آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:05:12:15
شيء مما يجب أن يُقال..
كيف يجب أن يستغل الجنوب الأوضاع والمرحلة وظروفها؟
("الأمناء" كتب/ أديب السيد:)

ما يستطيع الجنوبيون عمله اليوم قد لا يستطيعونه غدا

ما يجري اليوم يحتاج لمواقف جنوبية لا تخضع لانتظار أو متابعة

تفاصيل مخطط لجعل الجنوب يعاني لسنوات قادمة

ما الفعل الجنوبي الواقعي لصناعة نتيجة وفق ظروف موضوعية؟

هل لا تزال رؤية الإقليم نحو حرب اليمن منعدمة؟

 

ليس كل شيء يقال في الإعلام، وللمرة الألف نقول: إن ما ينشر ويكتب بمواقع التواصل الاجتماعي هو لا يتعدى نسبة 5% من حقائق ما يجري وما يحدث خلف الكواليس.

ما يجري اليوم يحتاج لمواقف جنوبية لا تخضع للانتظار أو المتابعة لمعرفة النتائج، بل تحتاج فعلاً جنوبياً واقعياً يصنع النتيجة ويشكلها وفقًا للظروف الموضوعية التي يجب أن تكون كنتيجة لحرب شنها الشماليون وقدم لأجلها شعب الجنوب آلاف الشهداء.

كثيرًا تقدم الجنوب اليوم من خلال المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن لا يعني هذا أن الأمور وصلت لمرحلة الحسم، بل إن كل مرحلة تجر معها ظروفها وعواملها وتطوراتها التي يجب أن تكون هناك احتياطات واحتمالات المواجهة لها أيًا كانت تلك التطورات.

نحن لا نقول إن إعلان استعادة دولة الجنوب سيكون غدًا، لكن نقول: يجب أن يكون استعادة دولة الجنوب قريبًا، كأمر إداري سياسي وإداري اقتصادي، بعد أن صار لدينا استقلال أمني وعسكري وسياسي.. السياسي ندرك أنه له أحواله، لكن الاقتصادي يجب أن يتم الفصل فيه، خاصة إذا كل التأكيدات تشير أن العبث الجاري بموارد الجنوب ومحافظاته أصبح أمرًا غير مبرر، وأمرًا يدعو للذهول مما يجري من نهب متسارع ومستمر للموارد لجعل الجنوب يعاني لسنوات قادمة.

يجب أن نسارع وبأي خيارات لاستغلال المرحلة، والتهيئة لبيان استعادة دولتنا الجنوبية "رقم 1" الذي سينهي كل الغموض والشوائب العالقة ويفصل في ملفات مهمة وجوهرية، وذلك لعدة أسباب أهمها:

  • أن مفاوضات إنهاء الحرب وتحقيق السلام لا تزال غامضة فعلا، وقد تكون وصلت لطريق مسدود، وعلى المجلس الانتقالي استغلال الموقف للتمكن أكثر، وفي نفس الوقت الاستعداد لحرب جديدة، وربما هي من ستحسم الموقف الإقليمي الدولي إذا رأوا استعدادًا جنوبيًا، وليس فقط حديثًا عن سلام، بل يجب الحديث بقوة.
  • أن الرؤية الإقليمية والدولية نحو حرب اليمن عامة لا تزال منعدمة، وأن رؤية المجتمع الإقليمي والدولي بما فيه دول التحالف نحو حل قضية الجنوب لا تزال غامضة، وتوضيحها لن يأتي من الإقليم لأنها دول تعمل وفق مصالحها، لكن يجب أن تأتي من تحرك شعبي بروح الحسم لإنهاء أي ملفات عالقة فيما يتعلق بالأمن والسلم في الجنوب أو الأمن والسلم الدوليين.
  • أن انعدام وجود رؤية يمنية شمالية لقوى اليمن الشمالي وأحزابه وجماعاته تجاه الجنوب، بعد كل التطورات والحروب التي حدثت، صحيح أنه يعقد المشهد، لكنه لن يكون عائقًا لتحقيق رؤية الجنوبيين ممثلين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، طالما قوى الشمال منقسمة ومتخبطة ومتصارعة فيما بينها.
  • أن المرحلة الحالية تتيح للجنوبيين العمل أكثر من المراحل التي مضت، وربما أكثر من المراحل التي ستأتي لاحقا ربما، لأن أقل شيء في حالة فشل المفاوضات ستكون هي الحرب بين قوى الشمال التي ستتوحد وتحاول غزو الجنوب من جديد.
  • أن الشمال المقسم لثلاث أو أربع مناطق، يعني أنه لا يوجد كيان يمني شمالي يستطيع الاستفراد بقرار الحوار في القضايا المصيرية، ولهذا فعلى الجنوب تهيئة ظروفه وأوضاعه ومؤسساته لإعلان استعادة دولته، وعندما يرتب الشمال أوضاعه يتم الحوار معه على بقية الملفات العالقة.
  • أن أي حرب قادمة من قوى اليمن الشمالي ضد الجنوب، هي الحاسمة، وشخصيًا أراها ستقع، وسينتصر شعب الجنوب فيها بالقوة ولن يقبل بعدها الجنوبيون أي تفاهمات مع أي قوى شمالية، لكني أرى الآن أن يتم الحل السلمي وأن يأخذ كل شعب حقه، وشعب الجنوب شعب سلام دائما، كما أنه شعب حرب دائمة أيضا ولن يقبل أي غزو زيدي شمالي خاصة بعد أن أصبح اليمن الشمالي يمنًا إيرانيًا شيعيًا وعدوًا بغيضًا ارتكب بحق شعب الجنوب جرائم لن تسقط بالتقادم أشنع من جرائم عفاش وحزب الإصلاح اليمني الإخواني.
  • نكرر أن عدو عدوي صديقي، مع الاحتفاظ بكامل الحق بأثر رجعي لكل أحداث السنوات الماضية، وعدم ترك عدو عدوي يتوغل ويتسلل نحوي بينما عدوه الرئيسي موجود، لأن عدو عدوي هذا صار بأضعف حالاته إنما للسياسة وللتطورات أحوالها في التعامل مع الظروف.
  • أن أي تحركات شمالية ضد الجنوب، ستجعل الجنوب أكثر قوة وتماسكا، وسيقدم الشماليون خدمة جليلة للجنوب، لحسم الموقف بشكل قاطع وباتٍّ، ونرى اختصار المرحلة بهكذا مواقف رغم أني لست مع الحرب وأنا أدعو للسلام.. لكن السلام العادل الذي يعطي شعب الجنوب حقه كاملا في استعادة دولته، وإلا فالحرب هي الأنسب والقوة القوة لا بارك الله بالضعف والسلام المترهل محليا، أي جنوبا.
  • يتوجب التوغل داخل كل مفاصل الدولة بأسرع وقت، مستغلين المرحلة وظروفها، قبل أي تغيرات في العوامل العامة محليا وكذا العوامل الإقليمية الدولية.
  • السيطرة الجنوبية على مفاصل الدولة مهم جدا، طالما تم الانخراط داخل الشرعية، يعني أن يكون الانتقالي هو الشرعية وينتزعها مما يسمى مجلس القيادة أو حكومة المناصفة "المشلولة" عمدا.
  • يجب بهذا التغلغل أن يتم السيطرة على كل الموارد الجنوبية، وتقييم الموارد بعمل حقيقي ومحاربة الفساد، ومنع الأعداء من التزود بالأموال وتغذية حربهم ضد الجنوب من أموال الجنوب وإيراداته.
  • في المرحلة الآن، نعتقد حسم الموضوع الاقتصادي، وموضوع الاتصالات، وإعادة المؤسسات باعتبارها أساس التحولات لتأسيس مداميك وركائز دولة الجنوب، ومن ثم بقية الإجراءات ستأتي تباعًا وتلقائيًا، لا أريد التوسع والإسهاب في الطرح.

الخلاصة أن المرحلة مهمة، وما يستطيع الجنوبيون عمله اليوم ممثلين بالانتقالي، قد لا يستطيعون عمله غدًا، فاستغلال الأوضاع والمرحلة وظروفها سيبني مواقف وقرارات تسرع من عملية استعادة دولة الجنوب، التي يعمل لتأخيرها اليمنيون الشماليون داخل مجلس القيادة وحكومة معين، وبدعم بعض الدول الإقليمية المأزومة والتي لن تصل ولكن متأخرة وبعد تطورات غير مريحة، إلا للطريق الصح والمخرج الوحيد لها، وهو ضرورة وأهمية استعادة دولة الجنوب.



شارك برأيك