كتب : احمد السيد عيدروس

تلك الأنفاس البطيئة وذالك النبض الضعيف وهذا الوجه الشاحب يخبرنا شيأً واحداً 

هو أن الموت يزحف نحونا ببطئ 

ليخطف بقايا تلك الروح العالقة بذكريات الماضي المتشبثة بالحياة 

شيخوخة الوطن هي ساعي البريد الذي يوصل لك الموت والنهاية في ظرف ويطلب منك إستلامه والتوقيع عليه فإن لم تكن تجيد القرآءة فلا تمضي على شيء لا تعرف عواقبة 

 إن لم تكن تمتلك بلسماً يداوي مظاهر الشيخوخة للوطن فلا تخوض ثورة للتغيير 

فالثورة قد تكون بلسماً للعلاج وقد تكون سم زعاف فهي سلح ذو حدين

كيف عرف الإنسان الثورات؟؟ وهل هي حقاً إكسير للحياة؟؟

الثورة فعلاً إكسير حياة حين يقودها قائد يحب وطنه 
وعرفها الإنسان منذ القدم حين زاد ظلم البشر لبعضهم 

يقال أنه حين تشيخ الأوطان ترتشف رشفة من إكسير الحياة فتعود فتيةً وتزول منها التجاعيد 

فالثورة هي إكسير الحياة الأبدي الذي يضخ الروح الشابة للأوطان الشآئخة

ماذا حدث لهذا الوطن فقد زادت على وجهه التجاعيد وأضيفت عليها جروحاً و كدمات وهالات سوداء 

هل أُعطي للوطن جرعة فاسدة من إكسير الحياة 

أو أن الجرعة كانت زائدة فثلاث جرعات من إكسير الحياة في وقت واحد كفيلة بقتل الوطن المنهك

الوطن لازال ينازع سكرات الموت 

لقد كانت الثورات المتلاحقة مرهقة فقتلت الوطن العجوز ولم تقدم له شيء 

منذ القدم عرف الإنسان كيف ينهض بوطنه حين تترهل أطراف الوطن  وتتصلب مفاصله كان الإنسان يقوم بثورة تعيد القوة والحياة للوطن وهكذا أصبحت الثورات إكسير حياة للأوطان الشآئخة 

لكن ما يحدث اليوم هو أن هذه الثورات زادت الطين بللاً وزادت الأوضاع صعوبةً أكثر من السابق فمعالجة آثار الثورات الفاشلة أعادت الوطن قرون إلى الوراء وخنقته وقضت على أحلامه بالنهوض 

الثورات سلاح ذو حدين إن وقعت في اليد الخطئ فستدمر الوطن