آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:14:27:11
رجال في تاريخ عدن العميد/نصر المشوشي 
(كتبه احمد السيد عيدروس)

من سيحمل الرآية بعد أبو اليمامة؟؟ 
ظل هذا السؤال يؤرّق الوطن ويغض مضجعه بعد ظهيرة ذالك اليوم الحزين عندما ارتقت روح أبو اليمامة الطاهرة إلى بآرئها 
في ظهيرة ذالك اليوم صمت الوطن 
وتوقف الزمن ودارت عقارب الساعة إلى الوراء 
عاد بنا الزمن إلى الماضي فلم يعد بمقدور الوطن السير نحو المستقبل بدون أبو اليمامة٠ 
لكن الأقدار كانت تخبئ لنا نصراً يافعياً 
نصراً سيسير بنا نحو المجد ويواصل الطريق نحو الحرية ولن يترك الراية تسقط على الأرض 
عندما دارت رحى الحرب وأحاط الغزاة بالوطن من كل جانب نهضت كوكبةٌ من الفرسان الجنوبية 
يقودهم فارس الأمة المهيب أبو اليمامة
 ويقف إلى جانبه ركن الوطن وعميد الحرب وفارس الجيوش
أسد العاصمة نصر بن عاطف المشوشي 
نصر كان أحد الجبال الرواسي  التي وقفت شآمخة بجوار أبو اليمامة على تراب العاصمة عدن  تذود عن حياض الوطن وتهدي العاصمة الأنتصار المجيد 
ويهديها أبو اليمامة سيفاً بتار ويهمس في أذن العاصمة عدن ويقول لها إحتفظي بهذا السيف و أشهريه عند رحيلي ليحميك من الطامعين 
ناديه يا عدن و سيناديه معك الوطن يا نصر 
يا رفيق أبو اليمامة يا سيف أبو اليمامة الذي أهداه للوطن 
يا أسد العاصمة عليك أن تصون الانتصار وتحمي المنجزات فليس أحد غيرك قادر على هذه المهمة وكان أسد العاصمة جدير بهذه المهمة 
 
العميد نصر عاطف المشوشي
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ
كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً
وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ 

لقد حمل راية الوطن ولم يتركها تسقط على الأرض 
رغم الجراح التي عصرت فؤاده فقد أستشهد شقيقه رفيق طفولته وشبابه وكان فقدانه قد ترك ألماً عميقاً في القلب
 لو بكت السماء دمعاً من دمآء ما غسلت ذالك الحزن الذي في عين فارسنا ذالك الأسى على فقدان الأخ فقد كان الشهيد طه ذراعه التي تحمل الراية معه لكن نصراً حمل الراية بذراعه الأخرى ولم يتركها تسقط  وأقسم أن راية الوطن لن تسقط حتى لو قطّعت كل أطرافه 
اقسم نصر الوطن بأن راية الشهداء سترفرف عالياً ولو كلفه ذالك أن يحملها بجسدٍ دون أطراف 
ما أشبه هذا البطل الأسطوري بفرسان العرب وشجعان الأمة
حين حملو راية الحق وقد بترت كل أطرافهم فحلًقو في الجنات بأجنحة الشهادة  رحم الله الصحابي الجليل جعفر ابن أبي طالب كان فارساً قل له نظير 
لكن الأمة لاتزال يخرج من عرينها أسوداً تزئر وفرساناً تعشق الشهادة وكان نصر الوطن سليل الأسرة الكريمة والقبيلة اليافعية العريقة التي سكنت تلك الجبال الشآهقة التي تعلمك الفروسية في المهد وتسير بك في الدروب  فارساً تنشد المجد حتى اللحد 
الفروسية اليافعية من المهد الى اللحد 
إذا بلغ الفطامُ لنا رضيعا ً تخِرُ لهُ الجبابرةُ ساجدينا 

العميد نصر عاطف المشوشي 
وقف ذات يوم في أرض المعركة بجوار أبو اليمامة وكانت القذائف تنهال من كل اتجاه والأبطال يسطّرون الملآحم الأسطورية في الثبات رغم شح الأمكانيات ونقص الذخائر فلا يملكون الا القليل من الأسلحة الخفيفة وكانت المعركة في أشدها 
فالتفت إليه أبو اليمامة وهو يبتسم 
قال يانصر أنت النصر الذي سأهديه للوطن 
وكانت تلك الكلمات حقيقة راسخة في وجدان الوطن وذاكرته 
أن نصر المشوشي هو النصر الذي تحقق للوطن فلا خوف على الوطن وهذا الأسد الغضنفر يجوب الصحاري والغفار والجبال والشعاب والوديان والشطئان
 أنه في كل ذرة رمل وفوق كل صخرة 
يتلألئ مع كل قطرة ماء تسقي الأرض الجنوبية 
حيث ما اتجهت تجد أسود أبو اليمامة يقودها أسد العاصمة نصر الوطن بن عاطف اليافعي 

رجال في تاريخ الدولة 
العميد نصر عاطف المشوشي 
أسد العاصمة ونصر الوطن 
كتبه احمد السيد عيدروس



شارك برأيك