أجمع كل الجنوبيين وبكل فصائله السياسية والشعبية الالتفاف حول تشكيل وتأسيس دولتهم الجنوبية الاتحادية، ومن يراهن على غير ذلك فإنه أعمى أو فاقدًا للبصيرة.

دوله سُنية في جنوب الجزيرة العربية صمام أمان للمنطقة من الخطر القادم من إيران.

 هل تدرك المملكة العربية السعودية والإقليم  الخطر الذي ستواجهه إذا - لا قدر الله - سيطرت إيران عبر ذراعها الحوثي على باب المندب وبحر العرب؟

وهذا من المستحيل - بإذن الله - ولن يقبل به أي جنوبي حر، وجنوب اليوم ليس جنوب الأمس، أصبح لدينا القوات المسلحة الجنوبية والألوية والدبابات والمدرعات وراجمات الصواريخ وقوات خاصة مدربة تدريبا عاليا ومحترفة وقوات العمالقة الجنوبية التي تمتلك مهارات قتالية عالية وخاضت حروبًا حقيقية ويهابها العدو، وأصبح من الضروري أن تمتلك القوات الجنوبية صواريخ ومسيرات، كما يجب إعادة سلاح الجو الجنوبي وتأهيله وتأهيل وتدريب خفر السواحل ودعمه،  وعلى الشقيقة الكبرى مصر والسعودية والدول المطلة على البحر الأحمر أن يكون لها غرفة عمليات مشتركة لوقف الابتزاز والقرصنة.

اليوم أصبح العالم يدرك أهمية حماية المنافذ البحرية، فبالأمس كانت معظم الدول العربية والإسلامية والدولية مع وحدة اليمن، لكن الآن الوضع تغير 180 درجة بعد سيطرة الحوثيين على الشمال - ذراع إيران في المنطقة - والتغير في المناهج التعليمية بالحسينيات وجعل المذهب الشيعي الاثنا عشري الرافضي هو السائد، وسب الصحابة وتحويل المساجد من دور عبادة إلى دواوين لمضغ القات، وتقديس الأشخاص والتفريق بين الشعب، هذا قنديل سيد وهذا زنبيل عبد.. وتنظيم المزارات الشيعية وتفجير المنازل وقتل من هو معارض حتى النساء لن يسلمن منهم، والشعب في الشمال متقبل ذلك، وهذا شأنهم.

أما الشعب في الجنوب متمسك بدينه وعقيدته ويكاد يكون مائة في المائة من أهل السنة والجماعة ولن يقبل بتغيير دينه، والتقديس في الجنوب لله وحده الواحد الصمد.

 وبحسب المتغيرات والمصالح بين الدول الاقتصادية العظمى والحرب الدائرة بين روسيا والغرب والنقص الشديد في موارد الطاقة، من يقرأ بعمق بين السطور ما يدور في أروقة مجلس الأمن الدولي والدول الراعية لحل الأزمة في اليمن سيدرك أنه أصبح ضرورة ملحة قيام دولة جنوبية فيدرالية تضمن مصالح العالم في المنطقة وخصوصاً بعد التهديدات الحوثية لضرب بواخر النفط بالمسيرات.

وللأسف الشديد سيأتي بعض قاصري النظر من الجنوبيين الذين تربطهم مصالح شخصية مع بعض رموز نظام صنعاء أو بعض المرتزقة الحاقدين على مناطق معينة في الجنوب ولا يريدون الخروج من القوقعة الذين رسموا لهم وتذكيرهم دائما بحرب 86 المشؤومة ولا يريدون أن يتناسوا عن الجراح.

وكان موقف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بفتح حوار يضم كل فصائل الحراك الجنوبي تحت مظلة واحدة تحت راية الجنوب لكل وبكل أبنائه، ولا زال الباب مفتوحًا لأي مكون أو شخصية جنوبية.. ومن يغرد خارج السرب لن يرحمه التاريخ. سيأتي يوم يسجل التاريخ بحروف من نور لكل الشرفاء الوطنيين الذين كانت مواقفهم مع شعب الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية الاتحادية .