مع صبيحة يوم الاثنين 13 محرم فجعنا بخبر وفاة المرحوم أحمد محمد حسين الضباعي، المشهور باسم (شوقي)، وكان الخبر جلل لأهله وأصدقائه وزملاء عمله، فلله ما أعطى وما أخذ، وهذا أمر الله ولا اعتراض عليه، ومن باب الوفاء لفقيدنا الغالي شوقي سطر قلمنا المتواضع ونحن في غاية الحزن.

لقد عرفنا وعرف كل من زامل وعاش مع فقيدنا شوقي بأنه كان من أبرز مؤسسي جهاز أمن الدولة في الجنوب، وكان مقتدرًا فيه طوال 20 عامًا، وقبل ذلك كن في ريعان شبابه أحد مناضلي حرب التحرير في مدينة كريتر عندما كان جنديا نشطا في سجن عدن المركزي، ولهذا اختار له زملاؤه في الخلية القيادية للجبهة القديمة عندما انضم إليها الاسم الحركي "شوقي" الذي ظل ملازما له واشتهر به حتى آخر يوم في حياته.

وكان من العناصر الناضجة والمقتدرة في المجال الأمني، فقد تم مضايقته في فترة سيطرة مفتاح ومحسن الشرجبي على جهاز أمن الدولة، هو والعديد من أمثاله واستبدالهم بإخوة مقربين من الشرجبي وأحيل إلى العمل كمندوب في إحدى المكاتب تخلصًا منه لمعرفتهم بكفاءته المقتدرة وحرمانه من الوصول إلى مكانة رفيعة في الجهاز، ومع ذلك ظل صامدا ويؤدي واجبه الوطني بكل كفاءة واقتدار أينما وضع؛ لأنه صاحب حكمة وإرادة وعمل خلاق.

ولقد جمعتنا بالفقيد زمالة عمل في الهيئة الإدارية لجمعية لبعوس الخيرية طوال أكثر من 15 عاما منذ تأسيس الجمعية عام 2000م حتى ما قبل مرضه رحمه الله.

وكنا في الهيئة الإدارية نستأنس بآرائه القيمة دائما عندما كنا نناقش أمور العمل الخيرية بين الناس وبالإضافة إلى إسهاماته القيمة في العمل الخيري، فقد كانت له إسهامات عدة في المجالات الشعرية مع العديد من الشعراء وعلى الأخص الشاعر الفذ المرحوم الخالدي، وقد صدر لشوقي عام 2010م ديوان شعري قيم احتوى كل أشعاره ومساجلاته مع العديد من شعراء الجنوب.

رحمه الله رحمة الأبرار، ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.