- حسام الشرجبي.. دبلوماسي غير معلن ورئيسًا للفريق الاقتصادي مرشح من العليمي لمنصب محافظً البنك المركزي
- الفساد في ملف الغاز : عبث مستمر منذ سنوات بلا حسيب ولا رقيب "وثيقة"
- هل ينجح بن مبارك بكسر العليمي والإطاحة بالزنداني؟
- الجيش الأمريكي يكشف تفاصيل هجوم استهدف الحوثيين فجر اليوم الخميس
- ما وراء استئناف غروندبرغ تحركاته على محور مسقط - صنعاء مؤخرًا؟
- الرئيس الزُبيدي يهنئ العماد جوزيف عون بانتخابه رئيساً للبنان
- فريق التواصل في المجلس الانتقالي يعقد لقاء بأعضاء الجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري بساحل حضرموت
- البيضاء.. ضحايا من النساء والأطفال في قصف حوثي بالدبابات على حنكة آل مسعود بقيفة رداع
- هيئة رئاسة الانتقالي تقف أمام أبرز نتائج نزولات فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي لمحافظات الجنوب
- في مشهد تكرر 5 مرات.. كيف أصبح جوزاف عون رئيسا للبنان؟
لم تشهد حربٌ في التاريخ أن مُنع فيها الماء والدواء والغذاء والكهرباء عن المدنيين الأبرياء ؟
لكن هذا يحدث في القدس الشريف الآن ولو استطاع بني صهيون لمنعوا عنهم الهواء ايضًا .
هذه الحرب الوحشية (أهوال القيامة)على المقدسيين في فلسطين والدمار الشامل وصيحات الثكالى وأشلاء الأطفال وهدم المساجد والمستشفيات على من فيها والحصار المطبق سيكتبها التاريخ صفحة خزي وعار على المسلمين في هذا العصر ، أمة المليار مسلم لم تستطع إمداد سكان قطاع غزة بالماء ولا بالدواء ولا بالغذاء لأن اليهود القتلة لم يأذنوا لهم بذلك.
في الوقت الذي يجب أن يوّحد المسلمين صفوفهم ضد هذا الكيان الغاصب، نجد من المسلمين من يهزأ بالمقاومة ويصفها بالأرهابية، وهو يعلم أن شرف هذة الأمة حتى الآن هي حماس، ولا ذنب لها سِوى أنها تشعر بالمسؤولية في الدفاع عن الفلسطينين أينما كانوا، خاصةً إذا تعلّق الأمر بالقدس الشريف، بل وهناك من يشتمها، ويتشفى بالفلسطينيين وما يحدث لهم!
في الجانب الحكومي نجد المسؤولين العرب إذا أعانهم الله وتحدّثوا عن فلسطين، تجدهم يتحدّثوا عن رفع الحصار عن غزة، لا يقصدون بذلك، الحصار المفروض عليها من عام ٢٠٠٦، بل يقصدون (تشديد الحصار) الذي حصل مؤخرًا من قطع للماء والكهرباء والغذاء، وهذا يعني أنهم يطالبون بالعودة للحصار الذي يمنح الفلسطينيين ٤ ساعات كهرباء فقط، ومياه ملوثة، وغذاء محدود، وحركة مقيدة.
في المقابل فقد أجمع العالم كله وبكل صفاقة على دعم
الكيان الصهيوني، النموذج التقليدي للإستعمار الأوروبي الإستيطاني الإحلالي وآخر أنظمة الفصل العنصري القائمة، التي إرتكبت ولا تزال جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، حتى على مستوى منصات التواصل، أيّ شيء يعادي السامية يتم حذفه؟ يحاربون بكل الوسائل، لا يستهينون بشيء، يستخدمون صور بالذكاء الاصطناعي لمظاهرات وهمية، يدفعون أموالًا للمشاهير للظهور ودعمهم في حرب الإبادة التي يقومون بها في غزة، لكم أن تتخيلوا أنهم ايضًا يلاحقون أغنية "دمي فلسطيني" ويحذفونها من المنصات، أشياء من شأنها أن تحقق لهم أهداف واقعية، يدفعون بكل جدية لمن يساهم في حربهم الإعلامية، وإن دل هذا على شيء، فهو خوفهم من الهلاك القادم من غزة، يعلمون جيدًا أن نهايتهم حتمية، يقرؤون تاريخنا جيدًا، ويعلمون كيف كان عاقبة الذين من قبلهم،
فعندما سيطر التتار على بغداد سنة 656هـ
قتلوا ما يربو عن سبعمائة ألف مسلم، مدينة (مرو ) حاضرة خراسان بأكملها اختفى ذكرها من التاريخ، ظن الناس حينها أنها نهاية العالم وأن هذه من علامات الساعة..
يقول إبن الأثير في وصف ذلك:
لقد بقيتُ عدَّة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها كارهًا لذكرها ، فأنا أقدم إليها رِجلًا وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ،فيا ليت أمي لم تلدني ، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا،
إلا أني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها، وأنا متوقف ، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعًا، فنقول :
هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى ، والمصيبة الكبرى التي عقت الأيام والليالي عن مثلها، عمت الخلائق ، وخصت المسلمين ، فلو قال قائل : إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها .
ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل ، وتخريب البيت المقدس ، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس، وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا ، فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل ، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة، إلى أن ينقرض العالم ، وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج ، وأما الدجّال ، فإنه يبقي على من اتبعه ويهلك من خالفه ، وهؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء والرجال والأطفال ، وشقوا بطون الحوامل ، وقتلوا الأجنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطار شررها ، وعم ضررها، وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح.
لكن الزمن دار بعدها، وماهي إلّا عامين حتى عاد للأمة الإسلامية عزّها ومجدها، وهُزم التتار في معركة ( عين جالوت ) بقيادة الظاهر بيبرس وقُطع رأس الهالك الذي دمر مدينة(مرو) وطال حكم الملك الظاهر حتى تم تصفية البلاد العربية من التتار والفرنجة والروم.
سيكون السابع من أكتوبر 2023 حاضرٌ في ذاكرة الأجيال القادمة، فكل يوم من بعدها يمر، نملأ قلوبنا بالحقد على الصهاينة، ونملأ عقلونا بالمعرفة عن تاريخ فلسطين..