آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:00:45:15
عرض الصحف البريطانية - الهجرة غير الشرعية: هل تتغاضى أوروبا عن حقوق الإنسان في تونس مقابل منع تسلل المهاجرين؟
(الامناء نت / متابعات)

نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الغارديان التي نشرت مقالا لباتريك وينتور تناول فيه الانتقادات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي بسبب محاولته "تبييض وجه" الرئيس التونسي قيس سعيد على أمل أن يتمكن من وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسللون إلى أوروبا عبر سواحل بلاده.

وقال وينتور إن أطفال وأسر القضاة والسياسيين التونسيين المحبوسين يتهمون الاتحاد الأوروبي "بخيانة القيم التي يعتنقها من خلال تبييض وجه نظام سعيد على أمل قد لا يتحقق إلى حدٍ كبيرٍ في أن يتمكن الرئيس التونسي من التصدي لتدفق المهاجرين إلى أوروبا".

ورغم ممارسات طمس معالم الديمقراطية التي تقوم بها حكومة قيس سعيد على مدار العامين الماضيين، قرر الاتحاد الأوروبي منح تونس مليار يورو في شكل مساعدات مالية.

وهذه الحزمة من المساعدات المالية الأوروبية مرهونة بقبول الحكومة التونسية الشروط والإجراءات ذات الصلة بحزمة مساعدات صندوق النقد الدولي بقيمة 1.9 مليار دولار، وهي خطوة يحاول الرئيس التونسي تأجيلها منذ فترة.

وقاد المطالبة بهذه الحزمة من المساعدات الأوروبية لتونس في الاتحاد الأوروبي، اثنان من رؤساء الوزراء في دول المنطقة الأوروبية؛ هما رئيس وزراء هولندا مارك روت، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني.

واقترح رئيسا وزراء البلدين تلك الحزمة من المساعدات الأوروبية لتونس أثناء زيارة قاما بها بصحبة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في الحادي عشر من يونيو/حزيران الجاري.

ويرجح معارضو تلك المساعدات أن أموال دافعي الضرائب في أوروبا قد تستخدم في تقديم يد العون لتونس في أزمتها الاقتصادية دون شروط تتعلق بحقوق الإنسان، علاوة على إمكانية أن تؤدي الأموال الأوروبية إلى تعزيز موقف سعيد في معركته الحالية مع صندوق النقد الدولي التي تستهدف تخفيف الشروط التي يفرضها عليه الصندوق مقابل منحه القرض.

ولا يزال رفض سعيد لشروط صندوق النقد الدولي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في تونس.

وأعربت كوثر فرجاني، ابنة القيادي البارز في حزب النهضة سعيد فرجاني المحبوس في سجون تونس، في لاهاي بعد جولات من المقابلات التي أجرتها في أوروبا وبريطانيا عن "أسفها لغياب قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بتونس. إنهم يفضلون تبييض وجه هذا الرجل".

وأضافت: "لا يوجد اتساق في الموقف الأوروبي، وهناك معايير مزدوجة يتلاعب بها أصحاب نظريات المؤامرة الذين يقولون إن دعم أوروبا لأوكرانيا ليس له علاقة بحقوق الإنسان، إنما يأتي لكراهية روسيا، وهو ما ينزع الشرعية عن قضايا أخرى".

وتساءلت عن جهات إنفاق هذه الإعانات، مرجحة أنها لن تنفق على منع المهاجرين من التسلل إلى أوروبا، لكن على قوات الأمن ومعداتهم وأجوز الموظفين المدنيين الذي يعملون في خدمة قيس سعيد.

وقال عزيز العكرمي، ابن القاضي البارز في تونس بشير العكرمي، إن القضاة في تونسي "يعيشون في حالة خوف وفوضى شديدة، ويعرفون أنهم إذا لم ينصاعوا لمطالب الرئيس، فسوف يفقدون وظائفهم في اليوم التالي".

وأضاف: "مفهوم الفصل بين السلطات لم يعد له وجود، كما فقد القضاء التونسي استقلاليته، بينما ينهار الاقتصاد بأكمله".

وقال إلياس الشواشي، ابن زعيم المعارضة غازي الشواشي، إن والده اعتقل منذ أكثر من أربعة أشهر دون أن توجه إليه اتهامات واضحة أو يُحدد موعد عرضه على المحكمة.

"أسواق المال وتمرد فاغنر"
بدأت أسواق المال العالمية تتخلص من وطأة المخاوف التي سادت المشهد العالمي جراء تمرد جماعة فاغنر في روسيا على مدار نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما أدى إلى تعافي الأسهم العالمية بصفة عامة في أول أيام التداول في الأسبوع الجديد.

وارتفع مؤشر ستاندردز آند بورز 500 للبورصة الأمريكية بحوالي 0.4 في المئة، في حين خسر مؤشر ناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة بحوالي 1.2 في المئة.

لكن التعافي الذي أظهرته الأسهم الأمريكية لم يصل إلى بورصات أوروبا، إذ أدت مخاوف تفاقم الأزمة العسكرية في روسيا إلى تراجع كبير في أسهم شركات الدفاع في أوروبا، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وكانت العقود الآجلة للنفط هي الأصول الأكثر تأثرا بشكل مباشر من "دراما نهاية الأسبوع الماضي عندما شهدت روسيا تمردا ضد زعيم البلاد فلاديمير بوتين" من قبل جماعة مرتزقة فاغنر.


ورأى المتداولون في أسواق النفط العالمية أن هناك مخاوف حيال إمكانية تراجع المعروض من النفط الروسي حال الإطاحة ببوتين، وهو الأثر المباشر الذي وقع على الأسعار التي ارتفعت إلى حدٍ كبير في الجلسة الأولى من تعاملات أسبوع التداول الجديد.

وغالبا ما تؤدي أية مخاوف حيال نقص المعروض النفطي، خاصة عندما يكون هذا النقص من ثالث أكبر منتجي النفط على مستوى العالم، إلى ارتفاع الأسعار.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بحوالي 0.5 في المئة إلى 74.18 دولار للبرميل، في حين أضاف الخام الأمريكي، ويست تكساس، حوالي 0.3 في المئة إلى قيمة إغلاق الأسبوع الماضي.

وفي موسكو، يعاني الروبل الروسي من هبوط حاد إلى أدنى مستوى له في 15 شهرا ليصل سعر الصرف إلى 87 روبل لكل دولار أمريكي.

وبالانتقال إلى بريطانيا، أظهر مؤشر فوتسي 100 لبورصة لندن أسوأ أداء له منذ مارس/آذار الماضي، وهو ما جاء نتيجة لتصاعد السلبية في الأسواق وامتداها من الجمعة الماضية إلى افتتاح الجلسة الأولى من تعاملات بورصات أوروبا الاثنين الماضي.

وأعلن جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأسبوع الماضي إمكانية رفع الفائدة مرتين حتى نهاية هذا العام.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن وحدة التحليل الاستراتيجي للأصول المالية في مجموعة جيه بي مورغان قالت: "نتوقع أن يحقق النمو تقدما معتدلا في (النصف الثاني من 2023) حيث تلاشت القوة الدافعة التي دعمت القطاع الخدمي في الفترة الأخيرة نظرا للسياسة النقدية التشديدية وتشديد القيود على الائتمان".

 




شارك برأيك