبث الاستخباراتي أوقعكم في شر ما وقعت به القناة؟! فما الذي جناه الجنوبيون حين ثاروا لمشروعهم الجنوبي العربي وتحالفوا مع إخوانهم العرب لطرد الإرهاب الإخواني والشيعي الذي يعمل لصالح المشاريع اللاعربية؟!".
ويأتي الفيلم الذي عرضته هيئة الإذاعة البريطانية في وقت تتركز فيه أنظار العالم على الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة حول المغزى من نشر هكذا فيلم في هذا التوقيت.