آخر تحديث :الجمعة 19 يوليو 2024 - الساعة:03:55:28
"عمرو جمال" والإنجاز الفردي.. السينما في اليمن ما زالت تنطلق من (كوخ) جعفر في عدن!
(كتب /عبد الرحمن أحمد عبده)

خلال النصف الأول من ستينيات القرن الماضي، أنجز المصور اليمنيّ، جعفر محمد علي، فيلمَه السينمائي الروائي (من الكوخ إلى القصر)، وعُرض جماهيريًّا لأول مرة، في مدينة عدن، عام 1965م، على مسرح مدرسة البادري في حي (كريتر)، وعُدَّ بذلك أول فيلم بتاريخ السينما في اليمن، كما هو "مدوّن في سجل السينما العالمية"، وفقًا للإعلامي شكيب عوض.
لكن من الإنصاف هنا التذكير بأن أول فيلم أُنجز، قبل ذلك، في اليمن، كان فيلم (عبث المشيب) عام 1951م، كما ورد في كتاب (ظهور السينما وتجربة الإنتاج السينمائي بحضرموت) للصحفي علي سالم اليزيدي، غير أنّ هذا الفيلم لم يُعرض جماهيريًّا.
اعتمدت تجربة الإنتاج السينمائي الروائي المتواضعة في اليمن على الإنتاج الفردي لمبدعين، عشقوا فن السينما، ولم ترتقِ إلى مستوى الإنتاج المؤسسي، ومنذ التجارب الأولى المتواضعة، وحتى الآن، برزت أسماء عديدة من الفنانين، الذين قدّموا أعمالًا سينمائية متباينة المستويات، غير أنّ تجربة الفنّان عمرو جمال، خلال السنوات الأخيرة بدت لافتة، وهذا بالطبع لا يقلل من تجارب الآخرين، وأبرزهم الفنان المخرج د. سمير العفيف.
وخلال المرحلة، منذ فيلم (من الكوخ إلى القصر) للمصور جعفر محمد علي، عام 1965م، وحتى فيلم (المرهقون) للمخرج عمرو جمال، عام 2023م، ظلّ الفيلم السينمائي اليمني رهن الإنجاز الإبداعي الفردي، وإن كان الأخير اعتمد دعمًا لجهات مانحة، أي إن العمل السينمائي الروائي، ما زال يولد في (الكوخ) الخاص للفرد المبدع.
فن السينما إنتاج وصناعة ذات تكلفة عالية وتحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة، لاعتمادها كوادر كثيرة، ومستلزمات تقنية ومعامل، وكذلك تسويق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأفلام الروائية، ما يعني وجود شركات إنتاج سينمائي كبيرة. 
اللافت، تاريخيًّا، أن اليمنيين عرفوا السينما في وقت مبكر من القرن الماضي، في مدينة عدن، وتحديدًا في عام 1918م، عندما شاهد جمهور المدينة، لأول مرة العروض السينمائية، في دار عرض متواضعة، كان موقعها في حارة (القطيع) بمدينة كريتر، وكانت العروض السائدة فيها للأفلام الهندية، بحكم أنّ تلك الحارة بدرجة أساسية تميزت بسكن الجالية الهندية أو الأسَر التي يعود أصلها إلى الهند.
هكذا تعرّف اليمنيّون على هذا الفنّ، بعد 23 عامًا من أول عرض سينمائي في العالم كله، في باريس عام 1895م، لتظهر بعد ذلك دار سينما (هريكن)، التي أسّسها (طه مستر حمود)، الذي يعتبر ملك السينما في عدن، بحكم أنه امتلك دُور عرض مختلفة في مدينة عدن.
ورغم معرفة اليمنيين لفن السينما مبكرًا، فإنهم لم يصلوا إلى مرحلة صناعة السينما، وتعثرت الخطوات الجادة الأولى، نتيجة ظروف الصراع السياسي في جنوب البلاد، وأحبط معها بالتالي مشروع وطني لصناعة السينما في اليمن، لتتضاءل الفرص وتختفي كليًّا بعد ذلك في السنوات التالية، حتى وصل الأمر إلى ضياع دور العرض السينمائي في عموم البلاد، بعد منتصف تسعينيات القرن الماضي، لأسباب عديدة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البداية الحقيقية والصحيحة، في مجال الإنتاج السينمائي، كانت مع إنشاء المؤسسة العامة للسينما في جنوب اليمن عام 1972م، أي بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني بخمس سنوات، وتزامن ذلك مع إيفاد العديد من الشباب لدراسة فن السينما بجميع تخصصاته خارج البلاد، ودارت العجلة حينها وأنجزت المؤسسة 45 فيلمًا تسجيليًّا وعددًا من المجلات السينمائية الإخبارية، مستعينة في إنتاج بعضها بخبرات عربية فلسطينية وعراقية، وكانت تعرض في دُور السينما بالمحافظات، كما شاركت بعضها في عدة مهرجانات دولية بفئة الأفلام الوثائقية والتسجيلية، وحصلت على جوائز هامّة.
ورغم البداية بإمكانات فنية متواضعة فإن استمرارية العمل قد وضعت اللبنات الصحيحة لخلق سينما وطنية يمنية خالصة، حينها، وأُنشئت دائرة الإنتاج السينمائي في المؤسسة، وبدأ مع مطلع الثمانينيات الترتيب لإنتاج الأفلام الروائية، كما وُضع مشروعٌ لبناء إستوديو لإنتاج الأفلام الوثائقية.
خلال ثمانينيات القرن الماضي حضّرت المؤسسة العامة للسينما في عدن، لإنتاج فيلم روائي، للتوثيق لثورة 14 أكتوبر، وفعلًا جاء بعضٌ من الفنّانين العرب، مثل: المخرج المصري صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، والمؤلفة فتحية العسال، والفنان عبدالرحمن أبو زهرة، وسينمائيين من الاتحاد السوفييتي، آنذاك، إلى عدن لهذا الغرض ولكن تعثر الأمر، بسبب وضع البلاد حينها، وهو ما أكّده لي الإعلامي شكيب عوض والمخرج السينمائي خليل غانم، في أحاديث صحفية سابقة أجريتها معهما، فيما طرحت فكرة،…


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك