يا أسفاه..! لقد علمت مؤخرًا عن وفاة الحاج يوسف سعيد الزبيري، مالك محل آيسكريم التواهي، الذي توفي بتاريخ 29/4/2023م، إثر مرض مفاجئ ألم به، وشعرت حينها بالحزن والألم العميق على فراقه المبكر، وهكذا رحل عنا ونحن بحاجة ماسة إلى أعماله الإنسانية وأفعاله الخيرية التي كان يقوم بها، ومنها تقديم المساعدة لبعض المحتاجين والفقراء، بمن فيهم من المهمشين، بقدر ما يستطيع تقديمه لهم، وهذه هي مشيئة الله في خلقه، فكل نفس ذائقة الموت، والحمد لله على قضاء الله وقدره.

نعم، لقد خسرنا إنسانا طيب القلب، كريم النفس، محبًا للجميع، مسالمًا ومسامحًا، لا يحمل في قلبه أي حقد أو عداوة، وللأمانة أقولها بكل صدق: لقد كان في حياته يفعل الخير ويقدم المساعدة لمن هم محتاجين أو فقراء، ولا يبخل عنهم بما تجود نفسه، حتى أن باب محله الآيسكريم كان مفتوحًا أثناء تناول وجبة الغداء لأيٍّ كان، ووجبة الغداء تأتي من منزله كل يوم، ومعظم الأيام يتناول معهم وجبة الغداء، وإذا شعر أو لاحظ أن وجبة الغداء هذه لا تكفي لعدد الحاضرين فإنه سريعا ما يقوم بشراء الرغيف أو الروتي أو يقوم بشراء وجبة غداء إضافية من المطعم، وذلك كله من أجل إشباع الجياع الذين يأكلون معه، سواء كانوا من عماله التابعين له أو الأشخاص القادمين من خارج المحل، وإنه قد كان يتعامل مع العاملين الذين يعملون لديه في المحل كأنهم أبناؤه وإخوانه، لا يفرق بينهم، كلهم عنده سواسية، وقد كان يعطي كل ذي حق حقه، ولا يظلم أحدا منهم.

 وبهذه المناسبة الأليمة أحب أن أقول للقارئ الكريم ولصحيفة "الأمناء" بأنني شخصيًا قد أكلت "عيش وملح" مع الفقيد الحاج يوسف سعيد الزبيري لعدة سنوات مضت، وكذلك أكلت مع كل العاملين في محل آيسكريم التواهي، ولا أنكر ذلك، وعندما كنت أسكن في التواهي أثناء مزاولتي لعملي الرسمي في مدينة كريتر، وقد قضيت أكثر أوقاتي وحياتي بين أوساط العاملين في محل آيسكريم التواهي بعد الدوام الرسمي وكأنني واحدًا منهم، ولازلت إلى اليوم أبادلهم جميعا بالوفاء والاحترام.

وأما بالنسبة للفقيد يوسف الزبيري فقد عرفته عن قرب بأنه كان بالفعل كريم النفس، مخالقا للناس، ومتواضعا معهم جميعا، وأيضا كان مسالما في حياته ويتجنب حدوث أي مشكلة مع أيٍّ كان، ويعفو عن من أساء إليه، وأيضا يعفو عن من أساء إليه من عماله أو قصر بواجبه في عمله.

وأنا أكتب هذا الموضوع قد اتصلت بالفقيد يوسف الزبيري شخصيا من القشعة بردفان قبل وفاته بشهرين، وذلك للاطمئنان على صحته، ورد علي أثناء المكالمة بأنه بخير وعافية، وقد طلب مني أثناء المكالمة أن أقوم بزيارته في أقرب وقت، ولكن الظروف المادية لم تسمح لي بالقيام بذلك إلى أن توفاه الأجل يوم السبت 2023/4/29م، ولهذا أقولها بكل ألم: لقد خسرنا أبا وأخا عزيزا وإنسانا كريما بمعنى الكلمة ومتواضعا بكل صدق ويضرب به المثل الأعلى في الأخلاق العالية والمعاملة الحسنة مع الجميع.

وللتذكير في هذه المناسبة الأليمة فإنه قبل أحد عشر عاما تقريبا توفي أحمد عباس الحمادي، الشريك الأول للفقيد الحاج يوسف سعيد الزبيري في محل آيسكريم التواهي، ومحلاته الأخرى، ومن بعد وفاة شريكه الأول فقد تحمل الحاج يوسف سعيد الزبيري الأمانة والمهام الكبيرة على عاتقه وبكل جدارة واقتدار وقام بإدارة أعمال معمل الآيسكريم لوحده حتى توفاه الأجل، وقبل ذلك فإن الحاج يوسف الزبيري وأحمد عباس الحمادي قد كانا من أوائل الشباب الملتحقين في تأدية الخدمة العسكرية الإجبارية كلٌ في وحدته الخاصة في عدن بعهد جيش ج.ي.ش وبعد هذه الخسارة الفادحة والفاجعة الأليمة برحيلهما ندعو كل الأبناء والأحفاد الوارثين لمحل آيسكريم التواهي ومحلاته الأخرى بأن يقوموا بمواصلة العمل من بعدهما بالحفاظ على محل الآيسكريم وعلى جودة وشهرة آيسكريم التواهي ومذاقه الحلو اللذيذ.

ختامًا نقول: رحم الله فقيدنا العزيز الحاج يوسف سعيد الزبيري مالك معمل آيسكريم التواهي، ونسأل الله العلي القدير بأن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وأولاده وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.