عند آخر زياراتي لليمن عام 2003 ومنها زيارتي للجنوب في شهر أكتوبر ، التقى بي الدكتور الفاضل القدير حسين عبدالرحمن باسلامة وزير التعليم والبحث العلمي الحالي ، كان وقتها يدير برنامجا مرئيا في قناة عدن ، كان الحديث خلاله عن أعياد الجنوب أكتوبر ونوفمبر .

وتحدثت أيامها عن أهمية عدن الإستراتيجية التي جعلت بريطانيا تستعمرها لأكثر من 120 عام ، وأهمية الموانئ الجنوبية وباب المندب الذي يربط آسيا بأفريقيا عبر قناة السويس ، وأهمية هذا الشريان الحيوي للعالم .

وتطرق الحديث إلى ثورة 14 أكتوبر والإمتداد القومي العربي آنذاك ، وكيف تفاعل شعب الجنوب قبلها مع الثورات العربية في فلسطين  ومصر والجزائر وشمال اليمن ، بل وناصرها مادياً ومعنويا .

لذلك لم تكن ثورة 14 أكتوبر في الجنوب العربي إلا إستمراراً لهذه الإرهاصات الثورية ، وإيذاناً بأفول الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .

وتطرق الحديث إلى  هزيمة العرب  في يونيو 1967 ، فإذا كانت إسرائيل أستطاعت أن تهزم الأمة في هذا العام ، فقد جاء الرد من جنوب اليمن في ال30 من نوفمبر 1967 بقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية . 

وتطرق هذا الحديث الشيق الجميل إلى أن هزيمة بريطانيا ورحيلها من الجنوب في 1967 ، كان أحد الأسباب التي عجلت بخروج بريطانيا من شرق السويس ، حينما أعلنت حكومة العمال البريطاني في 16 يناير 1968 رغبتها في الإنسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها في الخليج وشرق المتوسط نهاية عام 1971 ، وهو عام قيام دول الخليج العربية في الإمارات العربية المتحدة ، وقطر ، والبحرين .

( راجع : مقابلة الدكتور خالد القاسمي ، تيلفزيون عدن ، أكتوبر 2003 ) .