الْوَسَطِيَّةُ هذا المصطلح الذي يشير الى الِاتِّزَانِ والعدل، لذا تجده مَحْبُوبًا مَرْغُوبًا لَدَى عِلِّيَّةِ الناس وَعقَالِهِمْ وتجد الكثير من الناس يَدَّعِيهِ؛ كيف وقد وصفت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ".

 ولقد تَحَدَّثَتْ إذاعة نور عدن للقرآن الكريم عن هذا المصطلح وَقَدَّمَتْهُ للجمهور بمفهومه الشرعي، و هذا ما سَأَذْكُرُهُ لِلْقُرَّاءِ الكرام في هذا المقال - لأهمية الموضوع وَحَسَاسِيَتِهِ - : 

ففي برنامج (محاسن الإسلام) البرنامج الحصري لنور عدن الذي يُقَدِّمُهُ الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ الْفَقِيهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْعِي الْعَدَنِيُّ حَفِظَهُ اللَّهُ؛ تَحَدَّثَ عن هذا المصطلح الهام من عدة جوانب، ففي الحلقة رقم ( ۱۲ ) من برنامج محاسن دين الإسلام بعنوان "من محاسن هذا الدين الوسطية والاعتدال":
بين الشيخ " أن من أعظم سمات وصفات هذا الدين العظيم وأجمل مواضع جماله (الْوَسَطِيَّةُ والاعتدال) في أحكامه وتشريعاته بعيدا عن غُلُوِّ الغالين وتفريط وتساهل الْمُقَصِّرِينَ".
وَحَتَّى لَا يَتَقَوَّلَ مُتَقَوِّلٌ : بِأَنَّ مَا عَلَيْهِ هُوَ هُوَ الْوَسَطِيَّةُ! بمحض الهوى أو الذوق أو العاطفة؛ يضع الشيخ المعايير الشرعية لِلْوَسَطِيَّةِ وأنها "تكون بالنظر إلى المعايير الشرعية وليست قسمة لغوية وليست بالعقل أو الهوى.
مبينا أن الْوَسَطِيَّةُ وعدم الغلو في هذا الدين مأخوذة من ثلاثة محاور عظيمة:
۱ - نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
٢- لزوم غرز العلماء  سَلَفًا وَخَلَفًا في فهم معنى الوسطية.
٣- لزوم جماعة المسلمين وتجنب الشذوذ".
والشيخ إذ يضع هذه المحاور والخطوط العريضة يوضح أن  التراث الإسلامي العقدي والفقهي عاصم لمن تمسك به - بفضل الله - من الغلو والجفاء، وقادر على رسم حدود الوسطية التي يصلح بها حال البلاد والعباد.

 تحدث الشيخ أيضا عن " أن الْوَسَطِيَّةَ تتناول جوانب الحياة فالذي أمر بعبادة الله وطاعته - سبحانه - قال سبحانه أيضا "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، والذي أمر بالاعتناء بِالرُّوحِ وَالرُّقِيِّ بها في مراتب الإيمان والإحسان لم يهمل الجسد " إن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا "
قلت: وما أجمل هذه النظرة المتزنة المستنبطة من روح الشريعة الْغَرَّاءِ.

تحدث الشيخ أيضا "عن وَسَطِيَّةِ هذا الدين في مرونته بالتعامل مع الآخرين حتى من غير المسلمين، مرونة لا تقتضي انبطاحا وانقيادا، هُوِيَّةٍ وَشَخْصِيَّةٍ؛ بل ثبات مع رحمة ورفق في التعامل مع الآخرين وإن كانوا من المخالفين".
وبهذا يضع الشيخ معنى الْوَسَطِيَّةِ بين الرحمة والرفق والمرونة في جانب وبين الثبات والتماسك وعدم الانقياد في الجانب الآخر، بهذا يسير المسلم باتزان واعتدال.

أخيرا هذا مجمل ما أحببنا مشاركته مع الْقُرَّاءِ الكرام من برامج إذاعة نور عدن للقرآن الكريم - في هذا المقال المختصر - حول مفهوم الوسطية، وللحديث بقية في مواضيع أخرى من:
نور عدن - نور وهداية 94.1fm