آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:12:05:03
في حواره مع "الأمناء".. الصياد يكشف عما يقدمه صندوق التكافل الطبي لمعلمي ومعلمات مديريتي الحوطة وتبن بلحج..
(حوار/ عبدالقوي العزيبي :)

السلطة المحلية بمديريتي الحوطة وتبن والمحافظة لم يقدموا لدعم الصندوق ريالًا واحدًا

إيرادات الصندوق تعتمد على استقطاع 500 ريال من راتب المعلمين "الأعضاء المشاركين"

الانضمام إلى الصندوق ليس إجباريًا وللمعلمين والمعلمات حرية دفع  مبلغ الخصم 500 ريال

 

إن أجمل ما قيل عن المعلم: "قم للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً"، وإن مهمة المعلم الحديث ليست أن يُخلي الأدغال ويمهدها، بل أن يروي الصحاري، وتعلمنا منه أن للنجاح قيمة ومعنى، ومن المعلم تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل، ومع المعلم  تعلمنا أن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي، لذا فرض علينا تكريم المعلم بأكاليل الزهور الجورية، إلا أن في وطني لا تنطبق هذه الأقوال على المعلم بعد استهداف التعليم سياسياً وتجهيل التعليم عنوةً، وعدم صرف مستحقات المعلم من قبل الحكومة، ونجد المعلم يمارس عمله براتب زهيد والأمراض تنهش جسده فلا يتحصل على حق العلاج المجاني من قبل الحكومة، لذا يموت المعلم كبداً وهو متعافٍ قهراً من حرمانه حقوقه المالية، ويتوفى المعلم متوجعاً باحثاً عن مساعدة مالية من أجل العلاج، فلا يتحصل على مراده فيموت على فراش المرض دون أن يعلم به أحد، هكذا هو حال المعلم بوطني الذي انهكته الحرب وقضى على مستقبله فساد الفاسدين.

وفي حواره مع الأمناء "الصياد" يكشف عما يقدمه صندوق التكافل الطبي لمعلمي ومعلمات مديريتي الحوطة وتبن بلحج.

 

نبذة مختصرة

أكد المسؤول الإعلامي عصام أحمد علي الصياد، أن صندوق التكافل الطبي لمعلمي ومعلمات مديريتي الحوطة وتبن محافظة لحج، يهدف إلى تقديم الخدمات الإنسانية و المساعدات  المالية والطبية  للمعلمين المرضى الأعضاء المشاركين بالاستقطاع الشهري بمبلغ 500 ريال لصندوق التكافل الطبي، وايضاً يهدف لتعزيز روح الترابط الأخوي بين أعضاء المؤسسة التعليمية انطلاقاً من مبادئ الدين الإسلامي ِ

وأضاف أن صندوق التكافل الطبي له شخصيته الاعتبارية والمهنية، وذمة مالية مستقلة يمارس نشاطاً "خيرياً" ولا يستهدف من نشاطه جني الربح المادي لأعضائه، وله لائحة منظمة لبرامجه تتكون من26 صفحة.

 

فكرة الإنشاء

واستطرد الصياد عن بداية فكرة أنشاء الصندوق قائلاً لقد كانت من الملتقى التربوي للمعلمين الحوطة وتبن كان بعض الأخوة في الملتقى حيث كان ينشر خبر تعرض المعلم الفلاني لذبحة صدرية وآخر ينشر بعد فترة تعرض المعلم الفلاني لجلطة بالدماغ، وآخر ينشر تعرض معلمة لحادث مروري واسعافها إلى المستشفى، ويبدأ رئيس الملتقى بتوجيه دعوه لأعضاء الملتقى بالتبرع لمساعدة المعلم "فلان" لكونه مرقد في المستشفى من ثلاثة أيام ولايزال في غيبوبة بالعناية المركزة وبهذا يفتح باب التبرع لهذا المعلم عبر الملتقى بالواتساب، ونظراً لكثرة الابتلاءات بهذه العوارض الصحية وكذا وفاة بعض المعلمين على فراش المرض ولم يستطيع توفير قيمة الدواء، فقد أشار رئيس الملتقى التربوي الحوطة وتبن الاستاذ عدنان سعيد علي ولمرات عديدة  إلى فكرة إنشاء صندوق تكافل طبي يدعم الحالات المرضية لدى المعلمين وكان الإجماع على إنشاء صندوق التكافل الطبي.

 

قانونية الصندوق

وأوضح الصياد أن إجراءات إنشاء صندوق التكافل الطبي بطريقة قانونية فقط وأنشئ الصندوق بمقتضى أحكام قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية رقم 1 لسنة 2001، ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 129 لسنة 2004، بإشراف مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل محافظة لحج.

 

مكونات الصندوق

وأردف الصياد أن البناء القانوني والتنظيمي لصندوق التكافل الطبي يتكون من: 1/ الجمعية العمومية وهم المعلمون الأعضاء المشتركون بعضوية الصندوق وعددهم ما يقرب 650 معلما ومعلمة، 2/ الهيئة الإدارية وتتكون من سبعة أعضاء، رئيس الصندوق/ الأمين العام / المسؤول المالي/ مسؤول العلاقات العامة/ المسؤول الصحي/المسؤول الاجتماعي/ المسؤول الإعلامي، وتتولى الهيئة الإدارية إدارة الصندوق الذين تم انتخابهم بطريقة ديمقراطية من قبل أعضاء الجمعية العمومية، 3/ لجنة الرقابة والتفتيش وتتكون من 3 معلمين، 4/ اللجنة استشارية وتتكون من 3 افراد.

 

الحالات المرضية

وعن الحالات المرضية التي يتكفل بها الصندوق قال الصياد، الحالات هي أمراض السرطان نقدم دعما ماليا بمبلغ 700000 ريال، والجلطات مبلغ 300000  ريال، أما عن عمليات النساء والولادة القيصرية نقدم مبلغ  150000 ريال، بينما الفشل الكلوي بمبلغ 400000 ريال ، وجراحة القلب بمبلغ 500000 ريال، والعمليات الجراحية بمبلغ 300000 ريال، وفيما يتعلق بالحروق العميقة نقدم مبلغ 200000 ريال، ومرض الصفار فيروس الكبد بمبلغ 200 ألف ريال، وفي حال الوفاة واجب العزاء نقدم دعم بمبلغ 150000 ريال.

 

 إجراءات المساعدة

وفيما يتعلق بالإجراءات التي يتقدم بها المعلم المريض قال الإعلامي عصام: "نطلب من المريض ملفا متكاملا يحتوي على التقرير الطبي، والفحوصات الطبية، والكشافات الطبية، وصورة من البطاقة الشخصية، إضافة إلى تأكيد معمد بتوقيع والختم من مدير المدرسة التي يعمل بها المعلم المريض، ويقدم الملف إلى رئيسة الصندوق وبعد الاطلاع تقوم بإحالة الملف إلى المسؤول الطبي في الصندوق لعرضه على الدكتور الباطني المختص بمستشفى ابن خلدون وهو طبيب متعاون مع الصندوق، لكي يقوم بفحص الملف والتأكيد بالحالة المرضية واستحقاق صرف الدعم المالي او لا ، وبعد البحث والتأكد من الحالة المرضية وموافقه اعضاء الهيئة الإدارية يتم تحرير الشيك وصرف المبلغ للمريض بصورة سريعة".

 

مصادر التمويل

وعن مصادر تمويل الصندوق مالياً، أكد الصياد على أن إيرادات الصندوق تعتمد على مبالغ الخصم من راتب المعلمين الأعضاء المشاركين بالصندوق والمبلغ المحدد للخصم من راتب المعلم باللائحة فقط 500 ريال شهرياً،  ويودع المبلغ  كل شهر في البنك الأهلي فرع لحج  تحت رقم حساب 90025.

 

القطاع الخاص

وأشار الصياد  بدور القطاع الخاص على أنه منعدم تماماً في دعم صندوق التكافل الطبي، رغم مناشدة قيادة الصندوق لفاعلي الخير عدة مرات بدعم الصندوق مالياً والتي كان آخرها بشهر رمضان الماضي بصحيفة الأيام، وتحرير مذكرة من قبل مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة الأستاذ/ فهمي بجاش، موجهه إلى الأخوة بمؤسسة النقيب الخيرية وكان هذا قبل عيد الأضحى،  لكن للأسف لم نجد أي  تجاوب من الاخوة في المؤسسة حتى هذه اللحظة، وايضاً لقد قام بعض أعضاء الصندوق بالذهاب إلى الأخوة غي مصنع إسمنت الوطنية وبمعية رئيسة الصندوق، وقابلوا المدير التنفيذي في المصنع والذي طلب  منهم إحضار مذكرة من محافظ المحافظة،  ولقد تم رفع مذكرة من إدارة الصندوق للأخ المحافظ لغرض تحرير مذكرة لمصنع اسمنت الوطنية من المحافظ، إلا ان المذكرة دخلت في بريد مكتب المحافظ ولم تخرج حتى هذه اللحظة.

 

رصيد الصندوق

وكشف الصياد عن رصيد الصندوق المالي بمبلغ 400 الف ريال معتمدًا لمعلمة مريضة بالسرطان، مشيراً إلى أنه  لا يزال ينقص المعلمة مبلغ 300 ألف ريال حتى يتم صرف لها المبلغ، ولهذا ستنتظر حتى الخصم الشهري من راتب شهر أغسطس لكي يكتمل المبلغ 700000 ريال ليتم صرفه للمعلمة المريضة بالسرطان وبحسب ما هو متعارف عليه،  ونوه الصياد على أن رقم حساب الصندوق التكافل الطبي في البنك الأهلي فرع لحج هو 90025 لمن يرغب من أهل الخير والإحسان ورجال المال والأعمال بتقديم أي دعم مالي للصندوق.

 

الخصم طوعيًا

ورداً عن السؤال موظفي تربية تبن تقريباً 3500 موظف وموظفة ، لماذا لا يتم استقطاع من مرتباتهم مبلغ مالي من 500 الى 1000 ريال شهرياً لدعم نجاح عمل الصندوق؟

 أجاب الصياد موضحاً أن الانضمام إلى الصندوق  يعود لحرية المعلمين والمعلمات بالموافقة على مبلغ الخصم وهو 500 ريال فقط ولا يوجد اي استقطاع إجباري  في رواتب المعلمين والمعلمات .

 

دور السلطة المحلية

وقال الصياد للأسف السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة لم تقدم لدعم الصندوق ولو ريالا واحدا.

 

عدد الحالات

مشيرا إلى استهداف صندوق التكافل الطبي منذ تأسيسه للمعلمين والمعلمات في الحوطة وتبن  لعدد9 حالات بمبلغ إجمالي4450000،(اربعة مليون وأربعمائة وخمسون الف ريال) من شهر يناير2023 حتى شهر أغسطس من نفس العام.

 

موارد محدودة

وعن مساعدة الصندوق بدعم المرضى للسفر في الخارج قال الصياد: "أخي الكريم موارد الصندوق  محدودة تعتمد على الاشتراكات الشهرية للأعضاء المشاركين بالصندوق وهي تقل على 400 ألف ريال شهرياً إي بحدود 350 ألف ريال تقريباً، وهذا مبلغ بسيط جداً لا يستطيع أن يعالج المريض حتى على مستوى الداخل".

 

 

 

توعية ميدانية

وفيما يتعلق بالتوعية الميدانية في المدارس واماكن القطاع الخاص حول أهداف الصندوق وعمله الإنساني، فقد أكد الصياد بوجود برامج توعية بملتقيات المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي باستمرارية.

 

كلمة أخيرة

وقبل الختام أوضح الصياد عن الكلمة التي يود قولها لرجال المال، على أن لا خير في أمة يهان فيها معلموها، وإن أرتم بلدكم مستقرا تمارسون تجارتكم فيه بأمان وطمأنينة فساعدوا وأعينوا مربي الأجيال، حتى ينشأ جيل متعلم واعٍ مثقف يحترم من حوله من أبناء المجتمع.

 

طموح في المستقبل

ويتمنى الصياد في المستقبل إيجاد شراكة تعاون داعمه مع المؤسسات الخيرية لتتكفل بدفع حساب المعلمين وأبنائهم المرضى في المستشفيات الخاصة بمدينة عدن، بحيث يقوم الصندوق بفتح حساب للمعلم العضو المريض وتتكفل المؤسسات بدفع بقية الحساب للمعلم المريض في المستشفى.

 

كلمة أخيرة

وعبر الصياد في خاتمة الحوار عن شكره وتقديره لصحيفة "الأمناء" لتسليط الأضواء على أهداف وبرامج مشروع النظام الأساسي لصندوق التكافل الطبي لمعلمي وموظفي التربية والتعليم بمديريتي الحوطة وتبن محافظة لحج، سائلاً الله أن يكون لهذا اللقاء أثرًا طيبًا بإسناد الصندوق مالياً حتى يتمكن من تحقيق كامل أهدافه مع جميع المرضى بإذن الله.



شارك برأيك