من منا لايذكر موفنبيك الاول والثاني. حوار وحوارات يمنية باشراف أممي . الاول الحوار الشامل بقيادة الرئيس عبدربه، والثاني حوار حوثي وشرعية. 

كلها حوارات اين موقع هذا وذاك في سلم السلطة ، تقاسم كراسي( حكومة سلف. وحكومة خلف ) حوارات تبتعد عن اصلاح ذات البين باتجاه الازمة الحقيقية لليمن المتمثلة في فشل الوحدة. بل تخلوا تماما اجندة المتحاورين، مسالة تصحيح مسار وحدة على اسس موضوعية ومنطقية وعادلة. حوارات، تغط عليها مصالح حزبية و شخصية علت عن مصالح الامة اليمنية . نخب وقوى سياسية تدعي تمثيل الامة، وهي ليست كذلك بدليل وضع حقيقة فشل الوحدة التي تسببت بحرب الصيف 1994م، خلف الضهر . مع إدراك القوى السياسية في السلطة والمعارضة -للاسف ، فحوى وحقيقة هذا الفشل واقع وقانون . ازمة وحدة ممكن تصنيفها ، ازمة حكام لأزمة تعايش شعب. حكام حشروا متناقضات عهدهم، في وحدة اندماجية، مأزومة من وقت مبكر . خيار وحدوي يتقاطع مع عوامل ذاتية ،وموضوعية كانت مسؤولة في الفشل المبكر للوحدة اليمنية .وكان شريكي الوحدة اليمنية - الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام - مسؤولين بدرجة اولى عن هذا الفشل . وقد كانت من اخطاء شركاء الوحدة القاتلة انفرادهما في حمل الوحدة بخيار اندماجي --على عجل -- الى ارضية غير سوية ،دون ان يعيروا اهتمام بماضي حكمهما مجتمعين متباينان متمايزان فكرا وايدلوجيا ،و منظومات مجتمعية ، سياسية، وقانونية واقتصادية، لا يلتقيان مع نظام وحكم اندماجي في ادارة مجتمع الوحدة. تباين، و تمايز موضوعي في التركيبة المجتمعية لكل من لشمال والجنوب .فكان التباعد المجتمعي ملموس الذي بطبيعته الموضوعية لا ينسجم مع خيار الوحدة الاندماجية المعلن عنها في 22/مايو/1990م. وقد أظهر خيار الوحدة الاندماجية بالضرورة اختلالات، في نمط المعيشة بين مجتمعي الشطرين ، من جهة. فضلا عن اختلال توازن قوى العمل، والوظيفة العامة، وغيرها من التباينات الموضوعية من جهة اخرى . كل ذلك شكل تقاطعا مع الهيكل السياسي القائم على اساس الوحدة الاندماجية، الذي كان بطبيعته عمل وسلوك ، وممارسة لا يتفق مع هويتين حكم ، مختلفتين. الامر الذي عنده اوجد بالضرورة حالة تضاد في طرق واساليب قيادة مجتمع الوحدة .من هنا انطلقت بؤر التوتر بين شريكي الوحدة اليمنية. وقد كانت هذه العوامل، وجدت في كنف مجتمع الوحدة، ولازالت تتعمق يوما بعد يوم ،حتى صارت مبعث ،ازمات وصراعات متكررة بين طرفي الوحدة اليمنية الشمال والجنوب . وقد كانت حرب الصيف الكارثية عام 1994م قاعدة و منطلق تعميق ازمة الوحدة اليمنية،والمسؤولة عن احراق الوحدة اليمنية في قلوب ونفوس اليمنيين. ولقد تزايدت اليوم اخطار الحروب الا هلية المدعومة و الممولة من الخارج، التي حولت اليمن شمالة وجنوبه الى جزر متناثرة دمرت البنيان المؤسسي لدولة ،ودخلت اليمن في فوضى سياسية وعسكرية ، ومجتمعية . واقع يمني اشعل شهية التدخلات الخارجية ، طمعا بموقع و جغرافية اليمن المتميزة عالميا من جهة ،وثروته الوافرة (المحرزة)في باطن الارض وفوقها من جهة اخرى ، حتى صار اليمن لهذا السبب، بؤرة توتر دولي، في مخاض سباق مصالح عسكرية، واقتصادية لدول كثر .

فصارت ازمة فشل الوحدة سلاح ،موجه بمنهجية محكمة، لتمزيق النسيج المجتمعي، و توطين الصراعات و المتناقضات، التي اوصلت اليمن الى حروب وفقر و مجاعة، جعلت من شعب السعيدة في اسوأ كارثة انسانية في العصر الحديث. بل ان 

 الازمة اليمنية أخذه بالاتساع و التزايد الممنهج المخطط والموجه، باتجاه تقطيع اوصال المجتمع اليمني، الى دويلات خارج حدرد الشطرين السابقين عهد ماقبل الوحدة .كل اتضح جليا مع نهاية مزعومة لحرب شرعية و حوثية دامت اكثر من ثمان سنوات. ان واجهة اليمن شماله وجنوبه سيضع على صفيح ساخن ، بتوسيع دائرة الصراعات البينية ، ان كان على مستوى الداخل الجنوبي، وان على مستوى الداخل الشمالي . وعلى المستوى الشطري جنوب وشمال ككل . هنا يمكن القول، قد بلغت الاوضاع من الخطورة ذروتها على اليمن ، ارضا، و انسانا ،الامر الذي عنده ،يجب على احرار اليمن في شماله وجنوبه ، عدم قبول المداهنة والترحيل لازمة فشل الوحدة اليمنية ، و وضعها على طاولة الحوار كأولوية عن اي ملفات خلافية ،مالم ستتحول ازمة الوحدة ،الى سلاح بيد الخارج، يفتك بالمجتمع اليمني، ونهب ثرواته و تمزيقه اكثر من عهد ماقبل الوحدة.                                                                                                                                                                                                     

ان احرار اليمن مدعوون ، رفض هذا الواقع، الذي فيه تغوص الامة في علقمه، 

 كفى هرولة في منحدرات خلف الحدود ..!.