آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:11:00:35
من عدن إلى حضرموت والذكرى الثامنة لصانع النصر العظيم..
الشهيد العميد الركن عمر ناجي "أبو عبدالله".. رائد عمليات الكفاح المسلح بالضالع
("الأمناء" كتب/ يحيى أحمد:)

يحتل القادة العظام مكاناً بارزاً في صفحات التاريخ بعد أن سطروا ملاحم بطولية خالدة من أجل قضية يفدونها بأرواحهم الطاهرة، وما أسمى أن تكون هذه القضية قضية وطن وشعب! وفي ذكرى استشهاد أيقونة الثورة ورائد عمليات الكفاح المسلح قائد المقاومة الجنوبية في محافظة الضالع، ومهندس وقائد معركة تحرير الضالع الشهيد القائد العميد الركن/ عمر ناجي محمد "أبو عبد الله" صانع الانتصار العظيم بدمه وروحه الطاهرة.

"عدن حضرموت" هكذا كانت كلمة السر التي اختارها الشهيد القائد قبل ابتداء الهجوم على شتى المواقع العسكرية المطلة على معسكر الجرباء، أكبر المعسكرات التي تسيطر مواقعه على مدينة الضالع، ومن ضمن تلك المواقع موقع الخزان الشهير "قبل بدء الهجوم أوصانا قائلاً: إن رأيتموني سقطت جريحاً أو شهيدًا فمروا من فوق جثتي وواصلوا التحرير".. حيث كانت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل ساعة الصفر لبدء الزحف وشن الهجوم على جميع المواقع، وكان أول من بدأ برمي قنبلة هجومية في مقدمة المهاجمين، وبعد معركة طاحنة دارت رحابها لأكثر من ثلاث ساعات سقط جريحاً متأثرا بإصابة بالغة، تم إسعافه إلى مديرية الحبيلين ومن ثم إلى يافع، ‏وقبل أن يفارق الحياة بلحظات التفت إلى مسعفيه وسألهم: كيف تسير المعركة؟ وهل سقطت المواقع؟

كانت الإجابة نعم سقطت جميع المواقع العسكرية، فابتسم ابتسامته الأخيرة قائلاً: "الحمد الله" وماهي إلى لحظات حتى فارق الحياة شهيداً بإذن الله.

 

صفاته

من الصفات والمعالم الحميدة والمميزة للعميد الركن عمر ناجي "أبو عبدالله"، شخصيته القيادية الكارزمية والعبقرية والشجاعة اللامحدودة، ولقد كانت واضحة فيه منذ صغره، كذلك يعتبر من أكثر الناس تواضعًا وخدمةً للآخرين، حتى إن هذه الميزة كانت شعارًا يعتز به، وأيضًا كانت الابتسامة لا تكاد تفارق وجهه الطاهر إلى جانب النكتة والممازحة الخفيفة حتى في أحلك الظروف، وكذلك كان شهيدنا محبًا وعطوفا على جميع أفراده ومن يقودهم، ولقد كان يتفقد المقاومين وأسرهم ويتحسس احتياجاتهم، حتى إنه وعبر أشهر طويلة كان يقتطع جزءًا من دخله ويعطيه لأفراده لقلة الحيلة، فكل من عاش وعرفه يعرف مدى حنانه وعطفه.

 

أبرز الدور الثوري

في 1 يوليو، 2011م، في ردفان بالحبيلين، وحصار القطاع الغربي بقيادة قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي لأكثر من شهرين، تولى القائد أبو عبدالله الإشراف والتنسيق المباشر بين سرايا المقاومة من كل الاتجاهات المحاصرة للقطاع.

وفي 2012 م القائد العميد الركن وبتوجيه من قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي يشرف على تدريب أول دفعة للمقاومة، وأيضاً إعداد وضع المناهج والبرامج التدريبية والإشراف على تنفيذ الدورات التدريبية، التي تم انعقادها في مديرية الأزارق وفي مديرية جحاف والشعيب والحصين والضالع وردفان ويافع والملاح، وأيضاً اشرف على استقطاب شباب في سبع دورات تدريبية نفذتها المقاومة الجنوبية من بداية 2012م حتى اندلاع العدوان الحوثي على الجنوب في شهر مارس 2015م، ومن ضمن الدورات دورة الصاعقة، وكان قائدًا للدورة.

وفي منتصف 2013م، أشرف على إعداد المدربين وتنفيذ دورة عسكرية، وفي 30 ديسمبر 2013م قاد سرايا المقاومة بتوجيهات من القائد العام للمقاومة عيدروس الزبيدي في عملية اقتحام القطاع الغربي للاحتلال في ردفان الحبيلين، حيث استشهد فيها كلٌ من ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪ ﻃﺎﻟﺐ، وﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺳﺎﻣﻲ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﻴﺪ ﻃﺎﻟﺐ، وفي 18 يناير 2014م كلف الشهيد القائد العميد عمر ناجي "أبو عبدالله" من قبل قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي بقيادة اقتحام معسكر المظلوم ومعسكر الأمن المركزي عند الساعة الثامنة مساءً، والذي كان أول هزيمة للاحتلال اليمني، حيث استطاعت المقاومة الجنوبية من إسقاط المواقع والاستيلاء على المعدات العسكرية وقُتل العديد من جنود الاحتلال وتم أسر آخرين.

وفي 20 يناير 2014م بقيادة القائد عيدروس الزُوبيدي والقائد أبو عبدالله عند الساعة الثالثة فجراً كان الهجوم على موقع الخزان وذي بيت والخربة المحيطة بمعسكر الاحتلال اليمني في الجرباء، حيث استطاعت المقاومة الجنوبية من اقتحام موقع الخزان والاستيلاء عليه وتدمير ترسانة العدو والقضاء على جميع عناصر الاحتلال بداخله، ويعتبر موقع الخزان من أصعب المواقع العسكرية ومحصناً بترسانة عسكرية بشرية ومعدات، ولكن بعزيمة وإصرار رجال المقاومة الجنوبية تمكنا من إحراز النصر.

وفي الغزو الثاني على الجنوب في 2015م من قبل منظومة الاحتلال اليمني بمسمياتها الحوثي عفاشي والإخواني المعززة بخبرات وقادة إيرانيين وألوية الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التابعة للهالك علي عفاش، وذلك استمرارًا للاحتلال وتجديدًا وتكرارًا لسيناريو احتلال الجنوب في صيف 1994م، تم تكليفه قائدًا عامًا للمقاومة الجنوبية في محافظة الضالع من قبل القائد العام للمقاومة الجنوبية عيدروس الزُبيدي.

 

نبذة مختصرة عن ميلاده ونشأته

الشهيد القائد العميد الركن/ عمر ناجي محمد المكني ثورياً واجتماعياً بـ "أبو عبدالله"، من مواليد 1967م جبل المعفاري، منطقة قرض م/الأزارق م/الضالع.

درس المرحلة الابتدائية والثانوية في مدرسة النهج الثوري في مديرية الأزارق، وهو أب لخمسة أولاد وعم لشهيدين من أولاد إخوانه وهم الشهيد مازن أمين ناجي والشهيد حاشد خالد ناجي.

التحق في السلك العسكري في 1984م، وفي 1985م التحق في الكلية الأكاديمية في موسكو، وتخرج منها في 1990م بدرجة امتياز.

استشهد في 2015/5/25م في معركة تحرير الضالع المعركة التي خططها ونسقها ورصد أحداثها واستطلع مواقعها وقادها واستشهد فيها.

فقد خلد في ذاكرتنا وفي ذاكرة التاريخ أعظم معاني الوفاء والفداء والتضحية الوطنية وترك بصمة عظيمة في مبادئه الثورية، وكانت أعماله وإنجازاته النضالية مدرسةً تربوية حقيقية يستلهم منها ويتتلمذ فيها رفاق دربه وأبنائه وكل المقاتلين في سبيل استعادة وطنهم الجنوبي وكذلك الأجيال القادمة.

إننا على يقين تام من أن سيرة حياة هذا البطل ستظل حية ومتجددة في وجدان وضمير كل مواطن جنوبي ومصدر إلهام لمعاني الولاء والوفاء الوطني المتجسد في نكران الذات والعمل المخلص والتضحية في روح  سبيل أسمى الأهداف والمبادئ والمثل الوطنية والإنسانية العليا.. في سبيل الوطن والإنسان الجنوبي.. في سبيل حرية وكرامة الإنسان وأمنه واستقراره والعدالة الاجتماعية الجنوبية.

الرحمة والخلود والغفران لروحك الطاهرة أيها الشهيد الراحل عن ديارنا الخالد في قلوبنا.







شارك برأيك