أتذكر آخر لقاء مع الشهيد البطل محمد ثابت الزُبيدي كان عشية استشهاده عندما جاءنا إلى منزل الفقيد علي سيف الطوحري في حبيل جبر الساعة التاسعة مساءً تقريبا 4 يونيو 1998م، تم خلال اللقاء الاتفاق على ضرورة القيام بتكثيف العمليات النوعية في مناطق ردفان، وخاصة بالاتجاه الشمالي لمناطق ردفان، كمحاولة لتخفيف الضغط على مناطق الضالع، ولاسيما منطقة زُبيد التي تعاني من حصار مستمر وضغط عسكري، لمتابعة قيادات حركة تقرير المصير (حتم) معقل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وأبدى الشهيد خلال اللقاء تبني ودعم المقاتلين بالعتاد والذخيرة.

وفي الخامسة صباحًا من اليوم المشؤوم الـخامس من يونيو، وبعد أداء صلاة الفجر وتناولنا وجبة الإفطار في منزل الفقيد المناضل علي سيف الطوحري، المشرف والمسؤول عن المجموعة التي ستباشر تنفيذ العمليات العسكرية، انطلق الشهيد ومرافقوه إلى الضالع، فيما انطلقنا نحن لإشعار عناصرنا بالتجمع الساعة الثامنة مساءً لذلك اليوم، ليأتينا بعد ذلك خبر مفاجئ باستشهاد القائد محمد ثابت الزُبيدي! الأمر كان بالنسبة لنا جللًا وفاجعةً، ولكنه بنفس الوقت زادنا إصرارًا على ضرورة الاستمرار ومواصلة تنفيذ ما تم الاتفاق به مع الشهيد، وبالفعل جاءتنا سيارة الفقيد صالح محمد سالم صلحي الساعة الثامنة مساءً، ونقلتنا إلى منطقة سوم الربوة، أمسينا فيها وبقينا فيها نهار الـسادس من يونيو  بانتظار التوجيه بنوعية ومكان المهمة، والذي فعلًا جاءت عن طريق الفقيد المناضل علي سيف الطوحري بعد وجود معلومات عن سير ناقلة وقود من قيادة اللواء بالضالع مساء ذلك اليوم متجهة إلى قطاع ردفان وبرفقتها سيارة هايلوكس حماية.

وبالفعل توجهنا إلى موقع تنفيذ العملية "صفى حلية" مع مجموعة من شباب الحركة في حبيل جبر مكونة من:

الشيخ/ محسن محمد مانع، وفارس محمد صالح ، والشهيد/ عبدالحميد محمد مانع، والفقيد/ عبدالله صايل من أبناء الفقيد/ جمال محمد مانع، وعبد الواسع نصر والعبد لله قحطان طمبح.

وفعلا وصلت الناقلة وتم تدميرها والتعامل مع مرافقيها الذين باشرونا بإطلاق النار بعد أن احترقت الناقلة وتم إجبارهم على الهروب.

بعد ذلك بدأت عملية المتابعة والمراقبة والملاحقة عبر جنود الاحتلال وعناصره ليتم اعتقال الشيخ محسن محمد مانع (بن عبادي) في سجون الاحتلال في ردفان وممارسة أسوأ وسائل التعذيب لما يقارب العام، وبعدها تم اختطاف عبدالفتاح شايف الطوحري أحد أقارب الفقيد علي سيف الطوحري كأسلوب ضغط ليتم ممارسة نفس أسلوب التعذيب.

رحمة الله على الشهيد محمد ثابت الزُبيدي وعلى من افتقدناهم من رفاقنا في هذه المهمة، وربنا يكون في عوننا وعون من تبقى من رفاقنا الذي يقابلون الوفاء بالجحود والحرمان.