كتب : احمد السيد عيدروس

لقد نبتت في صدري صخرة 
حين حرثنا الأرض قبور 
وبذرنا فيها جثثاً لدهور 
ماذا كنا نتوقع أن نحصد 
هل كنا نتوقع أن نحصد رحيقاً وزهور 

السحب كانت تمطر شظايا قنبلة 
والرعد كان صوت دوي إنفجار 

سأهديك صخرة نبتت في صدري 
فأنا لا أملك حديقة أزهار

سبأ أنتي رسالة جاءتني من القدر 
سبأ ياشقيقة القدر لا تغفري ذنبي فذنبي لا يغتفر 

سبأ سأهديك صخرة فأنا لا أحب الزهرة 
فأرضنا رماد تحرقها جمرة 

سأهديك صخرة لا تحتاج إلى الماء 
فالصخر لا يموت ولا يحتاج إلى هواء 
الصخر في الحرب لا يذبل ولا ينهار 

يا شقيقة القدر أقبلي مني صخرة يملأها الضجر 
إزرعيها في حديقة وأتركيها تنتظر المطر 

إحرقي كل الحشائش من حولها لكن لا تحريقها 

سبأ إزرعي في وطني هذه الصخرة فأنا لا أحب الأزهار 

 فهذه الصخرة كانت في الماضي لؤلؤة جميلة  تشبه لؤلؤ المحار 

فسمعت الصوت الغاضب  يبكي وينادي يا حباً ليتك لم تخرج من باب الدار 

ماذا أصنع بك يا صخراً لا ينمو ماذا أصنع بك يا صخراً محتار 

نطق الصخر وقال هذه ليست أعذار 
فحين يموت الكل ولا يبقى أحدٌ بالدار 
من سيرعى حديقة منزلكي التي تملأها الأزهار

تلك الأزهار تزداد نمواً كل نهار 
تلك الأزهار تحتاج رعاية  حتى لا تأكلها النار 

سبأ للمرة الأخيرة لا تغادري لا تركبي السفينة

سبأ لا ترحلي وتتركيني رهينة 
فلا أريد  أن أراك تركبينا السفينة فأنا لا أحب الإبحار

هل قلبي صخرة أم دفتر أشعار لماذا كل هذا الإنتظار 

هل قلبي بحر تأوي إليه الأنهار 
سأبني في قلبي سداً للحب قوي لا ينهار 
فأتت سبأٌ كالريح وكالأعصار 
فتركت سدي مندثر  جرفته سيول الأمطار

لا أحمل في جوفي إلا صخرة تأبى التكسير 

لا أحمل في جوفي إلا وطناً يهوى التغيير 

من سرق الصخرة يا وطني 
من كسّر أضلاعي الواحد العشرين 
هل خدر جسدي فجسدي لا يهوى التخدير 

سأحول مجرى النهر وسأحفر في الصخر 

فلا تنتظريني فقد لا أعود ولا تسأليني من أنا فقد لا أبوح فأنا طائر مذبوح لن  يطير مرة أخرى

لكن حين قرأتي على رفاتي ترانيم السماء تمنيت أن أبعث من جديد 

تمنيت أن أولد من جديد على يديك 

لكن كيف سأناديك وليس لدي صوت كيف سابكي وليس لدي دموع 
فايقنت أنني من رؤياك ممنوع ممنوع