آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:01:08:00
"الأمناء" تستطلع آراء مختصين وأكاديميين حول تأثير وسائل الإعلام على سلوكيات الأطفال
(الأمناء / استطلاع/مريم بارحمة :)

تغيرت سلوكيات الأطفال بالسنوات الأخيرة من الهدوء إلى السلوك العدواني والعنف غالبا بشكل لافت، ومما لا شك فيه أن تعرض الأطفال المتكرر لمحتوى إعلامي عنيف يشجع على السلوك العدواني، ويخلق قناعة لدى الطفل أن العنف هو الحل المناسب للمشاكل.

وكشفت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال عن أبحاث امتدت لـ 30 عاماً إلى أن تأثير العنف في الإعلام المرئي على الأطفال والمراهقين يرتبط بالسلوك العدواني والكوابيس والقلق وزيادة الحساسية للعنف.

وأظهرت دراسات علمية وجود علاقة بين العنف والسلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين وبين محتوى وسائل الإعلام المرئي، وقد يؤدي ذلك إلى الانسحاب من العلاقات مع الأصدقاء، كما قد يجعل الطفل ضحية سهلة للعنف نفسه.

في هذه الزاوية تسلط "الأمناء" الضوء على تأثير ما يضخ الإعلام يوميا في عقول ونفوس الأطفال من خلال ما يعرضه الإعلام بمختلف وسائله من محتويات متطرفة وشاذه في بعض برامج الأطفال (مثل: الأفلام الكرتونية)، وكيف يمكننا حماية أطفالنا من الكم الهائل الذي يتعرض له الأطفال من عنف ومحتوى غير لائق أو شاذ في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية (مثل الأفلام الكرتونية وغيرها..)؟ وما الأثر النفسي الذي قد تتركه بعض أفلام الكرتون على نفسية أطفالنا؟ وما دور الأهل في تنقيه وفرز البرامج والأفلام المناسبة وغير المناسبة للأطفال؟ وما دور المؤسسات التربوية في حماية الأطفال من العنف والانحراف الفكري والأخلاقي عن قيمنا العربية وديننا الاسلامي الحنيف؟

 

 

تأثير سلبي

ولتوضيح تأثير ما يضخ إعلاميا من محتويات عنيفة ومتطرفة وشاذه في بعض برامج الأطفال (مثل: الأفلام الكرتونية) عبر شاشات التلفاز والجوال وتأثيره في عقول ونفوس الأطفال البداية كانت مع الدكتورة د. تماني علي سيف، استاذ مساعد بقسم الخدمة الاجتماعية كلية الآداب بجامعة عدن تتحدث قائلة :" أكيد له تأثير سلبي على الأطفال؛ لأن الطفل في سن صغير لا يعي ما يتناوله الإعلام من برامج غير مناسبة حيث من الممكن أن يبدا الطفل بالتقليد لكل ما يراه ويشد انتباهه".

 

غرس المبادئ

بدورها الأستاذة رانيا الحمادي، مسؤولة الاتصال والتواصل في مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري تضيف :" تأثير سلبي وخاصة في تقديم محتويات متطرفة وشاذة في بعض برامج الأطفال ناهيك عن القنوات التعليمية التي يتم من خلالها الطفل غرس المبادئ التوجيهية والإرشادية، فهناك قنوات أطفال خاصة في ظل تواكب العصر الحديث ومواقع التواصل الاجتماعي فلابد من حل لتلك المشكلة حتى لا يتم توسيع معارفه بالأمور الخاطئة واشغال وقت فراغه بالبرامج الصيفية والبرامج الأخرى المفيدة".

 

ما يغرس اليوم يحصد غدا

ولمعرفة كيف يمكن حماية اطفالنا من الكم الهائل الذي يتعرض له أطفالنا من عنف ومحتوى غير لائق أو شاذ في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية (مثل الافلام الكرتونية وغيرها)، توضح ا. رانيا الحمادي قائلة:" حماية الأطفال يتم من خلال توعية الآباء والأمهات لهذه المحتويات وذلك بمراقبة الطفل وتوجيهه بأن هذه القنوات غير أخلاقية وتشكل قلق و خطر على الطفل ويجب على الوالدين تطور نمو الطفل الإدراكي بالمهارات والتحكم بميوله نحو هدف سامي فالطفل بهذا العمر يدخل الكم الهائل من الأشياء التي يشاهده فالطفل قابل للتشكيل، ولكن بطريقة صحيحة فالطفل أيضاً هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقي التي يقدمها له الآباء في الحاضر"

 

تفعيل دور الأسرة

بينما تتحدث د. تماني قائلة :" يمكننا حماية اطفالنا من الكم الهائل الذي يعرض ويقدم للأطفال من عنف ومحتوى غير لائق أو شاذ في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية (مثل الافلام الكرتونية وغيره..) بتفعيل دور الأسرة من خلال مراقبة ما يشاهده أطفالها من أفلام أو مسلسلات ذات محتوى عنيف أو غير لائق".

 

فصل الطفل عن العالم

ولكشف الاثر النفسي الذي قد تتركه بعض افلام الكرتون على نفسية اطفالنا تقول الصيدلانية الدكتورة أمنه الشهابي، المنسق العام لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة أبين :" معروف ان قنوات الأطفال الحالية، اصبحت تدخل البيوت بدون استأذن وتبث، كل ما يريده القائمين على هذه القنوات لما يحقق لهم الربح التجاري السريع، وخاصة انه لا توجد رقابة عليهم، وبالتالي فان البث مفتوح خلال 24 ساعة يكون فيها الأطفال امام الشاشات لمتابعتها مما يترتب  على ذلك اثار سلبيه ونفسيه تتركها هذه الافلام من خلال الألوان التي تصيب الأطفال بالتوحد وسوف تلاحظون ان اغلب الأطفال الآن مصابون بمرض التوحد الكرتوني المكتسب من هذه القنوات، مضيفة:" الطفل طول اليوم يتخاطب مع الشاشة من خلال عيونه التي تظل مركزه على حركه الألوان والأصوات الصادرة عنهم وحركاتهم وبتالي يندمج الطفل مع هذه الشخصيات ويصبح يقلدهم ويكون جزء منهم يتكلم ويتحرك مثلهم، وينفصل عن عالم الأهل والبيت ويتحول إلى شخصية كرتونية".

 

مشكلات نفسية

 بينما ترى أ. رانيا الحمادي: أن الأثر النفسي يكون سلبي وغير إيجابي يدخله في مشكلة نفسية منها الرعب والقلق والتي يتسبب لها الكثير من الأطفال بمشاهدة تلك المحتويات وتطبيقه في الشارع أو البيت مع اخوانه أو غيرهم، فنجد الكثير من الوالدين يلجؤون الى المراكز النفسية لتقديم جلسات الدعم النفسي للطفل ويكون الاب والام هم المسؤولون الاول من وصول طفلها لهذه المرحلة والتي قد تتفاقم مستقبلاً عند تركه وعدم توجيهه بالتصرفات الصحيحة وتنبيه بالأخطاء.

 

انعكاس مخيف

 وتؤكد د. تمنى قائلة:" الأثر النفسي الذي قد تتركه بعض أفلام الكرتون على نفسية أطفالنا كبير، حيث نرى بعض الأطفال لا يستطيعون النوم خوفا من الأحلام المزعجة والمخيفة التي هي انعكاس لما يشاهدوه من أفلام عبر وسائل الإعلام وهذا يؤثر على سلوكهم تجاه الآخرين وإظهار العدوانية والتنمر نتيجة ما يشاهده" .

 

مراقبة الطفل وتوعيته

ولتوضيح دور الأهل في تنقيه وفرز البرامج والافلام المناسبة والغير مناسبة للأطفال تتحدث د. امنه الشهابي قائلة :" دور الأهل كبير وخاصة الأم؛ لأنها هي التي تظل متواجدة بالبيت مع ابناءها، كأن تخصص وقت معين للمشاهدة وتكون متواجدة معهم في تصويب أي خطاء يحصل من خوف أو صراخ وأن لا تترك الطفل وحيدا مع التلفزيون وأفلام الكرتون، وانتم تعرفون ان امهات هذا العصر اغلبهن مشغولات بالجوالات والجروبات والجمعات، ويصبح الطفل وحيدا ولذلك اشدد على أهميه مراقبه الطفل والمشاهدة للأفلام الكرتونية، مع الام واذا لاحظ الأهل أي خلال نفسي على الطفل يجب عرضه علي طبيب الأسرة وادماجه مع الأطفال وابعاده عن التلفزيون والتخاطب معه أغلب الوقت واحتضانه لكي يعود إلى طبيعته".

 

اختيار المناسب

فيما تضيف د. تمني :" على الأسرة مراقبة أطفالها واختيار البرامج المناسبة لأعمارهم والتي ممكن أن يكتسبوا منها المعرفة والمعلومات".

 

زرع القيم النبيلة

 بدورها أ. رانيا الحمادي تؤكد قائلة: " دور الأهل المتابعة والمراقبة أولا واخيرا وتكريس الطفل في برامج توعوية أكثر أهمية أو إدخاله لمخيمات صيفية واشغاله بمهارات أكثر حبا لها ومعرفة قصص الانبياء والمرسلين والتي تعطيه صورة واضحة وفهم اللغة العربية الفصحى وزرع القيم المفيدة وعدم توجهه للعنف بممارسة السلوك العنيف معهم والأهم من ذلك إشراك الطفل بدور محبب له في البيت حتى يشعر بأهميته".

 

الموعظة والأخلاق

وللتعرف على دور المؤسسات التربوية في حماية الأطفال من الانحراف الفكري والأخلاقي عن قيمنا العربية وديننا الاسلامي الحنيف تقول د. تمني :" المدرسة والمسجد لهم دور مكمل لدور الأسرة في تقديم الموعظة الحسنة والحث على الأخلاق والقيم المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف من خلال الاسترشاد بالرسول صل الله عليه وسلم والصحابة".

 

الحماية من العنف

بينما تردف أ. رانيا الحمادي قائلة : "دور المؤسسات التربوية مواجهة بعض مواقف الصراعات التي تؤدي إلى انحراف الأطفال وتوعيتهم بذلك الجانب؛ لأن ذلك قد يكون له أثر كبير في التحصيل الدراسي فنأمل من وجود تفريغ نفسي لهؤلاء الأطفال واشغالهم بالرسومات أو المواهب كالغناء والأناشيد وحفظ القرآن الكريم، وتوفر لهم الحماية من كل أشكال العنف والإساءة ومعاملتهم معاملة إنسانية واحترامهم من طرف الفاعلين التربويين داخل المؤسسة، كما أنهم لا يتعرضون للاستغلال والإهمال بل إلى تطوير كفاءاتهم الشخصية والاجتماعية وتأهيلهم للاندماج المدرسي والاجتماعي".

 


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك