كتب / الكابتن : ضياء الدين بن ذيبان الصبيحي 

تكملة للحلقة الثالثة ( أ ) والتي تحدثنا فيها عن أهمية  الكادر البشري ومكانته  في إدارة الطيران، بالرغم أن الحديث عن هذا العامل كبير ومتشعب نظراً لما يشكل من أهمية  مركزية محورية. 
بعد الاستعانة بالله وهو الموفق،حاولنا الاختصار الشديد والتبسيط لكي تصل  الفكرة الأساسية إلى  جميع شرائح المهتمين بعلوم إدارة الطيران المدني.

في الدول المتقدمة، التي تؤمن بأن  التأهيل  التخصصي للكادر البشري يشكل رأس حربة  للتٌميز الوظيفي في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد،تكون النتيجة الإبداع في الاداء الوظيفي والتقدم والازدهار لهذه الدول.
صادفنا العديد من المواقف والأحداث التي تدل على أهمية تطوير   الكادر البشري ولكن سأذكر اقوى موقف  (مثال واقعي)  حصل معنا في أحد مهامنا الدولية لإحدى الدول المعتقدة والمتمسكة  بالعلم والمعرفة والأمانة والإخلاص والذين هم أساس التقدم والرقي والتطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

بعد توفيق الله لنا،تم اختيارنا  في أحد البرامج القيادية للطيران المدني من بين ١٩٣ دولة إلى جانب نيوزيلندا و البرازيل بأشراف ورعاية  منظمة الطيران المدني الدولية(الايكاو/ICAO)  ومقرها كندا(مونتريال). تم استقطاع وقت من الجدول الزمني للبرنامج لعرض مادة علمية ألقاها  أحد شباب هذه الدولة وطلبوا مننا تقيم هذه المادة وطرح الآراء في كيفية تحسين وتطوير الكادر البشري. بداء الشاب العشريني بعرض مادته العلمية  ،وبينما نحن  مستمعون للعرض ،كانت تتجاذبنا مشاعر الألم عن وطني ومستقبل الشباب في بلادي.

كم هو عظيم الاهتمام بالكادر البشري والسعي في نشر ثقافة الولاء والشرف الوظيفي وزرع بيئة الإخلاص والامانة المهنية ،بعيداً عن معاول الهدم ومخالب الخراب والتخلف (المناطقية والشللية).