آخر تحديث :الثلاثاء 16 يوليو 2024 - الساعة:01:40:00
آثار أبين بين الصمت المخيف والتخريب المتعمد ..
"الأمناء" تكشف النقاب عن حال المواقع الأثرية في أبين وكيف تم نهبها والعبث بها..
(الأمناء / استطلاع / جمال محمد حسين:)

متحف زنجبار.. أفضل متحف وطني في الجمهورية أصبح بقايا أطلال

قطع أثرية ثمينة بحوزة مواطنين يطالبون بحق الحماية لتسليمها

العامري: آثار متحف زنجبار المتبقية نحتفظ بها حاليًا في البنك المركزي بعدن

مدير مكتب آثار أبين: مكتب الأثار مقتحم من قبل النازحين

المواقع الأثرية في مودية ولودر وزنجبار تعرضت لعمليات حفر عشوائية

مدير عام زنجبار: إهمال الدولة شجع المواطنين على العبث بالآثار

 

تتعرض المواقع الأثرية في محافظة أبين للعديد من الأعمال العشوائية الضارة التي تتسبب في إلحاق الضرر والعبث والتخريب والاعتداءات المتكررة على المواقع الأثرية التي تحمل في باطنها كنوزًا من التحف التاريخية الثمينة، يحدث هذا العبث نتيجة لإهمال الجهات المختصة والسلطة المحلية، ما جعل هذه المواقع عرضة لعمليات التوسع العمراني والحفريات العشوائية التي يقوم بها بعض ضعفاء النفوس بغرض المتاجرة بالآثار وبيعها وتهريبها للخارج بثمن بخس. وتشكل عملية التوسع العمراني تهديداً خطيراً يضاف إلى سلسلة التهديدات التي تواجهها جميع المواقع الأثرية في مديريات محافظة أبين.

"الأمناء" شدت الرحال بالنزول الميداني للمواقع الأثرية في مديرية زنجبار برفقة النقيب أحمد كريدم - مدير إدارة الشرطة السياحية م/أبين، ومدير عام مكتب الآثار بأبين الأستاذ ربيع عبدالله الحسني، ومدير عام مديرية زنجبار شائع الداحوري، حيث كان النزول الأول للموقع الأثري في منطقة الشيخ سالم الواقعة شرق العاصمة زنجبار، الموقع طمسته الرياح، كما وجدنا الموقع قد تحول لموقع عسكري، حيث استخدم خلال الحرب الأخيرة، حيث لا زالت مصدات حماية ترابية موجودة استحدثتها القوات التي تمركزت في الموقع الأثري، ودخلت للموقع - كما علمنا - الدبابات وغيرها من الآليات العسكرية، وهذا ما أغضب مدير مكتب آثار أبين وكذلك نائب مدير الهيئة العامة للآثار ومدير الشرطة السياحية بأبين.

تجولنا في الموقع ووجدنا بقايا سور قديم طمسته الرمال لا يظهر إلا جزء يسير منه، الموقع بدون تسوير ولا توجد عليه أي حماية أمنية أو غيرها، ثم تحركنا لمتحف زنجبار والذي لا زال مدمرًا منذ حرب ٢٠١١م وعلمنا من مدير مكتب الآثار بأبين ربيع عبدالله وكذلك من الأخ سالم العامري نائب رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن هناك جهات سترممه قريبا.

 

أفضل متحف وطني في الجمهورية أصبح أطلالًا

تعرض متحف زنجبار الوطني، والذي كان من أفضل المتاحف الوطنية في الجمهورية، للنهب والتدمير، تم افتتاحه رسميا عام  ٢٠٠٨ حيث احتوى على العديد من القطع والتحف الأثرية الثمينة والذهب والأحجار الكريمة والتماثيل الأثرية وموروثات شعبية وثقافية لا تقدر بثمن، كل هذه الآثار تعرضت للنهب، وتعرض المتحف للدمار نتيجة للقصف التي تعرض له خلال الحرب التي شنتها العناصر الإرهابية عام ٢٠١١ على أبين، حيث تعرض قطاع الآثار في أبين لخسارة فادحة أدت لنهب العديد من القطع الأثرية الثمينة والعبث بكل محتويات المتحف ونهبه كاملا وقصفه وتدمير سقفه وأجزاء منه، وتم نهب كافة محتوياته حتى النوافذ والأبواب وأسلاك الكهرباء لم تبقَ سوى جدرانه المخربة من قصف القذائف والرصاص وصواريخ الطيران، جدران تحكي مأساة حرب ظالمة تعرضت لها أبين عام ٢٠١١م أدت لنسف البنية التحتية للمحافظة كاملة، حيث لازالت أبين تعاني منها إلى يومنا هذا، وعن هذه المأساة يروي لنا نائب رئيس الهيئة الوطنية للآثار والمتاحف (مدير مكتب آثار أبين سابقا) الأستاذ سالم العامري ما تعرض له متحف زنجبار:

"كان لدينا في زنجبار المتحف الوطني زنجبار، وكان من أفضل المتاحف في الجمهورية، تم تدميره ونهب محتوياته من الآثار والمعدات وغيرها في أحداث أبين عام ٢٠١١م، والآثار التي استطعنا حملها أخذناها إلى عدن، وهي حاليا في البنك المركزي بعدن، وقمنا سابقا بمسح قرابة ثلاثمائة وستين موقعًا أثريا في محافظة أبين، وحاليا الهيئة تسعى لترميم متحف زنجبار وإن شاء الله سيتم ذلك قريبا، ولا زالت الهيئة العامة للآثار تتابع موضوع مكتبها في زنجبار الذي لا يزال مقتحمًا من قبل مواطنين وحولوه لسكن لهم ولا يزالون فيه إلى اليوم للأسف الشديد".

وعن ما تتعرض له المواقع الأثرية في أبين قال العامري: "حقيقة ما تتعرض له اليوم المواقع الأثرية في أبين فالمسؤولية هي مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات المختصة والسلطة الأثرية التي لها حق القبض على المعتدين على المواقع الأثرية، ولكنها غير فاعلة، للأسف الشديد ما يحدث اليوم لهذه الموقع الأثرية في أبين شيء يحز في النفس، موقع القرو بزنجبار قمنا بتسويره مرتين، ومع هذا تم الاعتداء على السور أكثر من مرة، وهناك عملية بناء عشوائي تمت فوق الموقع الأثري من سابق واليوم يزداد التوسع وتمت هذا على مرأى ومسمع من السلطات المحلية السابقة والحالية وعملنا سابقا غرفة حراسة للموقع وللأسف تم تدميرها، الوضع اليوم حقيقة وضع مأساوي ومزعج للمواقع الأثرية في أبين".

وختم حديثه لـ"الأمناء" بالقول: "للأسف الشديد الموروث الثقافي والمواقع الأثرية في أبين متضررة اليوم نتيجة الإهمال والعبث بها وتخريبها ولا توجد لدينا إمكانيات ولا قوة أمنية لحمايتها، وسعينا للقاء برئيس الوزراء الدكتور معين ولم نستطع الوصول له للأسف الشديد طرقنا جميع الأبواب دون فائدة ونعمل في ظروف ووضع صعب".

 

مدير مكتب الآثار بأبين: مكتب الآثار مقتحم من قبل النازحين

تحدث لـ"الأمناء" الأخ ربيع عبدالله محمد - مدير عام مكتب الأثار بمحافظة أبين - عن موقع القرو التاريخي وما تتعرض له المواقع الأثرية في أبين من عبث وتخريب، وبدأ حديثه بأهمية موقع القرو الأثري فقال: "يعتبر موقع القرو الأثري من أهم المواقع التاريخية في محافظة أبين، وهو من أكبر المواقع الأثرية في محافظة أبين، وتعرض للكثير من الأضرار من حيث الحفريات العشوائية في هذا الموقع والبناء العشوائي فوق هذا الموقع الأثري من قبل النازحين القادمين من الحديدة وكذلك رمي النفايات من القمامة ومخلفات البناء في هذا الموقع الأثري. الموقع بحاجة للاهتمام من قبل السلطة المحلية ووقوف الشخصيات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية كيد واحدة للحفاظ على هذا الموقع الأثري وغيرها من المواقع الأثرية".

وأضاف أن "هناك الكثير من المواقع الأثرية في محافظة أبين تعرضت للزحف العمراني والمسح الزراعي والحفريات العشوائية للمتاجرة بهذه الآثار. حقيقة مثل هذه الأمور وغيرها تحز في نفوسنا كثيرًا كهيئة عامة للآثار لعدم تمكنا من زيارة جميع المواقع الأثرية في المحافظة بسبب الإمكانيات الشحيحة لمكتب الآثار م/أبين، ونرجو من السلطة المحلية بأبين أن تقف معنا في هذا الجانب للحفاظ وحماية هذه المواقع الأثرية في المحافظة والتي تحتاج لتسوير وعمل مصدات مائية لها، خاصة المواقع التي تقع في مناطق زراعية وتتعرض للسيول بين الحين والآخر".

 

حفريات عشوائية

وعن عمليات الحفريات العشوائية أوضح الأخ ربيع عبدالله أنه "تم اكتشاف الكثير من عمليات الحفريات في عدد من المواقع الأثرية في مودية ولودر وزنجبار وغيرها كثير من المواقع تتعرض لعمليات حفر عشوائية من قبل بعض المواطنين والعثور على العديد من القطع الأثرية، منها على سبيل المثال في مديرية خنفر بمنطقة باتيس تحديدًا في منطقة الهشمة الواقعة بين منطقتي اللكيدة وكبث، نزلنا وصورنا القطع الأثرية التي هي الآن بحوزة المواطنين الذين وجدوها، ونتمنى من السلطة بأبين أن تدعمنا بمبلغ مالي لاستلام هذه القطع من المواطنين".

وكشف ربيع عن وضع مكتب الآثار م/أبين الذي لايزال مقتحما من قبل بعض الأسر النازحة من أبناء محافظة أبين ومتحف المحافظة لم يتم ترميمه منذ تعرضه للدمار والنهب عام 2011م وسعينا لترميمه وهناك اتفاق مع المعهد الأمريكي والهيئة العامة للآثار في الديوان وقد قاموا بالنزول الميداني للمتحف وحددوا المرحلة الأولى من الترميم وإن شاء الله يتم ترميمه في القريب العاجل.

كما صرح ربيع "بالخسارة الكبيرة التي تعرض لها متحف زنجبار نتيجة عملية النهب التي تعرض لها في أحداث أبين المأساوية عام 2012م، حيث تم نهب العديد من القطع الأثرية الثمينة التي كانت موجودة في متحف زنجبار، حيث تراوح عدد القطع التي نهبت تقريبًا ما بين ستمائة وخمسين إلى سبعمائة قطعة أثرية نهبت من متحف زنجبار في حرب عام 2011م وبالإمكان استعادتها؛ لأن هناك بعض المواطنين محتفظ ببعض القطع وتواصلوا ببعض الشخصيات في المحافظة وأخبروهم أن لديهم بعض القطع الأثرية وللأسف شحت الإمكانيات المادية للمكتب تقف عائق أمام استرداد هذه القطع فلو وجدت لدينا مبالغ مالية بالإمكان أن نستعيد هذه القطع الأثرية الموجودة عند بعض المواطنين المحتفظين بها ومنهم من يطلب مبالغ مالية وسوف يسلمها ونحن نسعى للحصول على دعم سواء من السلطة المحلية أو منظمات أو غيرها لاسترداد هذه القطع الأثرية التي بحوزة المواطنين والسلطة المحلية في المحافظة تسعى معنا ولكن شحة الإمكانيات هي المعضلة ونحن طالبنا السلطة المحلية بدعمنا وإن شاء الله يكونون عونًا لنا في هذا الجانب والذي سيسهل عملنا كثيرا".

وذكر ربيع أن عدد المواقع الأثرية في مديرية زنجبار عددها ما بين عشرة إلى خمسة عشر موقعا أثريا ومن خلال المسوحات الأثرية التي أجريت في محافظة أبين تم مسح أكثر من ثلاثمائة وخمسين موقعا أثريا في مختلف مديريات محافظة أبين وأغلب هذه المواقع تمت فيها الحفريات أثرية منها في منطقة اللبيد في مودية وفي منطقة الحصمة في شقرة وتم إخراج مجموعة من القطع الأثرية وهي محفوظة في البنك المركزي في عدن.

 

مدير عام زنجبار: إهمال الدولة شجع المواطنين على العبث بالآثار

كما التقت "الأمناء" قيادة السلطة المحلية بمديرية زنجبار ممثلة بمدير عام المديرية شائع الداحوري والذي تحدث عن أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية التاريخية وأهمية حمايتها. وأضاف: "أن ما يحدث للمواقع الأثرية من عبث اليوم من قبل بعض الأشخاص فذلك نتيجة لعدم اهتمام الدولة بها وعدم تسويرها وحمايتها لهذا نطالب أولا مدير عام مكتب الآثار أبين بأن يعمل آلية عمل لكيفية حماية هذه المواقع الأثرية ونحن كسلطة محلية في زنجبار بإمكاننا أن نقدم له المساعدة والحماية لهذه المواقع لهذا عليهم مكتب آثار في المحافظة القيام بمهام عملهم ونحن بدورنا كسلطة محلية في مديرية زنجبار سنعمل بكل ما في وسعنا لحماية المواقع الأثرية وفي حالة أي قصور من قبلنا سوف نطالب الجهات العليا بحماية المواقع الأثرية في زنجبار".

 

أكثر من ثلاثمائة موقع أثري في أبين

وأثناء النزول الميداني للمواقع الأثرية كان لزامًا علينا أن نلتقي النقيب أحمد كريدم - مدير الشرطة السياحية أبين - وسألناه عن دور الشرطة السياحية في حماية المواقع الأثرية والإمكانيات التي لديهم، فقال: "أولا شكرًا لكم لإتاحة لنا هذه الفرصة لنعرِّف المواطنين في محافظة أبين بدور الشرطة السياحية في حماية المواقع الأثرية والسياحية في أبين. طبعًا الشرطة السياحية لها عدة مهام أهم هذه المهام التي تقوم بها في محافظة أبين حماية المواقع الأثرية والسياحية، حيث يوجد في محافظة أبين أكثر من ثلاثمائة موقع أثري وهناك بعض المواقع الأثرية في أبين تتعرض للحفريات العشوائية وعمليات استخراج للآثار ونهبها من قبل بعض المواطنين فموقع القرو الأثري في مديرية زنجبار هذا الموقع الأثري يتعرض لعملية زحف عمراني ودخول بعض المواطنين الذين يقومون بعمليات الحفر واستخراج بعض القطع الأثرية وبيعها لتجار الآثار الذين يتاجرون ببيع القطع الأثرية وأمام كل هذه التحديات تواجه إدارة الشرطة السياحية وحماية الآثار أبين الكثير من الصعوبات والعراقيل التي تعترض عملنا وذلك لعدم توفر إمكانيات العمل لهذا لا نستطيع أن نمارس عملنا والقيام بالمهام الموكلة إلينا بسبب عدم توفر الإمكانيات الأساسية للعمل فإلى اليوم لم نتسلم أي دعم أو وسائل عمل من أي جهة أمنية أو سلطة محلية في محافظة أبين لهذا نواجه صعوبة كبيرة في القيام بمهام عملنا لعدم توفر الإمكانيات وما نقوم به من عمل هو جهود شخصية".

نزلنا بمعية الشرطة السياحية أبين ومدير مكتب الآثار أبين ربيع عبدالله لموقع القرو الأثري الواقع غرب مديرية زنجبار فوجدنا على الموقع الأثري خيامًا خاصة بالكتيبة الثانية لواء 13صاعقة التقينا بقائد الكتيبة الثانية لواء 13صاعقة سمير علي مهدي علي وسألناه عن نوع الحماية التي يقومون بها لموقع القرو الأثري فأجاب: "نقوم بحماية موقع القرو الأثري الواقع بمديرية زنجبار من الزحف العمراني كما نمنع القيام بأي عمليات حفر في الموقع من قبل المواطنين وعندما وصلنا للموقع واجهنا بعض الإشكاليات مع السكان كون الموقع في السابق كان بدون حماية فكانوا يدخلوا في الموقع وعندما وصلنا منعناهم من الدخول للموقع ومن القيام بأي توسع عمراني أو محاولة الحفر في الموقع وسبق أن منعنا مواطنين من الحفر والبناء في الموقع".

 

وللآثار في خنفر حديث

وفي مديرية خنفر تحديدًا منطقة الهشمة قام المواطنون بعمليات الحفر والتنقيب في أرض زراعية بمنطقة الهشمة بعدما كشفت لهم مياه السيول عن موقع أثري فقاموا بعملية الحفر والتنقيب وأخرجوا مجموعة من الأواني الأثرية وحول هذا الموضوع أوضح لـ"الأمناء" مدير عام مديرية خنفر الأخ مازن بالليل أن "المواطنين في منطقة الهشمة الواقعة بين منطقتي اللكيدة وكبث اكتشفوا موقعًا أثريًا قديمًا يقع في أرض زراعية، حيث قاموا بالحفر وعثروا على عدد من القطع الأثرية وهي بحوزتهم حاليا وتم إبلاغ الجهات المختصة ونزل مدير عام مكتب الآثار أبين ربيع عبدالله ونزلنا نحن كسلطة محلية واطلعنا على مجموعة الآثار التي عثر عليها المواطنون وحاليا تم تأمين الموقع من قبل مالكي الأرض الزراعية من آل الرهوي ومنعوا المواطنين من الحفر والتنقيب في الموقع".


مباشر انجلترا واسبانيا
مشاهده مباراه انجلترا واسبانيا
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر
انجلترا ضد اسبانيا بث مباشر

شارك برأيك