- تقرير خاص : أبناء تعز اليمنية في محارق جبهات القتال الروسية ضحايا للمرتزقة وسماسرة المال
- الكثيري يطّلع على سير العمل في وزارة المياه والبيئة ونسبة إنجازها
- ما الرسائل التي حملتها دعوة الرئيس الزبيدي للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وانتقاده بعدم فعاليته لإنهاء الصراع باليمن؟
- مقتل يمني ووالدته في غارة إسرائيلية على البقاع اللبناني
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية لعددها الصادر اليوم الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024م
- اليافعي يلتقي رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية لانتقالي المهرة.
- تنظيم معرضاً مصوراً في جنيف يوثق جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية ضد المدنيين في اليمن
- خبير فرنسي يدعو المجتمع الدولي لتحرير الحديدة من قبضة مليشيا الحوثي
- الزُبيدي: لابد من إيجاد استراتيجية شاملة تضمن الوصول إلى سلام عادل ومستدام
- جريمة قتل بشعة تهز شبوة
علاقتنا بالسعودية مبنية على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة
لهذه الأسباب ستفشل عملية السلام في اليمن!
السياسة تتحدد وفقًا للمصالح وليس للعواطف
كان للحوار (الجنوبي الجنوبي) أثر ملموس في كسر الجمود السياسي البيني
خضنا بالحوار الجنوبي ماراثونًا حقيقيًا لتوحيد الصف الجنوبي
جاء الحوار (الجنوبي الجنوبي) في ظل توترات السياسية كبيرة
استقلال الجنوب هدف وطني ويحظى بعلاقات متميزة مع السعودية
"ننجح أو ننجح" هو شعار فريق الحوار الجنوبي الذي غير المعادلة
الحوثيون خطر على العالم العربي والجنوب وهو قوة دفاعية وبيئة طاردة لهم
كان للعلاقات الدولية المتميزة للمجلس الانتقالي الجنوبي عاملٌ مشتركٌ مهمٌ في الحوار
أكد رئيس فريق الحوار الجنوبي الخارجي الأسبق أحمد عمر بن فريد، أن الحوار (الجنوبي – الجنوبي)، كان عملية صعبة وشائكة، ولكنه نجح في تحقيق بعض المكاسب، منها تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى الجنوبية، وتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية. وأوضح أن العلاقة بين الانتقالي والمملكة العربية السعودية مبنية على الثقة والاحترام والمصالح المشتركة، وأن المملكة العربية السعودية تدعم حق الجنوب في تقرير مصيره، وأن عملية السلام في اليمن محكوم عليها بالفشل؛ لأن الحوثيين لديهم عقيدة دينية سياسية لا تقبل إلا أن تكون هي المهيمنة، لافتا إلى أن انسحاب التحالف العربي من اليمن لن يؤثر بشكل كبير على موقف الانتقالي؛ لأن دول التحالف ستظل قريبة من الجنوب لأسباب استراتيجية.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته معه صحيفة "الأمناء"، تطرق فيه إلى عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالشأن الجنوبي والتي أثرناها معه في ثنايا الحوار التالي:
- صف لنا باختصار ما واجهته في ماراثون الحوار الذي قمت بخوضه مع القوى الجنوبية المختلفة؟
- بداية أشكر صحيفة "الأمناء" على هذا اللقاء الذي يمثل لي إطلالة ونافذة تواصل مع جماهير شعب الجنوب. بالنسبة للسؤال، أود أن أقول بأننا خضنا ماراثونَ حوارٍ حقيقي جاد بمعية فريق الحوار الجنوبي الذي تشكل منتصف عام 2021م، وقد ضم كوادر جنوبية مؤهلة وذات سمعة حسنة، ولم ننطلق في الحوار إلا بعد أن وضعنا خطة عمل متكاملة تضمنت ثلاث مراحل، لكل مرحلة أهدافها ومستهدفيها.
وقد واجهتنا في بداية عملية الحوار، التي كانت محطتها الأولى القاهرة، صعوبات كبيرة وذلك على خلفية الخلافات السياسية الحادة التي كانت موجودة بين بعض الأطراف الجنوبية منذ عام 2018، 2019، 2020. وهي خلافات غذيت من قبل خصوم الجنوب، وأدت إلى حدوث نوع من التباينات الحادة بين الجنوبيين، وكان على فريق الحوار أن يمتص حالة التوتر الشديد، وذلك الاحتقان الذي كان موجودًا فعلاً.
الانسداد والتجاوزات:
- هل من الممكن أن تستعرض لنا ما واجهته من صعوبات في محطاتك؟ وأين كانت أبرز الصعوبات؟ وفيمَ تمحورت؟
- كما أسلفت سابقا، كانت هناك حالة غضب وتوتر واحتقان وحتى رفض مطلق للحوار من قبل بعض الأطراف والشخصيات الجنوبية، عطفا على الأحداث التي جرت على الأرض، بل إن البعض أصدر بيانات رفض للحوار معنا من حيث المبدأ، ولكننا في فريق الحوار كنا قد اتخذنا شعار "ننجح أو ننجح"، وكان علينا أن نتقبل أي انتقادات مهما كانت حدتها وقسوتها حتى لو كانت جارحة أحياناً!
تحملنا كل ذلك برحابة صدر وذهبنا إلى أبواب جميع من قاطعنا، والتقيناهم وطرحنا ما لدينا وسمعنا ما لديهم. وفي رأيي أن ذلك كان أهم خطوة؛ لأنها نفست الاحتقان وخففت التوتر الذي كان موجوداً. وفي الأخير، من التقيناهم هم زملاء نضال ولهم دورهم المشهود الذي لا ينكر، وزال ما في النفوس، ثم بدأنا الحوار كأصدقاء ورفقاء نضال.
ولم يكن من الضروري أبداً أن نتفق على كل شيء، كانت هناك نقاط خلاف كبيرة بعضها تجاوزناها، والبعض الآخر أجلنا الحوار حولها إلى محطة أخرى، وهكذا سار الحوار.
ثم كانت لنا محطة ثانية في المملكة العربية السعودية أثناء مشاورات الرياض التي قرَّبت كثيراً بيننا وبين الكثير من القوى الجنوبية. وكانت لنا محطة في الإمارات العربية المتحدة أيضاً، ثم انتقل الحوار إلى الداخل عبر فريق الحوار الداخلي الذي أبلى بلاءً حسناً.
أستطيع أن أقول بكل فخر: إن المجلس الانتقالي الجنوبي عبر فريق الحوار قد خاض أطول عملية حوار جنوبي-جنوبي في كل تاريخ الجنوب السياسي، ولنا الفخر في ذلك، ولا تزال عملية الحوار مستمرة باعتبارها قيمة ووسيلة حضارية مثلى لحل الخلافات السياسية.
التجارب والدروس:
- هل وصلت مثلا إلى ما يمكن أن نصفه بالانسداد مع قوى أو شخصيات جنوبية بارزة ممن قابلتهم في مهمتك التفاوضية؟
- أرجو أن يكون السؤال بصيغة الجمع باعتبار أن الحوار كان مهمة جماعية لفريق الحوار وليس لي شخصيًا فقط.
نعم، كانت هناك جلسات حوار في البداية صعبة جدًا إلى حد لم نكن نتوقعه، وكان علينا أن نواجه ذلك بهدوء دون انفعال؛ لأن مواجهة الانفعال بمثله يعني بشكل تلقائي فشل الحوار قبل أن يبدأ؛ لذلك تحملنا كل شيء، وكان المنطق والهدوء هو سلاحنا الأمثل.
ولكن من المهم أن نقول: إن الكثير من القوى السياسية أيضًا كانت مرحبة بالحوار منذ البداية، وعلى رأسهم للأمانة، الشيخ أحمد العيسي الذي رحب بنا في بيان رسمي، واستضاف فريق الحوار في منزله، وكانت هذه الخطوة محمودة منه.
وهناك قوى أخرى أيضًا شاركت في الحوار، مثل مؤتمر حضرموت الجامع، ومرجعية قبائل حضرموت. وكثير من القوى الأخرى في الحقيقة التي لم تكتفي بالترحيب، بل ساعدت على إنجاح الحوار، خاصة في المحطة الثانية في المملكة العربية السعودية، ومنها كيانات مجتمعية، مثل مجموعات السلاطين والأمراء، ومجموعات الدعم الجنوبية، وفئات رجال الأعمال وغيرهم.
الكفاءة والمرونة:
- الحقيقة أن الكثير من المراقبين يصفونكم بأنكم أصحاب مزايا متفردة لا تتمتع بها قيادات أخرى، حيث تبدوا متمكنا وناضجا، هل تعتقد أن هذه الخصائص التي يتمتع بها بن فريد كانت الدافع للانتقالي لتعيينك على رأس مهمة كهذه؟
- أؤكد مرة أخرى أن جميع أفراد فريق الحوار الجنوبي كانوا نخبة متميزة جداً ويمتلكون الكثير من الصفات التي ذكرتها وهذا أمر مهم جداً لإنجاح الحوار. شخصياً استفدت جداً مما قرأته عن تجارب الحوار التي حصلت في مناطق عديدة في العالم وكرست كل ما تعلمته في مهمتي مع فريق الحوار. ولم نخض الحوار لغرض تحقيق انتصار على أحد أو تسجيل نقاط ضد طرف لحساب المجلس الانتقالي؛ لأن ذلك سيكون تفاوضاً وليس حواراً وطنياً.
التفاوض يكون مع الخصوم والحوار يكون مع أبناء الوطن الواحد وهو ما حدث، كنا نعمل من أجل تحقيق مكسب للوطن وللوحدة الوطنية الجنوبية وكنا واضحين في ذلك بدليل أننا كمجلس انتقالي بكل إمكانياته لم يستنكف عن الجلوس مع مكونات جنوبية محدودة التأثير. كنا نريد أن نشارك الجميع بلا استثناء، وأستطيع أن أقول أن ما تعلمته شخصياً وحرصت على تطبيقه في عملية الحوار يمثل "كوم صغير" من كل ما تعلمته في مسيرتي. أدركت أن احترام الأطراف الجنوبية من خلال انتقاء الكلام المنطقي الذي ينم عن التقدير والاحترام هو سر النجاح. الكلمة قد تكون سمًا قاتلًا وقد تكون دواءً شافيًا وأنت عليك أن تختار. إما أن تنتقي كلماتك مع الآخرين فتكسب قلوبهم واحترامهم، وإما أن تطلق كلمات غير محسوبة وعندها ستجد من يرد عليك بما هو أقسى وأشد، الحوار فن وذوق واحترام قبل أي شيء آخر.
التوازن بين الأهداف والمسارات:
- وهل تعتقد أيضًا أنك قد تمكنت أو بالأحرى استفدت من هذه المزايا والخصائص في مهامك التفاوضية؟
- أنا أحمد الله كثيرًا على أنني إلى حد كبير أمثل عاملًا مشتركًا مقبولًا لدى مختلف الأطراف الجنوبية، وقد حرصت على تعزيز هذه الميزة والبناء عليها. ليس من الحكمة أن يقحم المرء نفسه في منازعات أو نقاشات حادة مع أي طرف جنوبي، وليس من الحكمة أن يدعي أي شخص أو طرف مهما كان أنه يتمتع بامتيازات وخصائص وطنية لا يتمتع بها طرف آخر. روح الوطنية موجودة لدى الجميع، والمحاور الناجح هو الذي يستطيع أن يستخرج ممن يتحاور معه أفضل ما لديه، وهو لن يفعل ذلك مالم يظهر للطرف المقابل قدرًا عاليًا من الاحترام والتقدير والتفهم.
نحن الجنوبيون أصحاب قلوب عاطفية رقيقة تتأثر وتنفعل بسرعة إما سلبًا أو إيجابًا، والجميع من خارج الجنوب يعلم هذه الصفة فينا، وهي صفة قد تكون مفيدة إن أحسنت التعامل معها وقد تكون مدمرة إن أسأت التعامل معها.
المصالح المشتركة:
- يحسب لك أنك شديد التمسك بهدف استقلال الجنوب، وبأنك أقرب رجال الانتقالي الى المملكة العربية السعودية، وكذلك لم يحصل إن رأيناك تتصادم مع القوى المناوئة، صف لنا كيف استطعت أن توازن بين هذه المسارات المتضادة؟
- بالنسبة لهدف الاستقلال فهو هدف وطني جنوبي مشروع ومستحق، سُكبت من أجله شلالات من دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للجنوب وقضيته وهدف الاستقلال. ومن واجبنا أن نكون أوفياء لهؤلاء الأوفياء، وأن نسعى جاهدين لتحقيق هذا الهدف الوطني الذي أعتقد اليوم أنه بات حلاً منطقياً لا مفر منه حتى بالنسبة لقوى الشمال نفسها، وباتت اليوم الدول الإقليمية والدولية تتقبل هذا الخيار وتدرجه ضمن الخيارات الممكنة بعد أن كان إلى وقت قريب يعتبر بالنسبة لها خياراً مرفوضاً.
أما بالنسبة لعلاقتي مع المملكة العربية السعودية، فلا تنسى أنني قضيت أكثر من نصف عمري في هذا البلد الجار الشقيق منذ طفولتي حتى تخرجي من جامعة الملك سعود بالرياض، وأنا أفهم الثقافة والعادات والتقاليد من المملكة العربية السعودية، وهي عادات وثقافات لا تختلف عما لدينا. وقد وجدت في المسؤولين عن الملف اليمني في المملكة رجالاً ذوي كفاءة كبيرة وفهم كبير، وعلى غير ما يعتقد البعض لدينا، أحب أن أؤكد أنهم يكنون كل احترام وتقدير لشعب الجنوب وقضيته العادلة.
ولكن علينا أن لا ننسى أن لكل دولة مصالحها الخاصة وظروفها، والأهم من ذلك أننا لم نسمع أي موقف رسمي سعودي أو خليجي يتضمن فرض خيار الوحدة على شعب الجنوب، بل دائماً ما يقولون في كل المناسبات إن هذه مشكلة يمنية، وما تتفقون عليه بشأن حلها فلن نكون إلا مع هذا الخيار الذي تجمعون عليه. وقد شدد سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ محمد سعيد آل جابر على هذا الموقف، وذهب إلى حد القول: "المهم ألا يفرض طرف على طرف حلاً سياسياً بقوة السلاح".
ونحن في الجنوب كنا ضحايا فرض الخيارات السياسية بالقوة منذ 1994 م حتى اليوم، ونحن منفتحون على العملية السياسية التي يمكن من خلالها تحقيق هدف الاستقلال، ولن نقبل أن يفرض علينا أي طرف حلاً بقوة السلاح.
المملكة العربية السعودية اليوم قوة سياسية دولية لها ثقل كبير على المسار الدولي، وهي جار لنا. ويتحتم علينا أن نبني معها من الآن علاقات متميزة مبنية على الثقة والاحترام والمصالح المشتركة. وهذا هو توجه المجلس الانتقالي بشكل عام وبتوجيهات من الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي.
الانسداد والفشل:
- كل التصريحات والمؤشرات السعودية تؤكد بأن المملكة العربية السعودية ماضية بإتمام صفقة مع الحوثيين على حساب الطرف الجنوبي سياسياً واقتصادياً، ماذا بوسع الانتقالي الجنوبي – الذي تم استبعاده من الحوارات التي تمت بوساطة عمانية خلال الشهور الماضية – من خيارات تجاه هذا الاتفاق الذي أصبح ناجزاً ولم يبقَ سوى التوقيع؟ بمعنى آخر: ما هي الخيارات المطروحة على طاولة الانتقالي إزاء ذلك من وجهة نظرك؟
- لا أعتقد أن الأمور في حقيقتها كما وصفتها في سؤالك أبداً. أولاً، هناك فرق كبير بين "الاتفاق السياسي" و"خارطة الطريق"، فما نحن بصدده الآن هو مشروع "خارطة طريق" وليس اتفاقا سياسيا؛ لأن خارطة الطريق يفترض بها أن تقود إلى اتفاق سياسي، فالخارطة هي خطوط عامة عريضة لعملية سياسية تتضمن ثلاث مراحل، لم تسلم رسمياً لأي طرف حتى الآن، وإن كان هناك فهم عام لمضمونها، ويمكن أن تجرى عليها ملاحظات وتعديلات تضمن حق الجنوب السياسي في ضمان وضع إطار تفاوضي خاص بقضية الجنوب.
وشخصياً لا أعتقد أن السلام ممكن أن يتحقق مع الحوثيين من أي طرف كان، لا مع التحالف العربي ولا مع القوى الشمالية المندرجة ضمن مجلس القيادة الرئاسي، ولا من باب أولى مع المجلس الانتقالي أو القوى الجنوبية؛ لأن الحوثيين لديهم عقيدة "دينية-سياسية" لا تقبل إلا أن تكون هي المهيمنة وهذا مرفوض، بالتالي فإن عملية السلام في رأيي محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأتوقع إن سارت العملية بحسب خارطة الطريق فمن المؤكد أنها سوف تنهار في المرحلة الثانية أو الثالثة.
وعلى الجنوبيين أن يفهموا ذلك من الآن وأن يعملوا على تعزيز وحدتهم الوطنية الجنوبية وعلى بناء قوات عسكرية قادرة على ردع أي عدوان أو مطامع حوثية محتملة.
الانسحاب والمصالح:
- التحالف أعلن صراحة بمشاورات الرياض وما بعدها وحتى اللحظة بأن ملف اليمن اصبح بيد الأمم المتحدة وأن الاطراف اليمنية يجب أن تحل مشاكلها تحت مظلة الأمم المتحدة، أي أن التحالف تحلل من مسؤوليته بالشأن اليمني وهذا سيعني بالنسبة للطرف الجنوبي والانتقالي بالذات بأنه صار دون غطاء خليجي، فهل يعني ذلك أن الانتقالي أصبح فريسة لدى الخصوم اليمنية؟
- منذُ البداية والأمم المتحدة موجودة بشكل رسمي في الملف اليمني منذُ جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ والسيد جريفيث والآن هانس غرونبرغ، فلا شيء جديد في المشهد. التحالف العربي لا يمكنه أن يستمر في وضعية طرف مشترك في الأزمة إلى الأبد، فهذه دول لها مصالحها الخاصة. ولكن الحسابات السياسية في أبسط صورها تقول بأن ذلك لا يعني أن هذه الدول لن تكترث بعد اليوم بما يمكن أن يحدث في اليمن حتى وإن تسلم خارطة الطريق المبعوث الأممي وأدارها منفردا، هذا الكلام غير صحيح، فما سيحدث في اليمن سيؤثر بشكل مباشر على دول الجوار وهي تبعا لذلك ستبقى عاملا مؤثرا وحاسما أيضا بموجب حسابات المصالح، ومن جهة أخرى - وكما أسلفت - علينا في الجنوب أن نعتمد على أنفسنا وننسق مع دول الجوار في جميع خطواتنا، وهي لن تكون بعيدة عنا أبدا.
المراجعة والاستمرار:
- ألا ترى أن على الانتقالي مراجعة علاقته بالتحالف بعد أن أدار هذا الأخير ظهره للحليف الجنوبي؟
- جزء من إجابة هذا السؤال موجودة في إجابة السؤال السابق، ومهم جداً أن نفهم أن المواقف السياسية تتحدد وفقاً للمصالح وليس للعواطف، ونحن نفهم ذلك. وحسابات المصالح السياسية لهذه الدول تبقيها قريبة منا بقدر أكبر بكثير مما يمكن أن تجده مع أي طرف آخر، سواء كان الحوثي أو حتى غيره، المهم كيف ندير علاقاتنا مع الآخرين بناءً على هذا المفهوم.
الحوثيون والجنوب:
- هل منح التحالف اليوم مكافآت لخصوم الانتقالي سواء الحوثيين أو شركاء نكبة حرب 1994م على حساب المجلس الانتقالي؟
- الصورة ليست بهذا الشكل المطروح أبداً، هذه صورة متشائمة، وأكرر بأن المواقف السياسية يجب أن تحسب وفقاً للمصالح، فلا توجد أي مصلحة لأي بلد عربي أن يهيمن الحوثي على الجنوب لا سمح الله، بل العكس هو الصحيح، ولسنا أيضاً لقمة سهلة للحوثي أو لغيره، لدينا ما نستطيع أن ندافع به عن أنفسنا وقضيتنا وقد أثبتنا ذلك، الجنوب العربي بيئة طاردة للحوثيين وحليفهم الإقليمي إيران.