آخر تحديث :الاربعاء 05 فبراير 2025 - الساعة:00:29:06
مواطنون لـ "الأمناء": من يقف خلف عودة دراجة الموت بلحج؟
(الأمناء/ تقرير: عبدالقوي العزيبي:)

الحملة الأمنية بالصبيحة: ضبط خلية متحوثة تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار

مواطنون لـ "الأمناء":

- اغتيال قيادي في العمالقة يثير المخاوف بعودة سفك الدماء

- نفتقد لوجود أسد الجنوب الذي حطم أسطورة دراجة الموت

- نطالب السلطة بحظر الدراجات النارية أسوة بالعاصمة عدن

 

منذُ الرحيل المفاجئ في شهر رمضان لمدير عام شرطة محافظة لحج اللواء ركن صالح السيد - طيب الله ثراه - بدأت تبرز مجدداً اعمال الفوضى الهدامة بهدف عدم الاستقرار الأمني في المحافظة، من خلال عودة العبوات الناسفة في مديريتي الحوطة وتبن والاغتيالات، ومظاهر التراخي الأمني العام، ونشاط الخلايا النائمة،  وصولاً إلى عودة دراجة الموت في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة يوم الخميس 14 ديسمبر 2023م، وبعد اختفاء لأكثر من 9 سنوات، بمحاولة الاغتيال الفاشلة لمدير عام فرع الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات محافظة لحج وأحد موظفي الفرع، وكذا عودة دراجة الموت في مديرية تبن وقيام أفراد على متن دراجة نارية بإطلاق النار نحو قيادي في لواء العمالقة الثاني برتبة عقيد واغتياله فجر يوم السبت 16 ديسمبر 2023، بينما كان يتناول وجبة الإفطار في أحد مطاعم منطقة صبر.

ومن جانب آخر أعلنت الحملة الأمنية بمناطق الصبيحة بقيادة العميد حمدي شكري، عن ضبط متمردين مرتبطين بمليشيا الحوثي، ولا يزال البحث مستمراً عن الهاربين من الحملة الأمنية عقب مداهمة لمزرعة غربي منطقة الوهط بمديرية تبن، مما برزت تساؤلات عند عامة الناس عمن يقف خلف هذه الأفعال غير القانونية وعودة دراجة الموت والتي تستهدف أمن واستقرار المحافظة، هل القاعدة أم الثأر القبلي أم خلايا نائمة تابع مليشيا الحوثي؟

 

حكم القتل:

يحرم ويجرم الدين الإسلامي قتل النفس: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، وورد في الحديث [لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم]، كما أن أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، و[إن المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا]،  كما أن قتل النفس بغير الحق من الموبقات السبع، وبالرغم من هذه الأحكام الشرعية لايزال يوجد أشخاص قتلة لا يخافون الله فيقومون بسفك الدماء لمآرب مختلفة معتقدين عدم وجود رجال الأمن بضبطهم قانوناً ومحاكمتهم.

 

محاولة فاشلة:

فمنذُ ما قبل اندلاع حرب 2015 شهدت مدينة الحوطة اغتيالات واسعة من قبل دراجة الموت، وقتل العديد من القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية، وعقب تولي القائد صالح السيد قيادة أمن المحافظة فقد اختفت دراجة الموت وبدأت الحياة تعود إلى قلب الحوطة بالأمن والأمان والاطمئنان، ويفتقد أبناء لحج أسد الجنوب الذي حطم أسطورة دراجة الموت، فقد تفاجأ مجدداً مواطنو الحوطة بعودة دراجة الموت في محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها مدير فرع الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات بلحج وأحد موظفي الفرع، وأكد أمن الحوطة بقيادة القائد عواد الشلن وبتعاون المواطنين من معرفة الجناة والقبض على المتهمين مع الدراجة، وهو عمل أمني متقدم وعظيم يجسد نجاحات أمن الحوطة في الحفاظ على استقرار المدينة أمنياً.

 

اغتيال قيادي في قوات العمالقة:

وفي مديرية تبن تفاجأ فجر يوم السبت16/12/2023 مواطنو لحج خاصة والجنوب عامة بعودة دراجة الموت واغتيال عقيد أمني في اللواء الثاني عمالقة عقب خروجه من صلاة الفجر بينما كان يتناول وجبة الإفطار بأحد مطاعم منطقة صبر مديرية تبن، ولايزال الأمن يواصل تحرياته عن هؤلاء القتلة لضبطهم جميعاً وتقديمهم للعدالة القضائية.

 

خلايا متحوثة:

من جانب آخر وفي مناطق الصبيحة أعلنت الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري، عن رصد وضبط خلايا نائمة ذات ارتباطات بالمليشيا الحوثية، وتمكنت الحملة من ضبط أحد الشيوخ مع آخر وإحالتهم إلى المحكمة الجزائية عقب ترحيلهم من سجن مصنع الحديد إلى أحد السجون في العاصمة عدن من قبل القاضي المختص.

 

تدريبات بصنعاء:

وأكد بيان الحملة أن الشيخ المذكور قد اعترف خلال التحقيقات بعلاقته بقيادات حوثية وإرساله أفرادًا للالتحاق بدورات بصنعاء، وكذا إقراره بوجود خلايا نائمة يتم تغذيتها من قبل المليشيا الانقلابية لزعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الصبيحة بلحج خاصة والجنوب عامة.

 

ضبط الأسلحة:

كما قامت الحملة الأمنية مؤخراً بمداهمة إحدى المزارع في منطقة عتيرة الواقعة غربي الوهط مديرية تبن، وضبط أفراد وأنواع من الأسلحة المختلفة، وهروب أحد المطلوبين أمنياً مع آخرين لعلاقتهم المباشرة مع أفراد بصنعاء ذات صلة بمليشيا الحوثي كما جاء في البيان الإيضاحي عن الحملة الأمنية الصادر في 14/12/2023 بصفحة الحملة الأمنية على الفيسبوك. 

 

حظر الدراجات:

ومع عودة دراجة الموت بلحج يطالب المواطنون من اللجنة الأمنية وضع دراسة بحظر الدراجات النارية في المحافظة وأسوة بما هو متعامل به في العاصمة عدن، أو بفرض قيود أمنية صارمة على جميع مالكي وسائقي الدرجات النارية.

 

تأمين لحج:

ويرى قادة عسكريون وأمنيون ونشطاء أن وجود الخلايا النائمة التابعة لمليشيا الحوثي بلحج يعد تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المحافظة والعاصمة عدن، مما يتطلب من المجلس الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي مضاعفة توحيد الجهود والاهتمام الكبير بالجانب الأمني في محافظة لحج، على اعتبارها البوابة الشمالية لمناطق الموت القادم من شمال اليمن، مما يتطلب سرعة رفد المؤسسات الأمنية في المحافظة بمختلف أنواع مقومات العمل الناجح، وكذا تدريب أفراد الأمن وأفراد النقاط الأمنية لمجابهة مختلف أنواع التحديات والأخطار سواء كانت من القاعدة أو العناصر الحوثية عبر الخلايا النائمة على مستوى داخل الوطن الجنوبي، وأيضاً يتوجب من القيادة القيام بردع أو عزل بعض العناصر الأمنية والعسكرية التي ربما تقف عائق في تحقيق العدالة والإنصاف عند المواطنين أو إعاقة عمل سلطة القضاء، بالإضافة إلى محاسبة الذين يتصرفون بخلاف النظام والقانون ضد الجنوب أرضاً وإنساناً، كون أطماع مخاطر التمدد الحوثي نحو الجنوب لا تزال قائماً وفي تحدٍ سافر، وخصوصاً مع تنامي الصراع الدولي على الممرات المائية، ونية المليشيا الحوثية احتلال الجنوب مجدداً.

 

خطر الحوثي:

وكما هو معروف فإن محافظة لحج وتحديداً مديرية تبن تعتبر البوابة الجنوبية للعاصمة عدن التي لا تبعد عن لحج بمرمى حجر، كما أن مناطق الصبيحة الغربية ذات ارتباط بحري وبري بمناطق عدن، مما يتوجب على الحكومة وقيادة التحالف السعودية والإمارات التركيز على لحج أمنياً ومضاعفة الدعم لكافة المؤسسات الأمنية في المحافظة لمجابهة هذه التهديدات أولاً بأول، وكما هو معلوم فغزو عدن أثناء حرب الشمال على الجنوب عام 1994 و2015، كان عبر اختراق مناطق محافظة لحج لأنها ذات ارتباط مباشر بعدن، لهذا يرى الجميع ضرورة تأمين لحج أمنياً بمختلف مقومات العمل الأمني حتى تكون لحج البوابة الجنوبية الحديدية ومفتاح الأمان للأمن والاستقرار في العاصمة عدن.




شارك برأيك