آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:17:56:45
آخر الأخبار
العرب والتباكي على الماضي
(كتبه د. خالد القاسمي)


تكثر في القنوات الفضائية واليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي ، الحديث عن قادة عرب هم اليوم في ذمة التاريخ ، يتحدث المتحدثون عن أيام صدام حسين ، وكيف  كانت أيام تاريخية مقارنة بالوضع الحالي ، قد يكون جزء من هذا الحديث صحيحا ، ولكن صدام حسين أستلم العراق وإمكانياته المادية  تفوق إمكانيات الدول العربية مجتمعة ، لكنه دمر العراق وأدخله في حروب منذ 1980 وحتى الإحتلال الأمريكي 2003 ، ودمر الأمة العربية بعد غزوه للكويت 1990 وما تعيشه الأمة حتى اليوم أحد أسبابها هذه الكارثة ، كما قام بتصفية خيرة القادة والعلماء العراقيين من عسكريين ومدنيين ، وكل من عارضه في حروبه ونزواته .

أما معمر القذافي أحد الزعماء الذين حكموا أكبر من أعمارهم ، عاش المواطن الليبي في عهده بنوع من البحبوحة والترف في الحياة الإقتصادية ، لكنه دمر ليبيا وأنهى الجيش الليبي بحروب عبثية في تشاد وأوغندا لم تكن لها أي دواعي أو مبررات ، وتدخل في كوارث عالمية للإنتقام لنزواته الشيطانية فكانت حادثة تفجير  طائرة لوكربي 1988 ومقتل كل ركابها ، والملهى الليلي في برلين 1986 ، ودعم جبهة البيلساريو ضد المغرب ، والجيش الإيرلندي ضد بريطانيا ، والمحاولة الفاشلة لقتل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، وأحداث أخرى لا يتسع المجال لذكرها ، فلم يكن القذافي رئيس دولة بقدر ما كان زعيم عصابة ، وهو يعترف بنفسه أنه لم يكن زعيم دولة وإنما قائد ثورة ( كما يدعي ) لكن الثورات الحقيقة هي التي يترجم نجاحها إلى إنجازات إقتصادية وسياسية وإجتماعية .

أما علي عبدالله صالح والذي وصل للحكم في 1987 بعد دماء شارك في تصفيتها من الرئيس الحمدي إلى الغشمي ، وبعدها معارضيه السياسيين ، ودخل عام 1990 في وحده مع جاره الجنوبي ، وفي 1994 أفتعل الحرب معه ليستولى على الجنوب أرضا وشعبا فأصبحت أرض الجنوب مستباحة لعبث الشماليين حتى اليوم ، ودخل في حروب ستة مع الحوثيين في صعدة وفشل فيها جميعا ، وأختتمها بتدمير جيش بلاده في 2014 ، الذي ضمه لميليشيات الحوثي الإيرانية ، لينتقم من التفاهم الذي وصل إليه مع القيادة في  السعودية ومجلس التعاون بترك السلطة ، وإعادة تشكيل الدولة اليمنية بنظام الأقاليم ، وكعادة الميليشيات حينما تصل للسلطة فهي لا تريد شريك آخر لها ، فقامت بتصفية علي عبدالله صالح 2017 ، وقبله تمت تصفية القذافي 2011 ، وقبلهما صدام حسين يوم العيد 2006

والآن أوجه سؤالي لهؤلاء الذين يتباكون على هذه الأشكال من القيادات ، ماذا قدم هؤلاء القادة لأوطانهم وشعوبهم وأمتهم العربية لتتباكون عليهم ، حتى الأمن الذي كان في أيامهم لخدمة مصالحهم فقط ، اليّست الأمة العربية ولادة وقادرة على إنجاب خيرة  القادة العرب .

وحدوا كلمتكم ،  وأوطانكم قادرة على إنجاب قادة أفضل من هؤلاء الذين لفضهم التاريخ ، وأبت صفحاته أن تكتب أي إنجاز لهم عدا البصمة السوداء .

 


مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه
مباشر مباراه

شارك برأيك